تشير التقارير الأولية إلى فوز التيار المتشدد بغالبية مقاعد البرلمان في الانتخابات التي قاطعها غالبية الشعب الإيراني.
وقالت مصادر إن نسبة الاقتراع لم تتخطى الـ 40%.
ويناهز عدد الناخبين 58 مليونا، وسيتنافس في الاقتراع 7148 مرشحا على 290 مقعداً بالبرلمان. علما بأن مجلس صيانة الدستور رفض 7296 طلب ترشّح غالبية مقدميها من المعتدلين والإصلاحيين.
وأدلى المرشد الأعلى علي خامنئي بصوته بمجرد أن فتحت صناديق الاقتراع، بحسب مشاهد بثّها التلفزيون الحكومي.
وجدّد خامنئي مناشدته مواطنيه التوجّه إلى صناديق الاقتراع "بكثافة وفي أسرع وقت ممكن".
وهذه هي الانتخابات الأولى منذ تجديد الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران بسبب برنامجها النووي.
وتجرى في الوقت نفسه انتخابات مجلس خبراء القيادة الذي يختار المرشد الأعلى ويملك صلاحية عزله.
ودعا معارضون، الإيرانيين إلى مقاطعة الانتخابات لإظهار معارضتهم لما يسمونه قمعا واسعا لحقوق الانسان وعدم تقبل للمعارضة.
ويشكل المحافظون والمتشددون العدد الأكبر من المرشحين، الأمر من المرجح أن يؤدي، في النهاية، إلى إضعاف سياسي للرئيس حسن روحاني الذي يعتبر معتدلا نسبيا.
وانعكست الانقسامات حول الانتخابات بشكل متزايد على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبر الإيرانيون المؤيدون والمناهضون للنظام عن مواقفهم.
ويصعب التكهن بنسبة الإقبال على التصويت في وقت يشعر كثيرون بالأحباط بسبب تدهور حالة الاقتصاد وفشل الرئيس الإيراني في الوفاء بوعود تحسين الحريات المدنية.
وعمّقت حملات ملاحقة المحتجين ضد الحكومة مؤخراً المعارضة للطبقات الحاكمة.
وقد ذيّل مؤيدون لآية الله خامنئي منشوراتهم بوسم "مجلس قوي" و"أنا أشارك لأن"، فيما غرّد ناشط قائلاً "كل صوت هو رصاصة في عين العدو".
وعلّق الإيرانيون المعارضون للحكم القائم تحت أوسمة "أنا لا أصوت" و"لا للتصويت". وغرد أحد المنتقدين قائلاً "إذا كان رأينا مهماً فعلاً وبإمكانه أن يغير شيئاً، ما كانوا ليسألوننا أبدا عن رأينا".
مقاطعة
وأظهر استطلاع للرأي أجرته إحدى الجامعات الإيرانية أن 75% من سكان العاصمة لن يشاركوا في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها.
وذكر رئيس منظمة الدراسات الاجتماعية في جامعة طهران، أحمد نادري، أنه "وفق الاستطلاع الذي قمنا به بداية نوفمبر، سيشارك 24.2% فقط من الإيرانيين في طهران بالانتخابات البرلمانية القادمة".
إلى ذلك، نقلت وكالة "فارس" عن نادري قوله إن "93% من الإيرانيين أعلنوا أنهم غير راضين عن أداء الحكومة الإيرانية والوضع السائد في البلاد".
مسرحية
وأعلن عدد من الشخصيات والأحزاب المعارضة، داخل وخارج إيران، عن رفضها ومقاطعتها للانتخابات البرلمانية التي يصفونها بـ"المسرحية".
كما أصدر 164 ناشطا سياسيا ومدنيا إيرانيا بيانا تحت عنوان "لا للتصويت"، طالبوا فيه المواطنين الإيرانيين بمقاطعة الانتخابات، والقيام بعصيان مدني للدفاع عن حقوقهم.
من جهة أخرى، قال محمد رضا باهنر، وهو من أبرز الشخصيات المتشددة المقربة من المرشد، علي خامنئي، إنه ليس هناك منافس حقيقي لهم في البرلمان القادم.
طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر