أعلن نادر مرادي، وهو مساعد رئيس قسم الرقابة على الأماكن العامة التابع لشرطة طهران، عن بدء تنفيذ خطة لإزالة دمى عرض الملابس "مانيكان" من نوافذ المتاجر.
وقال مرادي إن هذه الدمى تعمل على إشاعة "الحداثة الغربية والإباحية" في المجتمع، حسب تعبيره.
وأضاف "أن بعض دمى العرض الموجودة في نوافذ عرض متاجر بيع الملابس تؤدي بطريقة ما إلى تعزيز إشاعة الحداثة الغربية ونشر ثقافة المجون والخلاعة، ومن شأنها تقويض ثقافة العفاف والحجاب في المجتمع".
وفي سياق متصل، أعلن مرادي عن بدء مشروع "تأهيل متاجر الملابس" خلال الأسبوع المقبل. وقال إنه "سيتم التعامل مع أولئك الأشخاص الذين يقومون ببيع الملابس على الفضاء الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي، دون مراعاة القوانين، وفي حال إصرارهم على مواصلة نشر نوافذ عرض متاجرهم بالمخالفة للشؤون الإسلامية".
في المقابل، قال قائد الشرطة الإيرانية، حسين أشتري "سيتم التعامل القانوني مع كل من تخلع حجابها في السيارة، وذلك لأننا نعتقد أن هذا العمل السيئ ينتهك الأعراف السائدة". ولفت إلى أن "هذه المهمة مخولة إلينا من قبل الحرس الثوري".
قمع النساء
وبعد ثورة الخميني لم يكن سهلا فرض الحجاب على النساء اللواتي لم يتعوّدن على ارتدائه من قبل، وبعضهنّ كنّ من أنصار الثورة على النظام البهلوي، لهذا استغرق فرض الحجاب سنوات عديدة، وجاء على مرحلتين، في عامي 1981 و1983.
في الأولى، اقتصر نطاقه على المؤسسات والدوائر الحكومية، وفي الثانية أصبح إلزاميا خارج البيوت لجميع النساء، بعدما تم إقرار قانون عقوبة عدم ارتداء الحجاب التي تتراوح بین التعزیر وغرامة مالية تصل إلى عشرين دولارا، وصولا للحبس من عشرة أيام إلى شهرين، و74 جلدة، بحسب المادة رقم 638 في قانون "العقوبات الإسلامية".
أنواع الحجاب
وينص القانون على أن العقوبة تسري على جميع النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب الشرعي المعروف، لكن على أرض الواقع لم يتم تطبيقه إلا على من تتخطى الحجاب العرفي المألوف في المجتمع الإيراني، والذي أصبح مقبولا إلى حد ما لدى السلطات الإيرانية بعد انتشاره الواسع.
الحجاب العرفي المذكور آنفا -والذي يُصنف على أنه حجاب غير شرعي- ينقسم في الدراسات الاجتماعية الإيرانية إلى: "الحجاب السيئ المقبول"، و"الحجاب السيئ غير المقبول".
النوع الأول هو الأكثر انتشارا في إيران اليوم، فوفقا لآخر إحصائية رسمية نشرها مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني في يوليو/تموز 2018، فإن 60-70% من الإيرانيات يرتدين الحجاب العرفي، وأكثرهنّ يلبسن النوع الأول، بحيث يظهر جزء من شعر الرأس ولباسهن غير فضفاض.
في حين يُصنّف حجاب 10-15% من مرتديات الحجاب العرفي على أنه "سيئ غير مقبول"، ويعتبر خادشا للحياء العام، وفيه تكشف المرأة جزءا كبيرا من شعرها، وتضع مساحيق تجميل بشكل لافت.
طاهرة الحسيني - إيران إنسايدر