تجددت الاشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين وسط بغداد، في الوقت الذي تواصلت فيه المظاهرات الرافضة لتكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة العراقية في كل من النجف والبصرة وكربلاء وذي قار، يوم الاثنين.
وأصيب 7 محتجين بجروح وحالات اختناق، جراء استخدام القوات الأمنية قنابل الغاز المسيلة للدموع وبنادق الصيد لتفريق المتظاهرين وإبعادهم عن ساحة الخلاني وحصر التظاهرات في ساحة التحرير.
وفي النجف، خرجت مظاهرة حاشدة هتف المتظاهرون فيه "بالروح بالدم نفديك يا عراق".
وفي كربلاء، تظاهر المئات بينهم طلاب، للتأكيد على مواصلة الحراك حتى تحقيق كامل المطالب، وهتف المتظاهرون ضد إيران وأمريكا.
تحذير أممي
وفي السياق، دعت بعثة الأمم المتحدة إلى حماية المتظاهرين في العراق، معتبرة أن الاستخدام المفرط للقوة للجماعات المسلحة الغامضة يبعث على القلق.
ودعت البعثة الأممية السلطات العراقية إلى وقف استهداف المحتجين ببنادق الصيد في الأيام الأربع الماضية.
وكان خرج الطلاب العراقيون، يوم الأحد 16 شباط/فبراير، بمظاهرات حاشدة في كل من بغداد ومدن جنوبية عدة، رفضا لتكليف علاوي بتشكيل الحكومة.
وتوافد آلاف الطلاب إلى ساحات التظاهر في كل من ساحتي الخلاني والتحرير وسط بغداد، وأكدوا أنهم "لن يخذلوا الثورة والشهداء"، مشددين على بقائهم في الساحات حتى تحقيق مطالبهم بالكامل.
وهتف الطلب "طلابية طلابية ضد أمريكا والبعثية، طلابية طلابية ضد إيران الجمهورية".
ثورة العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية واسعة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، وتنظيم انتخابات مبكرة.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 555 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
وعادت الاحتجاجات إلى زخمها بعد تكليف الرئيس العراقي برهم صالح للوزير السابق محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لعبد المهدي.
ومرت الاحتجاجات بثلاث مراحل تخللها عنف الأجهزة الأمنية والميليشيات الموالية لإيران وتنكيلهم بالمتظاهرين، الأولى امتدت من الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حتى العشرين من الشهر ذاته، وبدأت الموجة الثانية من 25 تشرين الأول/أكتوبر، والثالثة بعيد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يرفضه بشدة المتظاهرين ويصرون على تكليف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن تسلط الأحزاب والتيارات السياسية المرتهنة لإيران، والتي يتهمونها بتكريس الفساد ورعايته طيلة 16 عاما.
العنف الذي جوبهت به المظاهرات لم يمنع العراقيين من الحفاظ على سلميتهم، وابتكار أساليب عدة للاحتجاج وإيصال رسالتهم للمسؤولين والأحزاب، أبرزها قطع الطرقات، والاعتصام بالساحات.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر