أصيب مدنيان، يوم السبت، بانفجار قنبلة صوتية في ساحة الطيران بالقرب من ساحة التحرير في بغداد، في الوقت الذي خرجت مظاهرات حاشدة في مدن عدة رفضا لتكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة خلفا لعادل عبدالمهدي.
وقمع أنصار التيار الصدري المتظاهرين الرافضين لتكليف علاوي لتولي رئاسة الحكومة العراقية المقبلة.
وكانت مسيرات جالت في ساحة التحرير رفضا لتكليف علاوي، ورفع المحتجون لافتات تحمل صورا لعلاوي، مكتوب عليها "لا مكان لمرشح الأحزاب السياسية في الحكومة الجديدة".
واعتدت مليشيات "سرايا السلام" التابعة لمقتدى الصدر على المتظاهرين وطردتهم من مقر الاعتصام الأشهر "جبل أحد" لتمرير مرشحهم لرئاسة الوزراء والقضاء على ثورة العراقيين.
وكشفت لقطات متداولة من بعد عصر السبت 1 شباط /فبراير وصول مليشيات سرايا السلام مرتدين القبعات الزرقاء وقيامهم بالاعتداء على المعتصمين والسيطرة على مقر المطعم التركي بعد ضرب المتظاهرين والاعتداء عليهم وإلقاء أحدهم من أعلى المبنى.
وأعرب متظاهرو الكوت عن رفضهم لتكليفه.
من جهتهم، أغلق متظاهرون شارع المطار في النجف احتجاجا على تكليف علاوي.
وفي محافظة ذي قار (جنوب)، جاب مئات المتظاهرين بمسيرات ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، معلنين رفضهم لتولي علاوي رئاسة الحكومة.
وفي محافظة ديالى (شرق)، احتشد مئات المتظاهرين في مدينة بعقوبة معلنين رفضهم لتكليف علاوي.
دعوات للحوار
بدوره، دعا رئيس الوزراء العراقي المكلّف محمد توفيق علاوي، في كلمة له مساء السبت، لإطلاق حوار مع المتظاهرين السلميين لتحقيق مطالبهم، مطالبا باستمرار التظاهرات السلمية في العراق.
وتعهّد علاوي بحماية التظاهرات السلمية في البلاد وبمعاقبة المسؤولين عن قتل المحتجين، وأضاف "حريصون على متابعة التحقيقات المتعلقة بالاعتداء على المتظاهرين". وتعهّد بإطلاق سراح "المعتقلين الأبرياء" الذين سجنوا خلال الاحتجاجات.
وأكد علاوي أنه سيحارب الفساد المتفشي بالعراق بشكل جدّي، وسيعمل على حصر السلاح في يد الدولة، متعهدا بتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة. وأضاف أنه سيستقيل إذا حاولت الكتل السياسية فرض مرشحين للمناصب الوزارية.
وتعهد علاوي "ببناء دولة المواطنة والمؤسسات دولة العدل والحرية"، كما وعد بالعمل من أجل تلبية مطالب المحتجين فيما يتعلق بالوظائف والخدمات.
وأضاف أنه سيجري انتخابات نيابية مبكرة في العراق بإشراف دولي، قائلا "أتعهد بالعمل الحثيث من أجل التهيئة لإجراء انتخابات مبكرة حسب الآليات الدستورية".
رفض مرشحي الأحزاب
ويصر العراقيون في ساحات التظاهر على رفض أي مرشح من قبل الأحزاب التي يتهمها المتظاهرون بالفساد.
وتشهد ساحات الاعتصام -وخصوصا ساحة التحرير مركز الاحتجاجات في بغداد- توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين المطالبين بالإسراع في تسمية رئيس جديد للحكومة وتحقيق الإصلاح السياسي، وتكليف شخصية مستقلة بتشكيل الحكومة ومحاسبة الفاسدين من الطبقة السياسية.
وتحدث نشطاء من بغداد عن حيلة لجأ إليها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري من أجل القفز على الحراك الشعبي عبر اصطناع موافقة المتظاهرين على المرشح الذي سيعلنه الرئيس العراقي برهم صالح.
وكشف مقطع فيديو متداول نصب أنصار الصدر لمنصة رئيسية أمام المطعم التركي وإعادة الخيام من جديد مع نشر عناصر تهدف للسيطرة على المبنى؛ من أجل تمرير المرشح الذي وافق عليه الصدر كرئيس للوزراء خلفا لعادل عبد المهدي.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 524 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر