كشف الناشط علي ولاء مظلوم إنه تلقى تهديدات بالقتل من قيادي في "حـزب-الله"، إثر نشره منشورا على صفحته الشخصية في فيسبوك فضح فيه مسؤول وحدة النقل في الحزب تحت عنوان "مسؤول وحدة النقل في "حزب السيد" مليونير فاسد من العيار الثقيل.
وقال ولاء مظلوم "أنا علي نجل الشهيد حسين مظلوم (ولاء) أعلن إنني تلقيت اليوم تسجيلا صوتيا من أحد مسؤولي حزب الله يهددني فيه صراحة بالقتل على خلفية بعض المقالات التي انتشرت على حسابي في الفيسبوك مؤخرا".
وأضاف "يهمني أن أؤكد له ولغيره أن كل هذه التهديدات لا تخيفني وأنني حين سجنت لدى الحزب لم يرف لي جفن، كما أعلن أنني سأنشر التسجيل الصوتي خلال الساعات القادمة لأضعه برسم الجهات الأمنية المعنية، وأحذر حزب الله من اللعب بموضوع العشائر البقاعية حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة وندخل في حمام دم".
وختم بالقول "كما أحمل حسن نصر الله شخصيا مسؤولية أي مكروه قد يصيبني أنا وأي فرد من عائلتي بسبب مقالاتي التي تكشف الفساد في حزبه، وأعلن أنني قريبا سأعقد مؤتمرا صحافيا أكشف فيه كل ما لديّ من معطيات وتسجيلات".
وكان ولاء مظلوم كتب مقالا على صفحته بفيسبوك فضح فيه "محمد قصير" الذي يستخدم أسماء حركية عدة منها "فادي" و"الحاج ماجد"، وهو مسؤول وحدة النقل في "حزب السيد"، أو ما يعرف بـ"وحدة ٤٤٠٠" المدعو محمد جعفر قصير، مواليد العام ١٩٦٧ من بلدة دير قانون النهر الجنوبية.
ويعتبر قصير -الذي ذاع صيته في السنوات القليلة الماضية- كأحد أبرز الأسماء المرتبطة بالفساد والثروة في الحزب، وقد أدرجته الإدارة الأمريكية منذ بضعة أشهر مع شقيقه علي قصير (صهر الأمين العام) على لائحة العقوبات.
وبحسب المنشور، بدأ "الحاج ماجد" رحلة الفساد في العام ٢٠٠٨، ومع توسع انتشار حزب الله في الجغرافيا السورية توسعت صلاحيات وحدة النقل التي يرأسها بشكل كبير وتضخّمت موازنتها بما يتلاءم مع حجم المهام الجديدة الموكلة اليها، الأمر الذي فتح له ابواب المجد والثروة، خصوصا بعد اغتيال القائد العسكري مصطفى بدر الدين الذي كان حجر عثرة في طريقه، وكان يسعى على الدوام الى الحد من صلاحياته وإعاقة نشاطاته من باب التنافس على النفوذ والسلطة، وغالبا ما كانت تصل الأمور بينهما الى حد الخلاف والقطيعة، وتؤكد مصادر مطلعة من داخل الحزب ان "الحاج ماجد" كان من أول الواصلين الى مكان تصفية بدر الدين في قصره قرب مطار دمشق الدولي.
وأضاف ولاء مظلوم أن المهام المناطة "بالحاج ماجد" أتاحت له أن يبني علاقات واسعة مع قيادات الحرس الثوري الايراني، كما تعززت علاقاته خلال سنوات الحرب مع القيادة السورية، وبات يحظى بصلاحيات مالية وأمنية هائلة شملت مطار دمشق وبعض المرافئ السورية والنقاط الحدودية بين سوريا والعراق ولبنان، ويبدو أنه فهم اللعبة جيدا فاختار بدلا من العمل المقاوم التفرغ لجمع الثروة وبناء القصور والتمتع بملذات الحياة الدنيا.
وكشف الكاتب أنه وباعتبار أن الحاج ماجد مسؤول وحدة النقل فقد قرر -بالشراكة مع ضباط ايرانيين- أن ينقل (يهرّب) التنبك والسجاد العجميين وغيرها من المنتجات الإيرانية الى سوريا ولبنان، إضافة إلى تهريب الدخان من سوريا وتخزينه في مستودعات كبيرة داخل الضاحية الجنوبية لبيروت بالشراكة مع شخص من آل رباح، وكل ذلك كان يتم باستخدام مواكب الحزب التي لا تجرؤ القوى الأمنية اللبنانية والسورية على تفتيشها، كما أن بعض العاملين معه من دائرته الضيقة (أخوة وأصهرة ومقربون) استغلوا مهامهم في مجال النقل لتهريب المخدرات من لبنان الى سوريا ومنها الى دول عربية وأجنبية، إضافة إلى تهريب البضائع والسلاح ونقل بعض السوريين إلى الأراضي اللبنانية مقابل مبالغ مالية كبيرة، وكل ذلك كان يتم تحت نظر "الحاج ماجد" وحمايته، وتجدر الاشارة الى أن شقيقه علي قصير هو شريك له في الكثير من عمليات التهريب خصوصا بين سوريا والعراق، ويشاركه أيضا في فساده عدد من مسؤولي الحزب الذين سنأتي على ذكرهم في مقالات لاحقة.
وقال ولاء مظلوم "في العام الماضي، قام "الحاج ماجد" بإدخال آلاف الأطنان من الحديد الإيراني الرديء إلى لبنان عبر العراق وسوريا، كما أنه يشارك أحد رجال الأعمال الشيعة في بعض الكسارات وقد ساعده هذا الأخير في تصريف الحديد المهرب، ويقال أيضاً أنه شريك لآل فتوش في بعض أعمالهم".
وأضاف الكاتب "تراكمت ثروة "الحاج ماجد" سريعا وتحول من مسؤول وحدة عسكرية الى مدير لامبراطورية مالية تمتد من طهران إلى بيروت، فافتتح في لبنان مطعما فخما اسمه "مرجوحة" بفرعيه في الحدث وصور تديره زوجته الثانية، ويشاركه فيه مسؤول كبير من آل هدوان مقرب من الأمين العام للحزب، كما بنى قصرا في بلدة المشرف في قضاء الشوف بلغت تكلفته عدة ملايين من الدولارات، إضافة إلى شرائه عقارات بآلاف الهكتارات وسرقته لعدد من الخيول العربية من إحدى المزارع خلال الحرب السورية ونقلها الى قصره في لبنان، وهو غالبا ما يبرر الثروة لمحيطين به بأنها لزوجته الثانية التي ورثت عن طليقها السابق الملايين، ولكنه ما لبث أن تزوج عليها الثالثة التي يقال أنها ابنة حاكم المصرف المركزي السوري السابق.
ويملك الحاج ماجد أيضا شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت تبلغ قيمتها حوالي ٧٠٠ ألف دولار ومنزلا في بلدته دير قانون النهر، وتعيش عائلته -خصوصا أبناؤه من زوجته الثانية- حياة مترفة يسودها البذخ والتبذير، وتؤكد مصادر مقربة منه أنه اهدى زوجته الثانية في عيد الحب منذ عامين سيارة بورش باهظة الثمن، وأن أبناءه منها لا يأكلون إلا في أفخم المطاعم ولا يشترون ثيابهم إلا من أفخر محلات الثياب في وسط بيروت، فيما علاقته بأولاده من الزوجة الأولى شبه مقطوعة.
وتؤكد المصادر أيضا أن "الحاج ماجد" أدخل الى لبنان منذ عدة سنوات دفعة كبيرة من مسدسات غلوك الجيل الرابع بهدف التجارة، إضافة إلى عشرات الأطنان من التنبك والدخان والسجاد والسلع الإيرانية التي ضاقت بها المستودعات في الضاحية الجنوبية، حتى أن العارفين من عناصر الحزب كانوا كلما رأوا موكب السيارات رباعية الدفع ذات الزجاج الداكن تمر في شوارع الضاحية يتهامسون فيما بينهم: "وصلت حمولة التنبك".
ويعاون "الحاج ماجد" في إدارة أعماله المدعو نور الشعلان الذي اتهمه حزب الله منذ أشهر باختلاس مبلغ ٥ مليون دولار وتم سجنه لدى وحدة الحماية (يرأسها فاسد من آل عواضة من بلدة كفردونين) لعدة أيام ولكن ماجد تدخل مستخدما نفوذه وعلاقاته مع الإيرانيين فأطلق الحزب سراحه ليعود الى رأس عمله.
وإلى جانب الشعلان يعاون "الحاج ماجد" المدعو محمد البزال المعروف في أوساط الحزب بالحاج معين.
ومؤخرا فاحت رائحة فساده كثيرا إلى حد أحرج الأمين العام، خصوصا أن بعض تجار الحديد المسيحيين اشتكوا من تهريبه للحديد الإيراني إلى لبنان ما أثر على تجارتهم، لذلك تمنى عليه نصر الله التخفيف من نشاطاته في مجال التهريب، إلا أنه لم يكترث مستنداً الى علاقاته السورية والايرانية.
وتفيد مصادر مطلعة أن الإيرانيين تدخلوا سريعا لحمايته، وفي رسالة إيرانية لمن يعنيهم الأمر ظهر "الحاج ماجد" بشكل مفاجئ يتوسط الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الايراني حسن روحاني خلال زيارة الأسد الأخيرة إلى إيران.
وأنهى منشوره بالقول "هذا غيض من فيض فساد كوادر الحزب الذين وصفهم حسن بالمجاهدين الشرفاء، ولدينا مزيد".
ريتا مارالله – إيران إنسايدر