قالت مصادر مطلعة لإيران إنسايدر، إن موجة استقالات جماعية ستشهدها إيران خلال الساعات المقبلة.
وأضافت المصادر أن الاستقالات ستشمل قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني أبرزهم قائد القوات الجوية علي حاجي زادة، وفي مطار طهران، وفي وزارة الاتصالات.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الاستقالات تأتي كإجراء من النظام ضد المتسببين بإسقاط الطائرة الأوكرانية قبل أيام فوق طهران، وتسببت بمقتل 176 شخصا من جنسيات مختلفة.
الخطأ القاتل
واعترفت إيران، يوم السبت 11 كانون الثاني/يناير، بإسقاط الطائرة الأوكرانية فوق طهران، "عن طريق الخطأ"، بعد الاشتباه بتعرض العاصمة لقصف أمريكي بصواريخ كروز.
وقال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني علي حاجي زادة، إن قواته تتحمل مسؤولية إسقاط الطائرة الأوكرانية بالكامل، مؤكدا استعداد القوات الجوية لتنفيذ أي قرار يتخذه المسؤولون.
وأضاف حاجي زادة، أن ظروف المنطقة خلال الأسبوع الماضي كانت خطيرة للغاية، واحتمال المواجهة مع الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي.
وقال إن "الأمريكيين كانوا على أهبة الاستعداد، وقواتنا المسلحة كانت مستعدة بنسبة 100% ، والأمريكيون هددوا باستهداف 52 موقعا داخل البلاد".
وأوضح أنه تم إبلاغ المنظومات الدفاعية بالاستعداد لأي احتمال، كما تمت إضافة دفاعات صاروخية إلى العاصمة طهران.
وأشار قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني أن "العدو أطلق صواريخ كروز نحو أهداف في إيران بعد الهجوم الصاروخي".
وأكد أن قواته طلبت وقف كافة الرحلات الجوية في أجواء البلاد، وأن الدفاعات الجوية اعتقدت أن الطائرة الأوكرانية صاروخ كروز معادي على بعد 19 كيلومترا.
وقال إن من أسقط الطائرة الأوكرانية كان أمامه 10 ثوان لاتخاذ القرار، وكان عليه الاتصال لاتخاذ القرار لكن واجه مشكلة في شبكة الاتصال واتخذ بنفسه القرار بإطلاق الصاروخ.
أوامر بالتحقيق
وكان أمر المرشد الإيراني علي خامنئي، القوات المسلحة بمتابعة التحقيق في "التقصير المحتمل" في حادث تحطم الطائرة الأوكرانية، وضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث المفجع مستقبلا.
وقال خامنئي، في بيان نشر على موقعه، اليوم السبت، إنه بعد اطلاعه على نتائج تحقيق هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة حول حادث تحطم طائرة الركاب الأوكرانية وثبوت وجود خطأ بشري فيها، "شعر بثقل أكبر على كاهله جراء مصيبة فقدان الركاب أرواحهم في هذا الحادث المفجع".
وأضاف أنه أصدر تعليمات إلى القوات المسلحة بمتابعة التحقيق في التقصير بهذه الحادثة ومراعاة عدم تكرارها.
الحرس يكذب السلطات
ويأتي اعتراف قائد القوات الجوية بالحرس الثوري ليكذب كافة التصريحات السابقة التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون، مؤكدين أن الطائرة لا يمكن أن تكون قد سقطت بصاروخ، وداعين إلى انتظار اكتمال التحقيقات لمعرفة سبب السقوط.
يذكر أن رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية، علي عابد زاده، كان أكد الجمعة أن الطائرة الأوكرانية التي تحطّمت قرب طهران لم تصب بصاروخ. وقال خلال مؤتمر صحافي في طهران "هناك أمر واحد مؤكد هو أن هذه الطائرة لم تصب بصاروخ"، بعدما أكدت كل من بريطانيا وكندا أن مصادر استخباراتية أشارت إلى أن الطائرة أسقطت جراء خطأ في منظومة الدفاع الجوي الإيرانية.
تغيير مسارات
وفي السياق، أعلنت شركة "الخطوط الجوية الدولية" الأوكرانية، يوم السبت، أن الشركة قد غيرت مسارات رحلاتها بعد حادث إسقاط طائرة الـ"بوينغ" الأوكرانية بالقرب من العاصمة الإيرانية وأنها لن تحلق بعد الآن فوق إيران.
بالمقابل، قررت الخطوط الجوية الإيرانية، إلغاء رحلاتها نحو الدول الأوروبية حتى إشعار لاحق,
وأفاد مطار الإمام الخميني في بيان بأنه "نظرا لإلغاء الخطوط الجوية الإيرانية رحلاتها إلى أوروبا، يرجى من المسافرين الاتصال للاستعلام عن رحلاتهم قبل توجههم إلى المطار".
طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر