خرج الطلاب العراقيون، يوم الأحد، بمظاهرات حاشدة في كل من بغداد ومدن جنوبية عدة، رفضا لتكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة.
وتوافد آلاف الطلاب إلى ساحات التظاهر في كل من ساحتي الخلاني والتحرير وسط بغداد، وأكدوا أنهم"لن يخذلوا الثورة والشهداء"، مشددين على بقائهم في الساحات حتى تحقيق مطالبهم بالكامل.
وهتف الطلاب "طلابية طلابية ضد أمريكا والبعثية، طلابية طلابية ضد إيران الجمهورية".
وخرجت مظاهرات طلابية في كل من بابل وكربلاء وميسان والبصرة وذي قار، رفضا لتكليف علاوي، وتنديدا بحرق خيم المتظاهرين في ساحة الوثبة، وداعية المرأة العراقية للمشاركة في المظاهرات.
سياسة القمع
وأصيب عدد من المتظاهرين بجروح، في ساحة الخلاني وسط بغداد، جراء استهدافهم من قبل قوات الأمن الرصاص المتفجر والقنابل الخانقة.
ولجأت السلطات العراقية إلى قطع النور على المتظاهرين في محاولة لإخماد الحراك الثوري مساء الأحد وسط مخاوف من استهداف المتظاهرين.
وأعلنت وسائل إعلام محلية انقطاع تام للتيار الكهربائي في "ساحة الخلاني" مع استمرار التظاهرات قرب الساحة.
وكان أكد اتحاد طلبة بغداد، في بيان مكتوب، يوم السبت 15 شباط/فبراير، استمرارهم غدا في المشاركة بالتظاهرات الحاشدة لدعم الثورة.
وقال الاتحاد، إن يوم الأحد أصبح هم السلطات الغاشمة الأكبر.. فحين تعلو أصواتنا المنادية بحب الوطن وبالمطالب الحقة يعلو ضجيجهم اليائس لكبح هذه الأصوات".
وأضاف "نجحنا في امتحان ثباتنا الأحد الماضي أنصع نجاح، وسيكون يوم غد امتحانا للسلطات لنرى ويرى العالم أي الوسائل المستهلكة ستستخدم لتحاول إضعاف عزيمتنا وحرف مطالبنا".
ثورة العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية واسعة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، وتنظيم انتخابات مبكرة.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 555 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
وعادت الاحتجاجات إلى زخمها بعد تكليف الرئيس العراقي برهم صالح للوزير السابق محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لعبد المهدي.
ومرت الاحتجاجات بثلاث مراحل تخللها عنف الأجهزة الأمنية والميليشيات الموالية لإيران وتنكيلهم بالمتظاهرين، الأولى امتدت من الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حتى العشرين من الشهر ذاته، وبدأت الموجة الثانية من 25 تشرين الأول/أكتوبر، والثالثة بعيد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يرفضه بشدة المتظاهرين ويصرون على تكليف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن تسلط الأحزاب والتيارات السياسية المرتهنة لإيران، والتي يتهمونها بتكريس الفساد ورعايته طيلة 16 عاما.
العنف الذي جوبهت به المظاهرات لم يمنع العراقيين من الحفاظ على سلميتهم، وابتكار أساليب عدة للاحتجاج وإيصال رسالتهم للمسؤولين والأحزاب، أبرزها قطع الطرقات، والاعتصام بالساحات.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر