أوقفت وزارة الخارجية الأمريكية، التعامل مع 6 منظمات إيرانية معارضة، بهدف فسح المجال أمام إدارة الرئيس دونالد ترامب لتخفيف التوتر مع طهران والسعي للتوصل إلى اتفاق شامل معها ومعالجة سلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة.
ووفق البرقية التي نقلها موقع بلومبيرغ، وأرسلها وزير الخارجية مايك بومبيو للدبلوماسيين في وزارته، فإن "التعامل المباشر للحكومة الأميركية مع هذه الجماعات المعارضة بالتحديد يمكن أن يأتي بنتائج سلبية على سياسة إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، والمتمثلة في السعي للتوصل إلى اتفاق شامل مع النظام الإيراني يعالج سلوكه المزعزع للاستقرار".
وفي البرقية، أمر بومبيو الدبلوماسيين الأميركيين بتقييد أي اتصال مع جماعات المعارضة الإيرانية، وعلى رأسها منظمة "مجاهدي خلق" وذراعها السياسية "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية".
أما المنظمات الخمس الإيرانية المعارضة الأخرى، شملت بعض أحزاب القوميات الكردية والآذرية والعربية، وهي: "حزب كومله الكردستاني"، و"الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني"، و"حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، و"الحركة القومية لتحرير أذربيجان الجنوبية"، وذلك بحسب ما ذكر نيكولاس وادامز، مراسل "بلومبيرغ".
وجاء في البرقية الدبلوماسية أن هذه الجماعات المعارضة الإيرانية في المنفى "تحاول التعامل مع المسؤولين الأميركيين بانتظام لتحصل على دعم ضمني يعزز حضورها على الأقل ويعزز نفوذها".
وتأتي البرقية بعد أسبوع من قيام الولايات المتحدة بتصفية قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، وهي خطوة أغلقت أبواب الدبلوماسية في الوقت الحالي.
وتحاول إدارة ترامب تحقيق التوازن في استراتيجيتها تجاه إيران المتمثلة في "الضغط الأقصى" و"ترك الباب مفتوحا للدبلوماسية"، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل يغير السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار والأمن.
ووفقا لتقرير "بلومبيرغ"، أثار التعميم الدبلوماسي استياء بعض الصقور، الذين قالوا إن على الولايات المتحدة تشجيع الاتصالات مع جماعات المعارضة الإيرانية وليس تثبيطها.
كان جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس دونالد ترامب، قد صرح سابقًا بأن مجاهدي خلق "معارضة حيوية" للنظام الإيراني الحالي.
في الشهر الماضي، التقى رودي جولياني، المحامي الشخصي لترامب، مع جماعات المعارضة الإيرانية المرتبطة بجماعة مجاهدي خلق.
وألقى بولتون وجولياني أيضًا "خطابات مدفوعة" نيابة عن هذه المجموعة. وخلال إحدى تلك الخطب في العام الماضي، دعا جولياني إلى تغيير النظام في إيران.
ودفعت منظمة مجاهدي خلق، التي كانت مُدرجة في السابق في قائمة أمريكا للجماعات الإرهابية، بولتون لإلقاء الخطب نيابة عنها، واستعانت بجولياني.
وحذر بومبيو من أن "التفاعل مع هذه المجموعات" سيكون من شأنه إحداث "نتائج عكسية". وقال إن البعض منهم لديهم تاريخ في استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية.
وبالنظر إلى التوتر المُتصاعد مع إيران في أعقاب الضربة الجوية الأمريكية التي أدت لمقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، فإن برقية بومبيو تعكس رسالة واضحة مُفادها أن إدارة ترامب تريد تجنب ظهورها بأنها تتآمر مع هذه الجماعات للضغط من أجل تغيير النظام.
في الأيام الأخيرة، لم يحدد مسؤولو إدارة ترامب أي خطوات مُحددة يتخذونها للانخراط في جهود دبلوماسية مع إيران، رُغم أنهم قالوا إنهم على استعداد للقيام بذلك. بينما لم ترحب إيران، خلال العام الماضي، بأي من تصريحات ترامب حول استعداده للقاء القيادة الإيرانية.
محمد إسماعيل - إيران إنسايدر