قتلت ميليشيا "القبعات الزرقاء" التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر، يوم الأربعاء، 6 متظاهرين في مدينة النجف بعد اقتحام ساحة الاحتجاج وحرق الخيام.
وقالت مصادر محلية إن مئات من أنصار ميليشيا مقتدى الصدر اقتحموا ساحة الاحتجاج في النجف (جنوب العراق)، واشتبكوا مع المعتصمين في الساحة وقتلوا ستة أشخاص بحسب ما ذكرت مصادر طبية ومسعفين.
وأضرم أنصار الصدر النيران في خيم المتظاهرين المنصوبة في ساحة "الصدرين" بالنجف.
من جانبه، غرد إياد علاوي، رئيس وزراء العراق السابق على "تويتر": "إحراق الخيام إرهاب متجذر في ثقافة بعض العصابات الخارجة عن القانون".
وأكد أن "استمرار الاعتداءات على المتظاهرين السلميين يعكس إرادة خبيثة للقمع".
وأشار علاوي إلى أن "صمت الحكومة وأجهزتها الأمنية عما يجري بحق المتظاهرين وعدم تحركها لإيقافه يؤكد ضلوعها أو تواطؤها وموافقتها، ولن يعفيها من المساءلة القانونية".
وفي بغداد، أفاد ناشطون أن ميليشيا "سرايا السلام" التابعة لمقتدى الصدر، حرقت خيام المتظاهرين بحديقة الأمة وسط بغداد.
في تلك الأثناء، واصل طلاب جامعة واسط إضرابهم عن الدوام، مؤكدين تضامنهم الكامل مع مطالب الثورة العراقية، وهو ما تكرر في كربلاء.
أوامر بالانسحاب
وكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يوم الثلاثاء، تغريدة على حسابه في تويتر وجهها لأنصاره من ميليشيا "سرايا السلام" وأصحاب القبعات الزرقاء، قال فيها "القبعات الزرق واجبها تأمين المدارس والدوائر الخدمية سلميا، وليس من واجبها الدفاع عني وقمع الأصوات التي تهتف ضدي".
وأضاف "أخوتي القبعات الزرق واجبكم تمكين القوات الأمنية من بسط الأمن وحماية الثوار وحينئذ ينتهي دوركم" في إشارة إلى ضرورة انسحابهم من ساحة التحرير في بغداد، بعد تكرار الاعتداءات التي التقطتها كاميرات الناشطين.
القبعات الزرقاء
برز دورهم خلال الأيام الماضية، بعدما توافدوا إلى ساحات التظاهر في مدن عدة، بهدف إنهاء الاحتجاجات بالقوة والسيطرة على الساحات من أجل تمرير المرشح المدعوم من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
ويصف مراقبون أصحاب القبعات الزرقاء بأنهم الحلقة الأخيرة في تطور ميليشيات الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، والذي عكف على إعادة تلوين وتشكيل ذراعه المسلحة منذ عام 2003.
وكان الهدف المعلن لميليشيا لقبعات الزرقاء هو الفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن منعا للاشتباكات، وذلك في الفترة التي أعلن فيها الصدر تأييده للمتظاهرين قبل أن يسحب تأييده الشهر الماضي، ويشرع في سحب أتباعه من ساحة التحرير وبقية الميادين.
واتهم منسقو مظاهرات العراق في 25 كانون الثاني/يناير الماضي، الصدر بـ"خيانة الثوار" بعدما قامت القوات الأمنية بفض الاعتصام في مدينة البصرة، بمجرد انسحاب أنصار الصدر منه، مما أثار شكوك الناشطين حول تواطؤ الصدر والرسالة المراد إيصالها.
ويصر العراقيون في ساحات التظاهر على رفض أي مرشح من قبل الأحزاب التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والتبعية لإيران.
وتشهد ساحات الاعتصام -وخصوصا ساحة التحرير مركز الاحتجاجات في بغداد- توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين المطالبين بإسقاط محمد توفيق علاوي وتكليف شخصية مستقلة بتشكيل الحكومة ومحاسبة الفاسدين من الطبقة السياسية.
وتحدث نشطاء من بغداد عن حيلة لجأ إليها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري من أجل القفز على الحراك الشعبي عبر اصطناع موافقة المتظاهرين على تكليف علاوي.
الوجه الحقيقي للصدر
ويواصل العراقيون تظاهراتهم الرافضة لتكليف علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، واتهام الصدر بخيانة المتظاهرين في الساحات وتنفيذ أجندات إيران في العراق.
وخرجت مظاهرات في العاصمة بغداد هتفت "بالروح بالدم نفديك يا عراق، يا مقتدى شيل إيدك هذا الشعب ما يريدك".
واحتشد آلاف المتظاهرين في ساحة التحرير لإدانة أفعال مقتدى الصدر وميليشياته "سرايا السلام" بعد اعتدائها على المعتصمين في المطعم التركي وطرد المتظاهرين والاستيلاء على منصة الإذاعة لتمرير مرشحه "علاوي" لرئاسة الوزراء، وهتف المتظاهرون "المطعم مطعم أحرار.. مش ذيوله".
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، ورفض تكليف الوزير السابق المتهم بالفساد محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 535 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر