تصاعد التوتر في منطقة الخليج العربي، إثر إعلان الحرس الثوري الإيراني احتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو"، بعد مرور أسبوعين على احتجاز بريطانيا لناقلة النفط الإيرانية العملاقة "غريس1" في جبل طارق.
الحرس الثوري الإيراني هدد منذ احتجاز "غريس1" أنه سيرد بالمثل عبر احتجاز ناقلة نفط بريطانية، وهو الأمر الذي عاد وأكده المرشد الإيراني علي خامنئي قبل أيام.
وجاء احتجاز الناقلة البريطانية بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسقاط طائرة إيران مسيرة اقتربت مسافة 1000 متر من إحدى البوارج الأمريكية في الخليج العربي، ونفي طهران لذلك عبر نشر تسجيل مصور يظهر البارجة الأمريكية، ووصفت تصريحات ترامب بـ"المثيرة للسخرية".
تصرفات خبيثة
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة ستبحث مع لندن حادث احتجاز إيران لناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبرو" في مضيق هرمز.
وسبق لمجلس الأمن القومي الأمريكي التابع للبيت الأبيض أن أعلن اليوم الجمعة أنه اطلع على التقارير حول احتجاز الناقلة.
وقال المتحدث باسم المجلس غاريت ماركيس "نحن على اطلاع على التقارير حول احتجاز القوات الإيرانية لناقلة نفط بريطانية".
وأضاف أن "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع حلفائها وشركائها لحماية أمننا ومصالحنا من التصرفات الإيرانية الخبيثة".
لجنة الطوارئ
بدأت لجنة الطوارئ في الحكومة البريطانية، مساء الجمعة، اجتماعا في لندن لمناقشة حادث احتجاز الحرس الثوري الإيراني لناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، إن لندن تسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات بعد تقارير عن أن ناقلة ترفع علم بريطانيا حولت وجهتها لتتحرك صوب المياه الإيرانية.
وقال المتحدث "نسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات ونعكف على تقييم الوضع في أعقاب تقارير عن حادث في الخليج".
لا عمل عسكري
بدوره، قال وزير خارجية بريطانيا جيريمي هنت إنه ستكون هناك عواقب إذا لم تفرج إيران عن ناقلة احتجزت في مضيق هرمز، ولكنه أكد أن بريطانيا لا تفكر في عمل عسكري ضد إيران.
وقال إن سفير لندن في طهران على اتصال بالخارجية الايرانية لإيجاد حل للأزمة وأن بلاده تتعاون عن كثب مع الشركاء الدوليين، كما أكد أن اجتماعا وزاريا طارئا سيبحث الخطوات المقبلة.
وأكد هنت "أشعر بقلق شديد إزاء احتجاز السلطات الإيرانية سفينتين في مضيق هرمز".
اجتماع أمني
وأضاف هنت "سأحضر بعد قليل اجتماعا أمنيا لاستعراض ما نعلمه وما يمكننا فعله لضمان الإفراج سريعا عن السفينة".
وشدد على أن "احتجاز السفن غير مقبول (...) من الضروري الحفاظ على حرية الملاحة وقدرة كل السفن على التحرك بأمان وحرية في المنطقة".
وكانت بريطانيا أعلنت أن ناقلة النفط ستينا إمبيرو التي كانت متوجهة إلى ميناء الجبيل في السعودية، قد غيرت مسارها بشكل مفاجئ بعد عبورها مضيق هرمز.
احتجاز ناقلة بريطانية
وأعلن "الحرس الثوري الإيراني"، مساء اليوم الجمعة، أنه احتجز ناقلة نفط بريطانية أثناء عبورها مضيق هرمز "لانتهاكها قوانين الملاحة الدولية".
ووفقا لبيان أصدره الحرس الثوري، تم سحب الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" إلى الساحل الإيراني واحتجازها، بناء على طلب من "هيئة الملاحة البحرية الإيرانية".
وأضاف أنه تم توجيه الناقلة الى السواحل الايرانية وتسليمها الى منظمة الموانئ والملاحة الإيرانية لبدء التحقيقات وطي المراحل القانونية.
وأفادت أنباء بأن الناقلة كانت في طريقها من ميناء الفجيرة الإماراتي إلى ميناء الجبيل في السعودية، واقتيدت عند اقترابها من إحدى الجزر الإيرانية من قبل قوارب سريعة وطائرات مروحية.
وقالت وسائل إعلام بريطانية إنه تم تحويل مسار الناقلة فجأة صوب جزيرة قشم الإيرانية.
وتحدثت بعض التقارير المنسوبة للشركة المالكة للناقلة عن اقتراب طائرات مروحية وقوارب سريعة تابعة للحرس الثوري الإيراني منها في حدود الساعة الرابعة مساء بتوقيت غرينتش.
وقبل إعلان "الحرس الثوري" عن احتجاز الناقلة، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أنها تعمل على الحصول على مزيد من المعلومات عقب ورود أنباء حول توجه سفينة تحت علم بريطانيا إلى المياه الإيرانية في الخليج.
ويأتي نبأ احتجاز الناقلة البريطانية في خضم توتر متصاعد في منطقة الخليج، وبعد أسبوعين من احتجاز القوات البحرية البريطانية ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1" قبالة جبل طارق.
سجال أمريكي إيراني
ونفى الحرس الثوري الإيراني، يوم الجمعة، إسقاط بارجة أمريكية لطائرة إيرانية مسيرة في مضيق هرمز.
وأصدر الحرس الثوري، بيانا قال فيه "إن ادعاء الأمريكيين إسقاط طائرة إيرانية مسيرة في مضيق هرمز مثير للسخرية".
وكان قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن بارجة عسكرية أمريكية "يو اس اس بوكسر"، دمرت طائرة إيرانية مسيرة، في مضيق هرمز، أمس الخميس، في وقت قال فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده لا تملك معلومات عن إسقاط طائرة مسيرة.
وكشف الرئيس الأمريكي أن الطائرة هددت البارجة وطاقمها باقترابها منها مسافة ألف متر، ما دفع القوات الأمريكية لتدميرها، معتبرا أن ذلك عملا دفاعيا، بعد تجاهل نداءات متعددة للابتعاد عن البارجة. ودعا ترامب دول العالم لحماية سفنها وإدانة إيران.
تهديدات سابقة
وهدد قيادي في "الحرس الثوري الإيراني"، الجمعة الماضي، بأنه سيكون من "واجب" طهران احتجاز ناقلة نفط بريطانية إذا لم يتم الإفراج عن الناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق فوراً
وقال محسن رضائي، في تغريدة على "تويتر"، إنه "إذا لم تفرج بريطانيا عن ناقلة النفط الإيرانية، سيكون على السلطات (الإيرانية) واجب احتجاز ناقلة نفط بريطانية".
وتهدد إيران منذ فترة طويلة بإغلاق مضيق هرمز -الذي يمر منه نحو خمس النفط العالمي- إذا منعت من تصدير نفطها، وهو أمر تسعى إليه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كوسيلة ضغط على طهران لحملها على التفاوض من جديد على برنامجها النووي.
وهدد "المرشد الأعلى للثورة الإيرانية" علي خامنئي، بريطانيا، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، برد قوي على احتجازها ناقلة النفط الإيرانية العملاقة "غريس1" في جبل طارق الخميس الماضي. وقال إن بلاده "لن تدع قرصنة بريطانيا البحرية الخبيثة تمر دون رد".
تصاعد التوتر
تزايدت التوترات في منطقة الخليج منذ أن شددت الولايات المتحدة العقوبات التي أعادت فرضها على قطاع النفط الإيراني بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي أُبرم في فيينا عام 2015.
واتهمت الولايات المتحدة إيران فيما يتعلق بهجومين منفصلين على ناقلات نفط في خليج عمان في أيار وحزيران، الأمر الذي تنفيه إيران.
وفي حزيران الماضي، أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة مسيرة أمريكية زعم أنها اخترقت المياه الإقليمية الإيرانية، لكن الجيش الأمريكي قال إن الطائرة كانت تحلق في المياه الدولية آنذاك، وأدان ما وصفه بأنه "هجوم غير مبرر".
المصدر: إيران إنسايدر