عاودت القوات الأمنية العراقية والميليشيات المتعاونة معها، استهداف المتظاهرين في ساحة الخلاني وسط بغداد، يوم الأربعاء، برصاص "الخرطوش" القاتل من بنادق الصيد.
وواصل طلاب البصرة جنوبي العراق دعمهم للحراك الثوري والمعتصمين؛ لحين تحقيق مطالب الحراك كاملة وإسقاط النظام السياسي.
وخرجت تظاهرات نسائية في مدينة النجف للإعلان عن التضامن الكامل مع مطالب الثورة العراقية، وهو ما تكرر في بابل والناصرية وميسان.
جلسة استثنائية
بدوره، دعا رئيس الوزراء العراقي المُكلف محمد توفيق علاوي البرلمان إلى عقد جلسة استثنائية الاثنين القادم للتصويت على تشكيلته الوزارية.
وحذّر علاوي، في كلمة له اليوم الأربعاء حول تشكيل الحكومة، من مخاطر عدم "تمرير الحكومة"، مؤكدا أن "هناك جهات تعمل على استمرار الأزمة في البلاد".
وأضاف "بمجرد منح الحكومة الثقة ستباشر التحقيق في أحداث العنف"، معتبراً أن "الحراك الشعبي أسس لمرحلة جديدة في تاريخ العراق".
وقال علاوي إنه شكل حكومة عراقية "مستقلة سياسيا"، مؤكدا أنها ستعمل على إجراء انتخابات مبكرة حرة بعيدا عن تأثيرات المال والسلاح والتدخلات الخارجية.
ودعا المتظاهرين إلى منح حكومته فرصة رغم "أزمة الثقة تجاه كل ما له صلة بالشأن السياسي" والتي ألقى مسؤوليتها على فشل أسلافه.
وأكد علاوي أنه "لا يمكننا التهرب من الإصلاح الحقيقي وتلبية مطالب الحراك"، مؤكداً أنه سيعمل على تحسين الظروف المعيشية للعراقيين وإعادة النازحين إلى بيوتهم في العراق.
ثورة العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية واسعة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، وتنظيم انتخابات مبكرة.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 555 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
وعادت الاحتجاجات إلى زخمها بعد تكليف الرئيس العراقي برهم صالح للوزير السابق محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لعبد المهدي.
ومرت الاحتجاجات بثلاث مراحل تخللها عنف الأجهزة الأمنية والميليشيات الموالية لإيران وتنكيلهم بالمتظاهرين، الأولى امتدت من الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حتى العشرين من الشهر ذاته، وبدأت الموجة الثانية من 25 تشرين الأول/أكتوبر، والثالثة بعيد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يرفضه بشدة المتظاهرين ويصرون على تكليف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن تسلط الأحزاب والتيارات السياسية المرتهنة لإيران، والتي يتهمونها بتكريس الفساد ورعايته طيلة 16 عاما.
العنف الذي جوبهت به المظاهرات لم يمنع العراقيين من الحفاظ على سلميتهم، وابتكار أساليب عدة للاحتجاج وإيصال رسالتهم للمسؤولين والأحزاب، أبرزها قطع الطرقات، والاعتصام بالساحات.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر