كشفت شركة "نت بلوكس"، يوم الجمعة، عن توقف الوصول إلى الانترنت عبر الهاتف النقال في إيران، ليصل إلى نحو 5%.
وكانت اعتبرت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن حظر الوصول إلى الإنترنت في مدن مختلفة "قضية أمنية".
ونقلت وكالة "إيلنا" للأنباء، عن مصدر في وزارة الاتصالات لم تذكر اسمه، قوله "إن قطع الاتصالات الدولية لخطوط الهاتف النقال، تم بأمر من السلطات الأمنية، وإن عدد المحافظات المشمولة بهذا القرار قد يزداد".
وأبلغ بعض مستخدمي "تویتر" على صفحاتهم، عن حظر الوصول إلى إنترنت الهواتف النقالة، على مشغلي الخدمة "همراه أول"، و"إیرانسل"، بالإضافة إلى تخفيض سرعة إنترنت المنازل.
ووفقا لتقارير المواطنين، كانت صعوبة الوصول إلى الإنترنت في مدينتي طهران وكرج أكثر وضوحا، وشهدت خدمة الإنترنت في محافظة خوزستان أيضا الأمر ذاته.
موجة احتجاجات جديدة
وعادت الاحتجاجات الشعبية إلى إيران مجددا بعد 40 يوما على قمع الموجة الأولى من الاحتجاجات التي شهدتها 165 مدينة إيرانية في الفترة الممتدة من 15 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 22 نوفمبر الشهر الماضي، وقمعها النظام الإيراني.
وخرجت مظاهرات ليلية متفرقة في عدة مدن إيرانية، عشية دعوات لاحتجاجات، بناء على دعوات عبر مواقع التواصل تضامنا مع ضحايا انتفاضة نوفمبر.
وشهدت مدينة قلعة حسن خان غرب العاصمة طهران تجمعا احتجاجيا، هتف الشباب خلاله بـ "الموت لخامنئي"، بحسب المقاطع التي تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل.
وفي كرمانشاه غرب إيران، تظاهر العشرات قرب ساحة كاراج، وهم يهتفون "الموت لخامنئي"، وسط هجوم قوات الأمن على المتظاهرين لتفريقهم.
وفي أصفهان، قال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في حي ملك شهر، بحسب قناة "من و تو" الناطقة بالفارسية في لندن، التي بثت مقطعاً للتجمع.
وهتف المتظاهرون بشعارات تنادي بالحرية ومواصلة طريق ضحايا الاحتجاجات.
وفي سنندج، مركز محافظة كردستان، بث ناشطون مقاطع تظهر إطلاق الأمن قنابل المسيلة للدموع والنار في الهواء من أجل تفريق المحتجين.
ووردت أنباء عن تجمعات ليلية محدودة في كل من رشت وبابُل وإسلام شهر وشهريار وأراك.
انتشار أمني كثيف
وانتشرت مقاطع فيديو عديدة، تظهر انتشارا أمنيا كثيفا لقوات الأمن الخاصة ووحدات مكافحة الشغب في معظم المحافظات من الأهواز جنوبا إلى تبريز في الشمال الشرقي.
ووثق ناشطون الانتشار الأمني المكثف في طهران خاصة في شارع ستار خان بمنطقة صادقية، بالإضافة إلى انتشار الحرس الثوري والباسيج في بلدة ورامين جنوب طهران تحسبا للاحتجاجات.
ولوحظ انتشار مكثف للأمن في بلدات إسلام شهر وشهريار وجنوب طهران، منطقة آریاشهر کرج غرب العاصمة طهران.
وبالنسبة للمحافظات، تداول ناشطون مقاطع تظهر الانتشار الأمني في أرومية مركز محافظة أذربيجان الغربية.
وقال ناشطون إن هناك انتشارا أمنيا مكثفا لقوات الباسيج في شوارع الأحواز، وكذلك قيام قوات الأمن بإغلاق مداخل المدينة وتفتيش السيارات والمسافرين القادمين من المحمرة وعبادان بشكل خاص. هذا وأبلغ مواطنون عن خلل في الإنترنت في عدة محافظات إيرانية.
وفي قلعة حسن خان غرب طهران تجوب مروحيات سماء المدينة، وتنتشر قوات أمنية في الشوارع، تخوفا من اندلاع احتجاجات.
مظاهرات إيران
واندلعت احتجاجات شعبية واسعة في أكثر 165 مدينة إيرانية، منذ يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد قرار رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف.
وخرج الشعب الإيراني باحتجاجات في كل من العاصمة طهران ومشهد وخوزستان، وإقليم الأحواز العربي ومدن معشور والمحمرة، وسيرجان التابعة لمحافظة كرمان، وبهبهان وشيبان، كما شهدت مدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر احتجاجات مماثلة.
وندد المتظاهرون بقرار رفع سعر البنزين، وركنوا سياراتهم وسط الطرقات من أجل إغلاقها، وأشعلوا الإطارات في الشوارع، ودعوا الشعب للمشاركة في الاحتجاجات، وهتفوا "لن نقبل الذل.. سنطالب بحقوقنا".
في الوقت الذي ردت فيه قوات الأمن الإيرانية على المحتجين بإطلاق الأعيرة النارية صوب المحتجين، ما أدى لمقتل 1500 مدني واعتقال أكثر من 7 آلاف، وفق تقارير حقوقية.
ورفع المتظاهرون هتافات تنادي بإسقاط النظام و"الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت لروحاني".
طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر