تجددت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، يوم الخميس، في ساحتي الخلاني والوثبة في بغداد، في الوقت الذي أعلن فيه متظاهرو ساحة التحرير رفض ترشيح محمد توفيق علاوي لرئاسة الحكومة خلفا لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي.
ونظم طلاب جامعة ذي قار، مظاهرة ضخمة انطلقت إلى ساحة الاعتصام بـ"الناصرية" تحت شعار "الخائفون لا يصنعون الحرية"، وأعلنوا تأييدهم الكامل ومساندتهم للحراك الشعبي، مشددين على أنهم سيستمرون بالتصعيد السلمي لحين تحقيق كامل المطالب.
وفي كربلاء، انطلقت مظاهرات طلابية تطالب الأمم المتحدة بالتدخل من أجل إنقاذ الشعب العراقي من المليشيات والأحزاب الفاسدة التي تدين بالولاء لإيران، في الوقت الذي أطلقت فيه قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.
من جانبها، أعلنت قيادة عمليات بغداد، إصابة ضابط ومنتسب بقنبلة هجومية في تقاطع الخلاني وسط العاصمة.
وذكر بيان صادر عن القيادة أن "عددا من المتظاهرين ما زال متواجدا في ساحة الخلاني والمناطق المحيطة بها، في حالة احتكاك مباشر مع القوات الأمنية مع استخدام العنف".
وأضاف أن "الأجهزة الأمنية تمارس ضبطاً عالياً للنفس وهي تؤدي مسؤولياتها الأمنية في مكافحة العنف"، مشيرا إلى أن "في الساعة الثانية عشرة وخمس عشرة دقيقة من صباح الخميس، تم إلقاء قنبلة هجومية للمرة الثانية باتجاه القوات الأمنية في تقاطع ساحة الخلاني قرب مبنى أمانة بغداد مما أدى إلى إصابة ضابط ومنتسب".
واستمرت عمليات الكر والفر لساعات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب في المنطقة المحصورة بين ساحة الوثبة وساحة الخلاني عند مبنى أمانة بغداد لليوم السادس على التوالي. واستخدمت قوات الأمن ومكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، كما استخدم الأمن الأسلحة الهوائية التي تستخدم في صيد الطيور، ما تسبب بجرح خمسة محتجين على الأقل في الجزء العلوي من الجسم.
وحاولت قوات الأمن ابعاد المحتجين إلى ساحة الخلاني ودفعهم نحو ساحة التحرير، من أجل فتح جسر السنك وساحة الخلاني أمام المارة والسيارات.
أما في محافظة واسط جنوب البلاد، نظم عدد من المحتجين تظاهرة في مركز المحافظة، طالبوا فيها بإقالة محافظ وقائد شرطة واسط الحاليين.
وتأتي محاولات القمع المستمرة ضد المتظاهرين في عدد من المحافظات من أجل فض ساحات الاعتصام لحين تمرير مرشح تحالف الفتح لرئاسة الحكومة الذي يبدو وفق تسريبات أنه حصل على موافقة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
مهلة السبت
بدوره، أمهل الرئيس العراقي الكتل السياسية في البرلمان حتى السبت القادم لتسمية مرشح غير جدلي لرئاسة الوزراء، تمهيدا لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين محتجين وقوات الأمن التي تستخدم قنابل الغاز وطلقات الخرطوش والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.
وقال صالح في رسالة موجهة إلى الكتل البرلمانية " إما تحسمون الترشيح في موعد أقصاه يوم السبت، أو أرى لزاما علي ممارسة صلاحياتي الدستورية من خلال تكليف من أراه الأكثر مقبولية نيابيا وشعبيا".
وأضاف أن العراق يواجه منعطفات سياسية خطيرة، داعيا إلى استئناف الحوار السياسي البناء والجاد، معتبرا أن الاستمرار بالوضع الحالي أمر محال وينذر بخطر كبير وتعقيد أكبر.
ولا تزال القوى السياسية في العراق مختلفة بشأن شخصية رئيس الوزراء الجديد، في وقت كشفت فيه مصادر سياسية عن قرب إعلان اسم المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة، وقالت إن مشاورات مكثفة تجرى بين الأطراف المعنية لحسم الأمر.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 524 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر
إسراء الحسن – إيران إنسايدر