دعا نشطاء الحراك في العراق، للخروج بمليونية يوم الثلاثاء المقبل 25 شباط/فبراير، وهتفوا "وعد للتحرير هذا يوم 25 مليونية.. وعد هذا لكل شهيد.. الثورة ترجع من جديد".
وقالت اللجنة المنظمة لثورة 25 أكتوبر، إن الهدف الرئيس من المليونية هو إسقاط البرلمان ورفض تكليف محمد توفيق علاوي رئيسا للوزراء.
وأوضحت اللجنة، أن البرلمان هو أساس مشكلة العراق وهو الحاضنة الأولى للأحزاب الفاسدة وميليشياتها الإجرامية، كذلك هو من يشرع لجميع قوانين الفساد في العراق، وتأسيسا على ذلك فإن المطلب الرئيس هو حل البرلمان بأعضائه الحاليين.
يأتي ذلك في وقت أظهرت مقاطع فيديو متداولة استمرار القوات الأمنية وعناصر المليشيات الداعمة لها في قمع المتظاهرين عند ساحة الخلاني وسط العاصمة العراقية بغداد، يوم السبت.
واستهدفت القوات الأمنية المتظاهرين ببنادق الصيد في محاولة لقمع المحتجين وإنهاء اعتصامهم المفتوح.
وشهدت مدينة الحلة في محافظة بابل، مظاهرات طلابية لجامعات المحافظة، دعما لمطالب المتظاهرين، وفي مقدمتها تشكيل حكومة مستقلة.
وفي الناصرية مركز محافظة ذي قار(جنوب العراق)، قالت مصادر إن محتجين قطعوا جسر الحضارات في المدينة بالإطارات المشتعلة.
وخرج متظاهرو الناصرية للطريق السريع من أجل استقبال متظاهري النجف الذين قرروا التضامن الكامل معهم من أجل توحيد الصفوف والاتجاه للتصعيد دعما لثورة تشرين.
في تلك الأثناء، قالت وسائل إعلام محلية إن قائد شرطة ذي قار ناصر الأسدي منع دخول متظاهري النجف على أطراف المدينة، بانتظار تعليمات عليا تسمح لهم بالدخول إلى المحافظة.
مصير حكومة علاوي
سياسيا، نفى رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، تحديد موعد لجلسة البرلمان من أجل التصويت على منح الثقة لحكومة علاوي.
تصريح الحلبوسي جاء ردا على تصريحات نائب رئيس البرلمان النائب حسين الكعبي المنتمي لـ"تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر"، قال فيها إن مجلس النواب سيجتمع يوم الاثنين المقبل للتصويت على حكومة علاوي.
وأكد الحلبوسي في بيان أن "رئاسة مجلس النواب لم تقرر لغاية الآن موعد الجلسة الاستثنائية للتصويت على الكابينة الوزارية".
وأوضح أنه "لا يمكن تحديد موعد للجلسة الاستثنائية قبل وصول المنهاج الوزاري وأسماء الوزراء، حتى الآن لم يصلنا المنهاج الوزاري ولا أسماء الكابينة الوزارية".
وأكد في الوقت ذاته على أنه "حال وصول المنهاج الوزاري وأسماء الوزراء ستشرع الرئاسة بإكمال الإجراءات لعقد الجلسة."
إلى ذلك، حذر من "مغبة المضي في أي إجراءات خارجة عن الدستور والنظام الداخلي والقوانين، لا سيما فيما يتعلق بعمل مجلس النواب".
واعتبر أن "الهدف من تشكيل أي حكومة هو الخروج من أزمة ولا نرغب بالذهاب إلى حكومة قد تهدد السلم المجتمعي أو تحدث شرخا بين مكونات المجتمع".
وأشار إلى أن البرلمان لم يلمس جدية في تحديد موعد للانتخابات المبكرة، قائلاً "لا أرى هناك جدية من رئيس مجلس الوزراء المكلف بتحديد موعد للانتخابات المبكرة".
وتابع: "ينبغي أن يكون هدف الحكومة المقبلة فرض الأمن وإعادة هيبة الدولة وإجراء الانتخابات المبكرة".
وحث على تلبية طلب المتظاهرين، قائلاً: "العراق نزف كثيرا خلال الأشهر الماضية وينبغي أن يكون هناك موقف واضح من قبل القوى السياسية للخروج برؤية واضحة تلبي مطالب المتظاهرين".
ثورة العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية واسعة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، وتنظيم انتخابات مبكرة.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 555 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
وعادت الاحتجاجات إلى زخمها بعد تكليف الرئيس العراقي برهم صالح للوزير السابق محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لعبد المهدي.
ومرت الاحتجاجات بثلاث مراحل تخللها عنف الأجهزة الأمنية والميليشيات الموالية لإيران وتنكيلهم بالمتظاهرين، الأولى امتدت من الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حتى العشرين من الشهر ذاته، وبدأت الموجة الثانية من 25 تشرين الأول/أكتوبر، والثالثة بعيد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يرفضه بشدة المتظاهرين ويصرون على تكليف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن تسلط الأحزاب والتيارات السياسية المرتهنة لإيران، والتي يتهمونها بتكريس الفساد ورعايته طيلة 16 عاما.
العنف الذي جوبهت به المظاهرات لم يمنع العراقيين من الحفاظ على سلميتهم، وابتكار أساليب عدة للاحتجاج وإيصال رسالتهم للمسؤولين والأحزاب، أبرزها قطع الطرقات، والاعتصام بالساحات.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر