تداول ناشطون مقطعا مصورا يظهر قيام قوات الأمن العراقية بإجبار أحد المتظاهرين على خلع ملابسه، على طريق "محمد القاسم" السريع في العاصمة بغداد.
ويظهر في المقطع كيف قام عناصر الأمن بتعذيب المتظاهر بقسوة وتركه عاريا.
واستنكر ناشطو عراقيون، إهانة قوات الأمن للشاب، وتوعدوا باستمرار تحركهم السلمي حتى تحقيق كامل مطالبهم.
هام وتعميم فوري
— حرام مولاي (@HaramMoulay) January 23, 2020
تم إعتقاله وتعذيبه بقسوة من قبل "القوات القمعية" من على "سريع محمد القاسم" وبعدها جعلوه يخلع ملابسه واطلقوا سراحه عارياً في الشارع واثار التعذيب والضرب على جسمه. pic.twitter.com/ByKSPlfpyP
ويواصل العراقيون إغلاق طرق رئيسية أمام الحافلات التابعة للحكومة العراقية مع السماح بتسيير السيارات المدنية دون توقف.
وفي السياق، أفادت مصادر طبية من ساحة الطيران قرب ساحة التحرير، وسط بغداد، بسقوط قتيل وإصابة 7 محتجين خلال اعتداء نفذه مسلحون يستقلون سيارات نقل جماعي، فجر الجمعة.
وأفاد شهود عيان بهجوم مسلحين يستقلون حافلات نقل جماعي عند سريع محمد القاسم، حيث أقدموا على إطلاق الرصاص الحي.
وقطع محتجون الطريق الدولي بمحافظة ذي قار، وأوقفوا حافلات نقل النفط التابعة للحكومة في حارة مرورية واحدة، وسمحوا لبقية السيارات المدنية بالعبور.
وواصل المتظاهرون إغلاق سريع محمد القاسم بالعاصمة بغداد والتوافد عليه منذ صباح الجمعة رغم المحاولات المستمرة لقمع المتظاهرين.
توقف مؤقت
بدوره، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الجمعة، إلى توقف مؤقت لما سمّاه بـ "المقاومة" ومعاقبة من يخرق الهدنة السياسية في البلاد. وقال بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية "نسعى لعدم زج العراق في آتون حرب أخرى" مع الأميركيين.
ودعا الصدر إلى غلق القواعد العسكرية الأميركية في الأراضي العراقية. كما شدد على ضرورة اعتماد المعاملة بالمثل مع الدول الأجنبية للحفاظ على السيادة.
بالتزامن، توافد الآلاف من أنصار الزعيم الشيعي إلى منطقة الجنادرة في بغداد، تلبية لدعوته النزول في تظاهرة مليونية للمطالبة برحيل القوات الأميركية.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية، بوجود خمسة قطاعات رئيسة لتأمين التظاهرة.
السيستاني يحث على تشكيل حكومة
من جانبه، حث المرجع الشيعي في العراق، علي السيستاني، الجمعة، الأحزاب السياسية في البلاد على تشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن، وطالب السلطات باحترام حق المحتجين في التعبير عن أنفسهم.
وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثل عنه في مدينة كربلاء، إن المرجعية الدينية في العراق تؤكد موقفها المبدئي من ضرورة احترام سيادة العراق واستقلال قراره السياسي ووحدته أرضا وشعبا، ورفضها القاطع لما يمس هذه الثوابت الوطنية من أي طرف كان وتحت أي ذريعة.
وأضاف "وللمواطنين كامل الحرية في التعبير - بالطرق السلمية - عن توجهاتهم بهذا الشأن والمطالبة بما يجدونه ضروريا لصيانة السيادة الوطنية بعيدا عن الإملاءات الخارجية".
إلى ذلك، شدد على "أن تشكيل الحكومة الجديدة قد تأخر طويلا عن المدة المحددة لها دستوريا، ومن الضروري أن تتعاون مختلف الأطراف المعنية لإنهاء هذا الملف، فإنه خطوة مهمة في طريق حل الأزمة الراهنة".
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 515 مدني برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر