ألغى مسيحيو العراق الاحتفالات برأس السنة الميلادية، وأبقوا على الصلوات تعبيرا عن التضامن مع ضحايا الاحتجاجات الشعبية في العراق ولمؤازرة متظاهري ساحات الاعتصام.
واعتبر الأب الخوري عماد إقليموس أن إلغاء الاحتفال وإيقاف استقبال التهاني كان تآزرا مع ما يمر به أبناء الجنوب وبغداد من إراقة للدماء، وقال "نحن جزء من نسيج هذا الوطن".
بدورها، قالت الناشطة المسيحية رند خالد، لـ"الجزيرة نت"، إن إلغاء الاحتفال إلغاء وتحجيم للمخططات الخارجية التي تسعى لتمزيق وحدة البلاد.
ما يجري اليوم في ساحات الاحتجاج ربما فريد من نوعه في اللحمة الوطنية، من حيث تنوع الطوائف والقوميات وتوحد المطالب خدمة للعراقيين، وهو ما اعتبره المحلل السياسي غانم العابد خطوات الفشل الأولى للطبقة السياسية الحاكمة التي مضت على مبدأ فرق تسد منذ عقد ونصف، للمحافظة على مناصبها ومصالحها.
واعتبر أن ترك أبناء الديانة المسيحية بالعراق الاحتفال برأس السنة الذي يعتبر من أهم فعالياتهم، مؤشر قوي على اللحمة الوطنية.
وهو ما ذهب إليه بالتأييد المحلل السياسي رائد الحامد، موضحا أن بعض الأحزاب لا تخدمها وحدة العراقيين، ولهذا فإن الاحتجاجات والاستمرار في الاعتصام في ساحات المدن شكل ضربة قوية للعديد من الكتل السياسية، وأزاح قناع الوطنية عن وجوه الدخلاء من الأحزاب والفاسدين.
في التحرير
بعد إصرار المسيحيين على عدم الاحتفالات برأس السنة، كان لساحة التحرير نكهة جديدة للاحتفال، فأشجار الميلاد هذا العام زُينت بطريقة مبتكرة، ويوضح صقر الزيدي -أحد منسقي المظاهرات بالتحرير- أن أشجار الميلاد أخذت طابعا وطنيا وإنسانيا، إذ وشحت بأعلام العراق وصور قتلى الاحتجاجات.
ووصف المشارك بمظاهرات التحرير عماد صبيح -وهو من المسيحيين- أن تزيين أشجار أعياد الميلاد بهذه الطريقة تعكس رسالة احتجاج واضحة على الفاسدين.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 490 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر