تتواصل الاحتجاجات الطلابية والشعبية في العاصمة الإيرانية طهران، لليوم الرابع على التوالي، واندلعت مواجهات بين الأجهزة الأمنية والطلاب المنددين بإسقاط الطائرة الأوكرانية.
وقال بيان لاتحاد الطلاب الجامعيين الإيرانيين، إن الأمن الإيراني يحاصر جامعة أمير كبير، ويمنع الطلاب من مغادرة الجامعة، وذلك بعد اندلاع اشتباكات بين قوات الباسيج والطلاب".
وأقرت طهران باعتقال متظاهرين قالت إن عددهم 30 فقط، في الاحتجاجات التي تجتاح إيران منذ أيام.
ونظم متظاهرون في مقدمتهم الطلاب احتجاجات تردد هتافات منها "اغربوا عن وجوهنا يا رجال الدين!"، وتدعو إلى عزل المرشد الأعلى أية الله علي خامنئي الذي يتولى منصبه منذ 30 عاما.
وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تصدي الشرطة بعنف لبعض المظاهرات. وأظهرت لقطات ضرب الشرطة لمحتجين بالهراوات وجرحى يجري نقلهم وبرك دماء في الشوارع ودوي إطلاق نار.
ونفت الشرطة الإيرانية إطلاق النار على المتظاهرين. وقالت الهيئة القضائية إن 30 شخصا اعتقلوا في الاضطرابات لكنها أضافت ان السلطات ستبدي تسامحا مع "المتظاهرين بشكل قانوني".
ويصعب تقييم حجم الاضطرابات بشكل عام نظرا للقيود المفروضة على التغطية الصحفية المستقلة.
شرارة المظاهرات
واندلعت مظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران، مساء يوم السبت، سرعان ما امتدت لمدن أخرى أبرزها أصفهان وشيراز، هتف المتظاهرون فيها شعارات مناوئة للنظام الإيراني والمرشد علي خامنئي.
وانطلقت تظاهرات طلابية أمام جامعة أمير كبير في طهران، وذكرت "وكالة فارس" المقربة من الحرس الثوري الإيراني أن عدد المحتجين يقدر بنحو 700 إلى ألف شخص.
وامتدت التظاهرات إلى مدن أخرى من بينها أصفهان، وذلك بعد أيام من إسقاط الجيش الإيراني طائرة أوكرانية بصاروخ بعد دقائق من إقلاعها من مطار طهران الثلاثاء.
وردد المحتجون في أصفهان شعارات مناهضة للنظام من بينها "أميركا ليست عدونا.. عدونا هنا في الداخل".
وعلت الهتافات المنددة بالمرشد الإيراني، علي خامنئي، والسلطات، وطالب المحتجون خامنئي بالرحيل، وهتفوا "النظام يرتكب الجرائم وخامنئي يبرر"، و"الموت للولي الفقيه"، و"قاتل وحكمه باطل"، وفق مواقع إيرانية.
وأعلنت هيئة الأركان الإيرانية يوم السبت، في بيان، أن منظومة دفاع جوي تابعة لها أسقطت طائرة الركاب الأوكرانية، إثر "خطأ بشري" لحظة مرورها فوق "منطقة عسكرية حساسة".
بينما أعلن الحرس الثوري الإيراني، في وقت لاحق من نفس اليوم السبت، على لسان قائد القوة الجوفضائية التابعة له، العميد أمير علي حاجي زادة، تحمله المسؤولية عن إسقاط الطائرة.
وأنكرت طهران في البداية سقوط الطائرة بسبب صاروخ، وقالت إنها تمتلك أدلة مقنعة في هذا الإطار.
يذكر أنه في 8 كانون الثاني الجاري، سقطت طائرة ركاب أوكرانية من طراز "بوينغ 737"، ما أسفر عن مصرع 176 شخصا، هم 82 إيرانيا و57 كنديا و11 أوكرانيا و10 سويديين و4 أفغان و3 ألمان و3 بريطانيين.
طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر