يواصل الإيرانيون الخروج بمظاهرات لليوم الثالث على التوالي، في الوقت الذي أصيب فيه عدد من المتظاهرين بجروح جراء تعرضهم لإطلاق رصاص من قوات الأمن الإيرانية خلال تأبين ضحايا الطائرة الأوكرانية التي اعترف الحرس الثوري بإسقاطها.
وخرجت مظاهرة في مدينة كرمان، وهي مسقط رأس قائد فيلق القدس قاسم سليماني، هتف المتظاهرون "الموت لولاية الفقيه على كل هذا الإجرام".
وتظاهر الآلاف في العاصمة طهران، وخرجت مظاهرة طلابية أمام جامعة طهران هتفت ضد النظام "قتلوا نخبتنا واستبدلوهم برجال دين".
وخرجت مظاهرات حاشدة في كل من المحافظات الإيرانية مشهد وتبريز وشيراز وآراك ويزد وأهواز وقزوين وكرمانشاه وسنندج.
وشهدت المظاهرات تمزيق صور قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل قبل أيام جراء غارة أمريكية في العراق.
وأغلق المتظاهرون الطرق بالعاصمة طهران عبر إحراق حاويات النفايات، مرددين هتافات "الموت للدكتاتور" و"الموت لخامنئي".
الحرس يهدد
بدروه، هدد الحرس الثوري، المحتجين ردا على الموجة الجديدة من الاحتجاجات.
ووصف علي شيرازي، ممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، المحتجين "بالتبعية لأميركا وإسرائيل".
شرارة المظاهرات
واندلعت مظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران، مساء يوم السبت، سرعان ما امتدت لمدن أخرى أبرزها أصفهان وشيراز، هتف المتظاهرون فيها شعارات مناوئة للنظام الإيراني والمرشد علي خامنئي.
وانطلقت تظاهرات طلابية أمام جامعة أمير كبير في طهران، وذكرت "وكالة فارس" المقربة من الحرس الثوري الإيراني أن عدد المحتجين يقدر بنحو 700 إلى ألف شخص.
وامتدت التظاهرات إلى مدن أخرى من بينها أصفهان، وذلك بعد أيام من إسقاط الجيش الإيراني طائرة أوكرانية بصاروخ بعد دقائق من إقلاعها من مطار طهران الثلاثاء.
وردد المحتجون في أصفهان شعارات مناهضة للنظام من بينها "أميركا ليست عدونا.. عدونا هنا في الداخل".
وعلت الهتافات المنددة بالمرشد الإيراني، علي خامنئي، والسلطات، وطالب المحتجون خامنئي بالرحيل، وهتفوا "النظام يرتكب الجرائم وخامنئي يبرر"، و"الموت للولي الفقيه"، و"قاتل وحكمه باطل"، وفق مواقع إيرانية.
وأعلنت هيئة الأركان الإيرانية يوم السبت، في بيان، أن منظومة دفاع جوي تابعة لها أسقطت طائرة الركاب الأوكرانية، إثر "خطأ بشري" لحظة مرورها فوق "منطقة عسكرية حساسة".
بينما أعلن الحرس الثوري الإيراني، في وقت لاحق من نفس اليوم السبت، على لسان قائد القوة الجوفضائية التابعة له، العميد أمير علي حاجي زادة، تحمله المسؤولية عن إسقاط الطائرة.
وأنكرت طهران في البداية سقوط الطائرة بسبب صاروخ، وقالت إنها تمتلك أدلة مقنعة في هذا الإطار.
يذكر أنه في 8 كانون الثاني الجاري، سقطت طائرة ركاب أوكرانية من طراز "بوينغ 737"، ما أسفر عن مصرع 176 شخصا، هم 82 إيرانيا و57 كنديا و11 أوكرانيا و10 سويديين و4 أفغان و3 ألمان و3 بريطانيين.
طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر