قال مدير الملاحة البحرية في محافظة هرمزغان الإيرانية، مراد عفيفي بور، مساء الجمعة، إن احتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" جاء بسبب مخالفتها قوانين الملاحة، واصطدامها بسفينة صيد في مضيق هرمز، وهو ما جاء منافيا للأسباب الأربعة التي أعلنها الحرس الثوري الإيراني وقال إنها كانت السبب في احتجاز الناقلة.
وقال عفيفي بور، إن "القوات العسكرية البحرية الإيرانية استجابت لطلبنا باحتجاز الناقلة البريطانية بعد أن قامت بخرق القوانين وأطفأت أجهزة التتبع وخرجت عن مسارها في مضيق هرمز".
وأضاف، بأن "الناقلة كانت ستتسبب في حوادث اصطدام في المضيق".
وتابع، "وجه الحرس الثوري عدة تحذيرات للسفينة البريطانية، إلا أنها لم تستجب، واصطدمت بسفينة صيد في مضيق هرمز قبل احتجازها".
وفي سياق مناقض لما أورده عفيفي بور عن سبب احتجاز الناقلة، ذكر الحرس الثوري أربعة أسباب لاحتجازها، وهي أن وجهة الناقلة لم تكن واضحة، وإطفاء الناقلة لكافة الأجهزة التي يمكن التواصل معها، وأنه عندما تم التواصل عبر الأجهزة اللاسلكية لم يتلقَ الحرس أي تواصل من قبل الناقلة، أما السبب الرابع فكان، بحسب البيان، أن الناقلة كانت تتسبب بتلوث ما لمياه الخليج.
لجنة الطوارئ
وبدأت لجنة الطوارئ في الحكومة البريطانية، مساء الجمعة، اجتماعا في لندن لمناقشة حادث احتجاز الحرس الثوري الإيراني لناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، إن لندن تسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات بعد تقارير عن أن ناقلة ترفع علم بريطانيا حولت وجهتها لتتحرك صوب المياه الإيرانية.
وقال المتحدث "نسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات ونعكف على تقييم الوضع في أعقاب تقارير عن حادث في الخليج".
لا عمل عسكري
بدوره، قال وزير خارجية بريطانيا جيريمي هنت إنه ستكون هناك عواقب إذا لم تفرج إيران عن ناقلة احتجزت في مضيق هرمز، ولكنه أكد أن بريطانيا لا تفكر في عمل عسكري ضد إيران.
وقال إن سفير لندن في طهران على اتصال بالخارجية الايرانية لإيجاد حل للأزمة وأن بلاده تتعاون عن كثب مع الشركاء الدوليين، كما أكد أن اجتماعا وزاريا طارئا سيبحث الخطوات المقبلة.
وأكد هنت "أشعر بقلق شديد إزاء احتجاز السلطات الإيرانية سفينتين في مضيق هرمز".
اجتماع أمني
وأضاف هنت "سأحضر بعد قليل اجتماعا أمنيا لاستعراض ما نعلمه وما يمكننا فعله لضمان الإفراج سريعا عن السفينة".
وشدد على أن "احتجاز السفن غير مقبول (...) من الضروري الحفاظ على حرية الملاحة وقدرة كل السفن على التحرك بأمان وحرية في المنطقة".
وكانت بريطانيا أعلنت أن ناقلة النفط ستينا إمبيرو التي كانت متوجهة إلى ميناء الجبيل في السعودية، قد غيرت مسارها بشكل مفاجئ بعد عبورها مضيق هرمز.
احتجاز ناقلة بريطانية
وأعلن "الحرس الثوري الإيراني"، مساء اليوم الجمعة، أنه احتجز ناقلة نفط بريطانية أثناء عبورها مضيق هرمز "لانتهاكها قوانين الملاحة الدولية".
ووفقا لبيان أصدره الحرس الثوري، تم سحب الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" إلى الساحل الإيراني واحتجازها، بناء على طلب من "هيئة الملاحة البحرية الإيرانية".
وأضاف أنه تم توجيه الناقلة الى السواحل الايرانية وتسليمها الى منظمة الموانئ والملاحة الإيرانية لبدء التحقيقات وطي المراحل القانونية.
وأفادت أنباء بأن الناقلة كانت في طريقها من ميناء الفجيرة الإماراتي إلى ميناء الجبيل في السعودية، واقتيدت عند اقترابها من إحدى الجزر الإيرانية من قبل قوارب سريعة وطائرات مروحية.
وقالت وسائل إعلام بريطانية إنه تم تحويل مسار الناقلة فجأة صوب جزيرة قشم الإيرانية.
وتحدثت بعض التقارير المنسوبة للشركة المالكة للناقلة عن اقتراب طائرات مروحية وقوارب سريعة تابعة للحرس الثوري الإيراني منها في حدود الساعة الرابعة مساء بتوقيت غرينتش.
وقبل إعلان "الحرس الثوري" عن احتجاز الناقلة، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أنها تعمل على الحصول على مزيد من المعلومات عقب ورود أنباء حول توجه سفينة تحت علم بريطانيا إلى المياه الإيرانية في الخليج.
ويأتي نبأ احتجاز الناقلة البريطانية في خضم توتر متصاعد في منطقة الخليج، وبعد أسبوعين من احتجاز القوات البحرية البريطانية ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1" قبالة جبل طارق.
تهديدات سابقة
وهدد قيادي في "الحرس الثوري الإيراني"، الجمعة الماضي، بأنه سيكون من "واجب" طهران احتجاز ناقلة نفط بريطانية إذا لم يتم الإفراج عن الناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق فوراً.
وقال محسن رضائي، في تغريدة على "تويتر"، إنه "إذا لم تفرج بريطانيا عن ناقلة النفط الإيرانية، سيكون على السلطات (الإيرانية) واجب احتجاز ناقلة نفط بريطانية".
وتهدد إيران منذ فترة طويلة بإغلاق مضيق هرمز -الذي يمر منه نحو خمس النفط العالمي- إذا منعت من تصدير نفطها، وهو أمر تسعى إليه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كوسيلة ضغط على طهران لحملها على التفاوض من جديد على برنامجها النووي.
وهدد "المرشد الأعلى للثورة الإيرانية" علي خامنئي، بريطانيا، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، برد قوي على احتجازها ناقلة النفط الإيرانية العملاقة "غريس1" في جبل طارق الخميس الماضي. وقال إن بلاده "لن تدع قرصنة بريطانيا البحرية الخبيثة تمر دون رد".
المصدر: إيران إنسايدر