قال رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي، يوم الاثنين، إنه لم يستطع منع الاستهداف الأمريكي لميليشيا "كتائب حزب الله" التابعة للحشد الشعبي، مهددا بمراجعة العلاقة مع التحالف الدولي.
وقال عبد المهدي، إن وزير الدفاع الأمريكي أبلغه بالضربات الجوية هاتفيا قبل الهجوم بساعات، وأنه طلب من إجراء مشاورات مباشرة لمنع الهجوم ولكنه أُبلغ أن القرار قد اتخذ.
وكشف أنه حاول إبلاغ كتائب حزب الله العراقية التابعة للحشد الشعبي بالضربة الجوية الوشيكة.
واعتبر رئيس الوزراء العراقي المستقيل، أن الهجوم لم يحدث بناء على أدلة، بل على مواقف سببها التوتر بين طهران وواشنطن.
وفي وقت سابق اليوم، أصدر عبد المهدي بيانا قال فيه إن الهجوم الأميركي مخالف للأهداف التي تشكل لأجلها التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، وإنه يدفع إلى مراجعة العلاقة معه.
وأضاف أن الهجوم يعكس انفراد القوات الأميركية بتنفيذ عمليات دون موافقة الحكومة العراقية، معتبرا أنه انتهاك لسيادة بلاده وستكون له عواقب وخيمة، بحسب وصفه.
وأعلنت الخارجية العراقية أنه سيتم استدعاء السفير الأميركي لإبلاغه بأن "العراق لا يسمح بأن يكون ممرا لتنفيذ اعتداءات"، مضيفة أنه سيتم التشاور مع الشركاء الأوروبيين بشأن آليات العمل ومستقبل وجود قوات التحالف في العراق.
عمليات سابقة
ومنذ 28 تشرين الأول/أكتوبر، سجّل 11 هجوما على قواعد عسكرية عراقية تضم جنودا أو دبلوماسيين أميركيين، وصولا إلى استهداف السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا في بغداد.
وأسفرت أول 10 هجمات عن سقوط قتيل وإصابات عدة في صفوف الجنود العراقيين، إضافة إلى أضرار مادية. غير أنّ هجوم الجمعة مثّل نقطة تحوّل، إذ قتل فيه متعاقد أميركي وكانت المرة الأولى التي تسقط فيها 36 قذيفة على قاعدة واحدة يتواجد فيها جنود أميركيون، وفق مصدر أميركي.
ومساء الأحد، شنت القوات الأميركية سلسلة غارات استهدفت منشآت قيادة وتحكم تابعة لكتائب حزب الله، أحد أبرز الفصائل الموالية لإيران في الحشد الشعبي الذي يعد جزءا من القوات العراقية، وتخضع بعض فصائله لهيمنة إيرانية.
قتلى بينهم إيرانيون
وارتفع عدد قتلى الغارات الأمريكية على خمسة مواقع ميليشيا "حزب الله العراق" في كل من سوريا والأنبار إلى25 قتيلا بينهم 3 جنرالات إيرانيين.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، عن شن طائرات أميركية غارات على مقار لميليشيات حزب الله العراقي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المقاتلين، من بينهم القيادي في الميليشيات أبو علي الخزعلي، معتبرة أن هذه الغارات تشكل ردّا أوليا على قصف القاعدة الأمريكية في كركوك.
واستهدفت المقاتلات من نوع إف 15 الأميركية وذلك وفق ما ذكر مصدر عسكري أميركي 5 قواعد تابعة لميليشيات حزب الله العراقي: "3 في الأنبار و2 في سوريا".
وأفاد بيان للجيش الأميركي، أن المنشآت الخمس المستهدفة لحزب الله العراقي منها مخازن أسلحة ومواقع للقيادة والسيطرة.
وذكر البنتاغون أن الضربات جاءت رداً على مقتل متعاقد دفاع أميركي في العراق.
وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي، جوناثان هوفمان، في بيان نشره الموقع الرسمي لوزارة الدفاع، إن "الضربات الأميركية على مواقع كتائب حزب الله جاءت ردا على هجمات متكررة شنتها الكتائب على قواعد عراقية تضم قوات التحالف".
وأضاف أن "الهجمات التي شنتها كتائب حزب الله مؤخرا تشمل هجوما على قاعدة عراقية قرب كركوك أسفر عن مقتل مواطن أميركي".
وذكر أن "الضربات الأميركية من شأنها أن تؤدي إلى إضعاف قدرة كتائب حزب الله على تنفيذ هجمات ضد قوات التحالف في المستقبل".
وشدد على أن "أميركا وشركاءها في التحالف يحترمون السيادة العراقية احتراما كاملا، ويدعمون عراقا قويا ومستقلا".
وطالب "إيران وكتائب حزب الله المتحالفة معها بوقف هجماتهم على قوات التحالف وأميركا، واحترام سيادة العراق".
بدورها، أكدت ميليشيات الحشد الشعبي العراقية أن "طائرات أميركية نفذت غارات على مقار لها في غرب الأنبار".
وأكد قيادي بميليشيات الحشد استهداف اللواء 45 من الحشد في قضاء القائم الحدودية مع سوريا بمحافظة الأنبار، ومقتل وجرح العشرات من المقاتلين.
ومن جانب آخر نفت قيادة عمليات بغداد استهداف قواعد عسكرية في العاصمة.
إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي حالة الاستنفار القصوى في جميع القواعد الأميركية في العراق.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر