قال المبعوث الأميركي إلى إيران براين هوك، يوم الاثنين، إن النظام الإيراني يواجه أسوأ أزمة اقتصادية في 2019، وفي 2020 سيواجه فترة أصعب، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني أيضا يتظاهر ويطالب بإزالة نظام قمعي عمره 40 عاما.
وأضاف هوك، أن واشنطن لن تتسامح مع الانفلات الإيراني في المنطقة وفي العراق، الذي لا تهتم بمصلحته وإنما تريد الهيمنة عليه.
وأشار هوك إلى أن الضربات التي استهدفت قواعد لميليشيا كتائب "حزب الله" العراقي، تعزز الأمن العراقي ضد هجمات بعض الميليشيات الإيرانية، التي قتلت أيضا عددا من الجنود العراقيين في الآونة الأخيرة بقصف صاروخي لقواعد الجيش.
وأكد أن بلاده ستستمر في الرد على أي هجمات تستهدف المصالح الأميركية في المنطقة، مشيرا إلى أن الجيش الأميركي موجود في العراق بناء على طلب من الحكومة، وهناك قوات عسكرية أميركية في بعض القواعد من أجل مساعدة العراقيين في مكافحة الإرهاب.
وأكد الحاجة لردع أعمال الإرهاب الإيرانية في منطقة الخليج، وضرورة فرض عقوبات على طهران خاصة بسبب القتل الذي مارسته ضد أبناء شعبها.
وقال هوك إن وزير الدفاع الأميركي، مارك أسبر، أبلغ الجانب العراقي قبل شن الضربات على مواقع كتائب حزب الله في العراق، والتي أسفرت عن سقوط قتلى من الميليشيات.
فشل بوقف القصف
بدوره، قال رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي، يوم الاثنين، إنه لم يستطع منع الاستهداف الأمريكي لميليشيا "كتائب حزب الله" التابعة للحشد الشعبي، مهددا بمراجعة العلاقة مع التحالف الدولي.
وقال عبد المهدي، إن وزير الدفاع الأمريكي أبلغه بالضربات الجوية هاتفيا قبل الهجوم بساعات، وأنه طلب من إجراء مشاورات مباشرة لمنع الهجوم ولكنه أُبلغ أن القرار قد اتخذ.
وكشف أنه حاول إبلاغ كتائب حزب الله العراقية التابعة للحشد الشعبي بالضربة الجوية الوشيكة.
عمليات سابقة
ومنذ 28 تشرين الأول/أكتوبر، سجّل 11 هجوما على قواعد عسكرية عراقية تضم جنودا أو دبلوماسيين أميركيين، وصولا إلى استهداف السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا في بغداد.
وأسفرت أول 10 هجمات عن سقوط قتيل وإصابات عدة في صفوف الجنود العراقيين، إضافة إلى أضرار مادية. غير أنّ هجوم الجمعة مثّل نقطة تحوّل، إذ قتل فيه متعاقد أميركي وكانت المرة الأولى التي تسقط فيها 36 قذيفة على قاعدة واحدة يتواجد فيها جنود أميركيون، وفق مصدر أميركي.
ومساء الأحد، شنت القوات الأميركية سلسلة غارات استهدفت منشآت قيادة وتحكم تابعة لكتائب حزب الله، أحد أبرز الفصائل الموالية لإيران في الحشد الشعبي الذي يعد جزءا من القوات العراقية، وتخضع بعض فصائله لهيمنة إيرانية.
قتلى بينهم إيرانيون
وارتفع عدد قتلى الغارات الأمريكية على خمسة مواقع ميليشيا "حزب الله العراق" في كل من سوريا والأنبار إلى25 قتيلا بينهم 3 جنرالات إيرانيين.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، عن شن طائرات أميركية غارات على مقار لميليشيات حزب الله العراقي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المقاتلين، من بينهم القيادي في الميليشيات أبو علي الخزعلي، معتبرة أن هذه الغارات تشكل ردّا أوليا على قصف القاعدة الأمريكية في كركوك.
واستهدفت المقاتلات من نوع إف 15 الأميركية وذلك وفق ما ذكر مصدر عسكري أميركي 5 قواعد تابعة لميليشيات حزب الله العراقي: "3 في الأنبار و2 في سوريا".
وأفاد بيان للجيش الأميركي، أن المنشآت الخمس المستهدفة لحزب الله العراقي منها مخازن أسلحة ومواقع للقيادة والسيطرة.
وذكر البنتاغون أن الضربات جاءت رداً على مقتل متعاقد دفاع أميركي في العراق.
وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي، جوناثان هوفمان، في بيان نشره الموقع الرسمي لوزارة الدفاع، إن "الضربات الأميركية على مواقع كتائب حزب الله جاءت ردا على هجمات متكررة شنتها الكتائب على قواعد عراقية تضم قوات التحالف".
وأضاف أن "الهجمات التي شنتها كتائب حزب الله مؤخرا تشمل هجوما على قاعدة عراقية قرب كركوك أسفر عن مقتل مواطن أميركي".
وذكر أن "الضربات الأميركية من شأنها أن تؤدي إلى إضعاف قدرة كتائب حزب الله على تنفيذ هجمات ضد قوات التحالف في المستقبل".
وشدد على أن "أميركا وشركاءها في التحالف يحترمون السيادة العراقية احتراما كاملا، ويدعمون عراقا قويا ومستقلا".
وطالب "إيران وكتائب حزب الله المتحالفة معها بوقف هجماتهم على قوات التحالف وأميركا، واحترام سيادة العراق".
بدورها، أكدت ميليشيات الحشد الشعبي العراقية أن "طائرات أميركية نفذت غارات على مقار لها في غرب الأنبار".
وأكد قيادي بميليشيات الحشد استهداف اللواء 45 من الحشد في قضاء القائم الحدودية مع سوريا بمحافظة الأنبار، ومقتل وجرح العشرات من المقاتلين.
ومن جانب آخر نفت قيادة عمليات بغداد استهداف قواعد عسكرية في العاصمة.
إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي حالة الاستنفار القصوى في جميع القواعد الأميركية في العراق.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر