كلّف الرئيس العراقي برهم صالح، يوم السبت، محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بعد أنباء عن نية تكليفه بتشكيلها.
ووجه علاوي كلمة للعراقيين عقب التكليف، عبر فيديو على "فيسبوك" و"تويتر"، وتعهد فيه بمحاربة الفساد والقيام بإصلاحات.
وشدد رئيس الحكومة المكلف، أن الكتل السياسية لن تمارس ضغوطات على تشكيلته الحكومية، مشيرا إلى أنه سيقرر العودة إلى صفوف المواطنين إذا فشل في أداء مهمته.
وقال باللهجة العراقية العامية متوجها إلى المتظاهرين والمحتجين "بعد أن كلفني رئيس الجمهورية تشكيل الحكومة قبل قليل، قررت ان أتكلم معكم قبل ان أتكلم مع أي أحد، لأن سلطتي منكم".
وأضاف "أريدكم أن تستمروا بالتظاهرات، إذا أنتم لستم معي، سأكون وحدي، ولن أستطيع أن أفعل أي شي، إني مواطن فخور بما فعلتموه من أجل التغيير".
وتابع "إذا حاولت الكتل (السياسية) فرض مرشحيها عليّ، سأخرج وأتحدث إليكم وأترك هذا الترشيح وأعود كمواطن عادي أرضى ضميره، وإذا لم أحقق مطالبكم فأنا لا أستحق هذا التكليف".
وبعد تكليف علاوي، خرجت مظاهرات في كربلاء رفضا للخطوة.
ومن قلب ساحة الاعتصام في بابل، أعلن المتظاهرون رفض محمد توفيق علاوي كرئيس للوزراء في العراق.
ويصر العراقيون في ساحات التظاهر على رفض أي مرشح من قبل الأحزاب التي يتهمها المتظاهرون بالفساد.
وفي بغداد، اعتدت مليشيات "سرايا السلام" التابعة لمقتدى الصدر على المتظاهرين وطردتهم من مقر الاعتصام الأشهر "جبل أحد" لتمرير مرشحهم لرئاسة الوزراء والقضاء على ثورة العراقيين.
وكشفت لقطات متداولة من بعد عصر السبت 1 شباط /فبراير وصول مليشيات سرايا السلام مرتدين القبعات الزرقاء وقيامهم بالاعتداء على المعتصمين والسيطرة على مقر المطعم التركي بعد ضرب المتظاهرين والاعتداء عليهم وإلقاء أحدهم من أعلى المبنى.
وتشهد ساحات الاعتصام -وخصوصا ساحة التحرير مركز الاحتجاجات في بغداد- توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين المطالبين بالإسراع في تسمية رئيس جديد للحكومة وتحقيق الإصلاح السياسي، وتكليف شخصية مستقلة بتشكيل الحكومة ومحاسبة الفاسدين من الطبقة السياسية.
وتحدث نشطاء من بغداد عن حيلة لجأ إليها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري من أجل القفز على الحراك الشعبي عبر اصطناع موافقة المتظاهرين على المرشح الذي سيعلنه الرئيس العراقي برهم صالح.
وكشف مقطع فيديو متداول نصب أنصار الصدر لمنصة رئيسية أمام المطعم التركي وإعادة الخيام من جديد مع نشر عناصر تهدف للسيطرة على المبنى؛ من أجل تمرير المرشح الذي وافق عليه الصدر كرئيس للوزراء خلفا لعادل عبد المهدي.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 524 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر