قتل خمسة متظاهرين، يوم الاثنين، برصاص القوات الأمنية وميليشيا "سرايا السلام" التابعة لمقتدى الصدر، في العاصمة العراقية بغداد.
وأعلنت مصادر أمنية عراقية، مقتل محتج طعنا باشتباك بين المتظاهرين وأصحاب القبعات الزرقاء التابعين لمقتدى الصدر جنوب بغداد، نقلا عن "فرانس برس".
وأصيب ثلاثة متظاهرين آخرين بجروح جراء ضربات بالعصي، وفق ما أوضحت المصادر الطبية خلال الاشتباك الذي انتهى بتدخل القوات الأمنية وإبعاد أصحاب القبعات الزرقاء من مخيم الاحتجاج أمام مقر مجلس محافظة بابل.
ونفذ "أصحاب القبعات الزرقاء"، الاثنين، ما طلبه زعيمهم مقتدى الصدر، وانتشروا بين المتظاهرين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد واعتدوا عليهم، حيث طالب زعيم التيار الصدري، الأحد، أنصاره بالتعاون مع قوات الأمن العراقية لإعادة فتح المدارس والشوارع التي أغلقها المحتجون على تكليف محمد توفيق علاوي، رئيسا للوزراء في البلاد.
وحمل المتظاهرون العصي لحماية أنفسهم من القبعات الزرقاء في عدة مناطق. كما عمد بعضهم إلى ارتداء قبعات حمراء ردا على مرتدي "القبعات الزرقاء".
واقتحم العشرات من الصدريين مبنى المطعم التركي في ساحة التحرير وسط بغداد والذي كان تحت سيطرة المحتجين منذ شهور، وطردوا الناشطين وأزالوا اللافتات المطلبية.
وفي مدينة البصرة جنوب البلاد، نقل طلاب الجامعة خيامهم الليلة الماضية للابتعاد عن أولئك الذين احتلهم أنصار الصدر.
وطالب أحد منظمي التظاهرة عبر مكبرات الصوت هناك "إذا جاء الصدريون إلى ساحة الاحتجاج، لا تحتكوا بهم ولا تثيروا المشاكل".
وفي النجف أيضا، اندسّ أنصار الصدر بين المحتجين وهددوهم بالسلاح، حيث تم إطلاق الرصاص الحي في المنطقة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
بدورها، دعت مديرية شرطة محافظة النجف المتظاهرين السلميين إلى الالتزام بالأماكن المخصصة للتظاهر بالمحافظة، داعية المتظاهرين إلى عدم الخروج من ساحة التظاهرات المركزية في المحافظة "حفاظاً على سلامتهم"، بحسب البيان الذي أصدرته حول الوضع.
إلى ذلك حاول محتجون إغلاق مديرية التربية ونقابة المعلمين في مدينة الديوانية (جنوبا).
مظاهرات حاشدة
ويواصل العراقيون تظاهراتهم الرافضة لتكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، واتهام زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بخيانة المتظاهرين في الساحات وتنفيذ أجندات إيران في العراق.
وخرجت مظاهرات في العاصمة بغداد هتفت "بالروح بالدم نفديك يا عراق، يا مقتدى شيل إيدك هذا الشعب ما يريدك".
واحتشد آلاف المتظاهرين في ساحة التحرير لإدانة أفعال مقتدى الصدر وميليشياته "سرايا السلام" بعد اعتدائها على المعتصمين في المطعم التركي وطرد المتظاهرين والاستيلاء على منصة الإذاعة لتمرير مرشحه "علاوي" لرئاسة الوزراء، وهتف المتظاهرون "المطعم مطعم أحرار.. مش ذيوله".
رفض مرشحي الأحزاب
ويصر العراقيون في ساحات التظاهر على رفض أي مرشح من قبل الأحزاب التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والتبعية لإيران.
وتشهد ساحات الاعتصام -وخصوصا ساحة التحرير مركز الاحتجاجات في بغداد- توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين المطالبين بإسقاط علاوي وتكليف شخصية مستقلة بتشكيل الحكومة ومحاسبة الفاسدين من الطبقة السياسية.
وتحدث نشطاء من بغداد عن حيلة لجأ إليها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري من أجل القفز على الحراك الشعبي عبر اصطناع موافقة المتظاهرين على تكليف علاوي.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 524 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر