يواصل قادة عسكريون إيرانيون وسياسيون، التهديد بالرد على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي لقى مصرعه بغارة جوية أمريكية على سيارة تقلها في مطار بغداد الدولي فجر السبت.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية للأنباء عن أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، قوله "منذ الليلة الماضية بدأنا برصد القواعد العسكرية والبوارج والمراكز الأميركية في المنطقة".
وأضاف أن من أسماهم "مقاتلي المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وأماكن أخرى لا أريد ذكرها يستعدون حاليا للقيام بتحرك ما".
وقال "أوصي الشعب الإيراني بالصبر، لأن اتخاذ خطوات عسكرية يتسم بأطر وقواعد، وكلما استطعنا الالتزام بها فإن صفعتنا ستكون أكثر تأثيرا".
وفي وقت سابق من اليوم، كان رضائي قال: "نعد بأن ثأرنا سيكون قاسيا جدا، بحيث لا تجرؤ أي دولة أخرى على ارتكاب مثل هذه الأعمال"، في معرض تعليقه على مقتل سليماني.
كما اعتبر رضائي أن "أميركا أقدمت على انتحار سياسي وعسكري باغتيالها سليماني.. إذا اندلعت حرب فإن (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب ليس أهلا لها"، حسب وصفه.
في سياق متصل، نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء عن الجنرال غلام علي أبو حمزة قائد الحرس الثوري في إقليم كرمان الجنوبي، قوله إن "إيران ستعاقب الأميركيين أينما كانوا على مرماها ردا على مقتل سليماني".
وقال في تصريحات أدلى بها في وقت متأخر أمس الجمعة ونشرتها تسنيم، يوم السبت، إن إيران تحتفظ بالحق في الثأر من الولايات المتحدة لمقتل سليماني.
ونوه إلى إمكانية شن هجمات على سفن في الخليج، وقال "مضيق هرمز نقطة حيوية للغرب وإن عددا كبيرا من المدمرات والسفن الأمريكية يمر من هناك... حددت إيران أهدافا أمريكية حيوية في المنطقة منذ وقت طويل... نحو 35 هدفا أمريكيا في المنطقة بالإضافة إلى أن تل أبيب في متناول أيدينا".
من جهته، أكد كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي، يوم السبت، أن "إيران ستمتنع عن أي رد متهور ومتسرع" على مقتل سليماني.
وأضاف شكارجي، في حديث وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء "لكن الانتقام سيكون وفقا لما يطالب به الشعب" الإيراني. وشدد مضيفا "من حقنا الرد على هذه الجريمة. وبالتأكيد إيران سترد على هذه العملية الإرهابية"، حسب وصفه.
وورد على لسان مسؤولين إيرانيين، ذكر بعض الخيارات المحتملة التي قد تعتمدها طهران للرد على مقتل سليماني.
وأكد عضو مجلس خبراء القيادة في إيران أحمد خاتمي، أنه تم اتخاذ قرار بالرد على اغتيال سليماني، مضيفا أنه سيكون وفقا لمتطلبات الأمن القومي الإيراني و"نحن سنثأر لسليماني كيفما نشاء".
وألمح أحمد خاتمي إلى أن القوات الأمريكية المنتشرة في العراق ودول المنطقة قد تكون أهدافا للانتقام الإيراني، وقال: "دماء قاسم سليماني تغلي لطرد القوات الأمريكية من العراق"، مشيرا إلى أنه "لا حل في المنطقة سوى بطرد القوات الأمريكية منها لأن وجودهم بمثابة استمرار التواطؤ ضد المنطقة".
وفي سياق تحديد جغرافية الرد، قال خاتمي إن "قاسم سليماني شهيد دولي إسلامي، والعراق سوريا واليمن وحزب الله اللبناني سينتقمون لمقتله".
توجيهات من ترامب
بدوره، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، إن "الجيش الأمريكي قتل سليماني بتوجيهات مني".
وأضاف ترامب، أن سليماني كان يحضّر لهجمات على دبلوماسيين أمريكيين، منوها أن أمريكا تحركت لوقف الحرب ولم تتحرك لبدء حرب.
وقال ترامب، إن قائد فيلق القدس قاد قمع المحتجين في إيران في الآونة الأخيرة.
البنتاغون يتبنى
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، يوم الجمعة، إن الجيش وبناء على تعليمات الرئيس ترامب قتل قاسم سليماني.
وأضافت أن هذه العملية تندرج كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين بالخارج.
وقال البنتاغون إن سليماني كان يعمل بنشاط على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين والجنود الأمريكيين في المنطقة.
وتابع البيان "سليماني أقر الهجمات على السفارة الأمريكية في بغداد وقتله يهدف لردع خطط الهجوم الإيراني مستقبلا".
وأردف "سليماني وقوة القدس التابعة له مسؤولون عن مقتل مئات من القوات الأمريكية وقوات التحالف".
طاهرة الحسيني - إيران إنسايدر