اتسعت رقعة المظاهرات في مدن عراقية عدة مع بدء العد التنازلي لمهلة متظاهري الناصرية، التي تنتهي يوم غد الاثنين، والتي تشدد على تحقيق كامل مطالب المتظاهرين ومحاسبة مرتكبي مجزرة الناصرية بمحافظة ذي قار.
وتظاهر مئات الطلاب في الديوانية للتأكيد على استمرارهم في الإضراب عن الدوام حتى تحقيق كامل المطالب.
وتظاهر طلاب وشباب منطقة الكمالية بأطراف العاصمة بغداد، وأبدوا استعدادهم للتصعيد ضد المسؤولين.
وفي ميسان، خرجت تظاهرات لدعم أهالي ذي قار والتأكيد على مشاركتهم المهلة التي وضعتها الناصرية أمام الحكومة.
وفي بغداد، استهدفت قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع المتظاهرين، في محاولة لاقتحام ساحة التحرير وسط العاصمة.
وفي كربلاء جنوب بغداد، توجه متظاهرون إلى مبنى البرلمان وأغلقوا مداخله.
وأظهرت لقطات مصورة ومقاطع فيديو إشعال محتجين غاضبين النار في مقر مليشيات "كتائب حزب الله" بمحافظة النجف ردا على استمرار استهداف النشطاء والمتظاهرين بالعراق.
تصعيد جديد
وقطع المتظاهرون طريق محمد القاسم السريع، وهو أحد أهم الخطوط السريعة في العاصمة بغداد، الذي يربطها بعدة محافظات، ويربط غالبية أحياء الرصافة في بغداد، حيث تجددت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب على طريق محمد القاسم، بعد تقدم قوات الأمن على الجسر لمحاولة فتح الطريق، وبحسب مصادر طبية هناك إصابات ولا يوجد قتلى حتى الآن.
وفي بابل بقضاء الحمزة الغربي بالحلة، قطع المتظاهرون الطريق الرئيسي والشوارع المحيطة به بشكل كامل دون دخول أو خروج لأي سيارة.
وقطع المتظاهرون طريق مطار النجف وأحرقوا إطارات السيارات قرب البوابة الرئيسية منتصف ليل السبت/الأحد، وأغلقوا معظم الدوائر الحكومية والمدارس في المحافظة.
قطع الطرق السريعة
وفي سياق التصعيد ضد المسؤولين العراقيين الذين يماطلون بتنفيذ مطالب المتظاهرين، أصدرت اللجنة المنظمة لتظاهرات "ثورة تشرين" بيانا، دعت المحتجين في العاصمة بغداد وفي المحافظات المنتفضة "بابل، والقادسية، وذي قار، وميسان، وواسط، والمثنى، والبصرة" إلى البدء في تنفيذ غلق الطرق السريعة والرئيسية اعتبارا من يوم الاثنين 20 كانون الثاني/يناير الجاري، حيث نهاية فترة مهلة الأسبوع التي حددها متظاهرو الناصرية كموعد لتنفيذ مطالب الجماهير التي فشلت الحكومة في تلبيتها
وقالت اللجنة إن الحكومة تحدت مشاعر العراقيين بفشلها في مواجهة القتل والتعذيب والاختطاف والإذلال الذي يتعرض له الشعب العراقي لسنوات.
وتابعت إن المتظاهرين في ساحات العز والكرامة لن يتراجعوا قيد أنملة عن مواصلة السعي لتحقيق مطالبهم العادلة في إسقاط نظام المحاصصة الطائفية الفاشل بكل أجهزته التي تتضمن الرئاسات الثلاث والبرلمان وحكومة المنطقة الخضراء، مع تشكيل حكومة إنقاذ وطنية من شخصيات مستقلة لم تشارك في أي منصب تنفيذي أو تشريعي أو تنتمي إلى أي حزب من أحزاب السلطة منذ عام 2003.
وشددت اللجنة على ضرورة إجراء انتخابات حرة بإشراف دولي وفقا لقانون انتخابات جديد منصف يمثل العراقيين.
واختتمت اللجنة بيانها بالتشديد على أن المتظاهرين السلميين سيواصلون التصعيد بأساليب سلمية أعلى وأشد من غلق الطرق الذي سيبدأ من الاثنين وحتى تتحقق كامل المطالب وتتخلى النخبة الفاسدة طواعية عن السلطة بأسرع وقت.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 501 مدني برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر