نقلت وكالات أنباء عالمية خبرا عن اختفاء ناقلة نفط في مياه الخليج يوم الأحد الماضي، ليأتي الرد من وزارة الخارجية الإيرانية، بعد يومين من اختفائها، بالقول إن طهران ساعدت ناقلة نفط أجنبية معطلة في الخليج بحاجة لإصلاحات، وبعد يومين من إعلان الخارجية الإيرانية يخرج الحرس الثوري الإيراني ليؤكد احتجاز ناقلة نفط في مياه الخليج العربي، ما يدل على الصراع الداخلي بين الجناح الذي لا يريد التصعيد ممثلا بالرئاسة الإيرانية، وجناح "الحرس الثوري الإيراني" الذي يريد الحرب ويدفع باتجاهها بعد إسقاطه طائرة أمريكية مسيرة ومهاجمة ناقلات نفط في مياه الخليج العربي، وتهديده باحتجاز ناقلة نفط بريطانية.
دولة روحاني
ونقلت وكالة الطلبة للأنباء عن عباس موسوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله، يوم الثلاثاء، إن سفن البحرية الإيرانية ساعدت ناقلة نفط أجنبية معطلة في الخليج كانت بحاجة لإصلاحات.
وكان أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، يوم الأربعاء، أنه لم يطلع على أي تقارير عن سحب ناقلة أجنبية إلى أحد موانئ إيران، وقال ظريف لشبكة "سي إن إن" بنيويورك "لم أطلع على أي ملخص حول هذا الموضوع، ولكني سمعت في الأخبار أن الناقلة طلبت مساعدة، وحصلت عليها".
وكانت وكالة أسوشيتد برس قد أوردت أن ناقلة نفط إماراتية اختفت قبل يومين أثناء عبورها مضيق هرمز، ولم يعرف مصيرها إلى الآن، في حين نفى مسؤول إماراتي أن تكون الناقلة مملوكة لبلده.
ونقلت الوكالة عن خبير قوله إن الناقلة لم تغير مسارها خلال الأشهر الثلاثة الماضية قبالة سواحل الإمارات، وهو ما يثير التساؤلات بشأن مصيرها.
كما ذكرت وكالة أنباء الإمارات عن مسؤول إماراتي أن ناقلة النفط المفقودة غير مملوكة للإمارات ولا تحمل طاقما إماراتيا.
وقال المسؤول الإماراتي إن الناقلة لم ترسل أي طلب استغاثة، وكانت تحمل علم بنما.
دولة الحرس
وبعد يومين على تصريح موسوي، أعلن الحرس الثوري أنه احتجز ناقلة نفط أجنبية تحمل مليون لتر وقود مهربة في مياه الخليج الأحد الماضي.
وكشف أن توقيف الناقلة تم جنوب جزيرة لارك في الخليج، وأكد أن الناقلة تقل 12 بحارا، كانوا ينقلون الوقود بشكل غير قانوني من قوارب إيرانية إلى سفينة أجنبية، في المياه الدولية.
ولم يوضح بيان الحرس الثوري جنسية السفينة المحتجزة أو العلم الذي كانت تحمله، كما لم يوضح جنسية السفينة التي كان يتم نقل الوقود إليها.
ونفى الحرس الثوري أن يكون قد احتجز أي ناقلة نفط أخرى خلال الأيام الأخيرة وشدد على أن قواته البحرية ستواصل مهامها الأمنية في محاربة ما أمساه "التهريب المنظم في مياه الخليج، والمحافظة على مصالح إيران القومية".
وقال التلفزيون الإيراني إن الناقلة المحتجزة بريطانية، مشيرا إلى أن بريطانيا طلبت من الإمارات أن تعلن ملكيتها للناقلة لكن الإمارات رفضت خوفا من إيران، بحسب تعبيره.
وكانت هاجمت ثلاثة زوارق حربية تابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة نفط بريطانية تابعة لشركة "بي.بي" في مضيق هرمز.
واحتجزت بريطانيا، ناقلة النفط العملاقة "غريس1" التابعة لإيران في مياه البحر المتوسط قرب جزيرة "جبل طارق"، كانت تنقل النفط الخام إلى مصفاة بنياس السورية، وتلقت طهران الخبر بالتعبير عن استيائها واستدعت السفير البريطاني لديها وهددت باحتجاز ناقلة نفط بريطانية في الخليج العربي.
وهدد قيادي في "الحرس الثوري الإيراني"، الجمعة الماضي، بأنه سيكون من "واجب" طهران احتجاز ناقلة نفط بريطانية إذا لم يتم الإفراج عن الناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق فوراً.
وقال محسن رضائي، في تغريدة على "تويتر"، إنه "إذا لم تفرج بريطانيا عن ناقلة النفط الإيرانية، سيكون على السلطات (الإيرانية) واجب احتجاز ناقلة نفط بريطانية".
وتهدد إيران منذ فترة طويلة بإغلاق مضيق هرمز -الذي يمر منه نحو خمس النفط العالمي- إذا منعت من تصدير نفطها، وهو أمر تسعى إليه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كوسيلة ضغط على طهران لحملها على التفاوض من جديد على برنامجها النووي.
وهدد "المرشد الأعلى للثورة الإيرانية" علي خامنئي، بريطانيا، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، برد قوي على احتجازها ناقلة النفط الإيرانية العملاقة "غريس1" في جبل طارق الخميس الماضي. وقال إن بلاده "لن تدع قرصنة بريطانيا البحرية الخبيثة تمر دون رد".
المصدر: إيران إنسايدر