شهدت محافظات عراقية عدة، يوم الخميس، تظاهرات حاشدة وإضرابات بسبب عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين باختيار شخصية مستقلة لتشكيل الحكومة.
وانطلقت مظاهرات في ساحة التحرير ببغداد وذي قار والناصرية والبصرة، فيما ردَّد المتظاهرون شعارات وطنية تؤكد أن الكتلة الأكبر هي "دماء القتلى من المتظاهرين في التحرير"، وفقا لهتافاتهم، وأن الحراك هو من سيشكل الحكومة.
ورفعت الأجهزة الأمنية في البصرة حالة الإنذار في المحافظة إلى المستوى "ج" وحتى إشعار آخر، فيما أقدم العشرات من المحتجين في محافظة البصرة، على حرق إطارات في تقاطعات وشوارع المحافظة، رفضا منهم لتكليف العيداني بتشكيل الحكومة.
وشهدت كربلاء تظاهرات حاشدة ضد مرشح الأحزاب أسعد العيداني لمنصب رئاسة الوزراء.
وأفاد ناشطون مدنيون في المحافظة بإطلاق مسلحين مجهولين الرصاص ضد المتظاهرين في ساحات الاعتصامات، وبوقوع مواجهات واعتداءات على المحال التجارية.
وأغلق متظاهرون عراقيون غاضبون في البصرة طرقا رئيسية وسط المحافظة، من ضمنها الشارع التجاري، احتجاجا على ما وصفوه بالإصرار على ترشيح أسعد العيداني، محافظ البصرة الحالي، لمنصب رئيس الوزراء.
وذكرت "وكالة أنباء العراق" أن ائتلاف النصر دعا لتشكيل حكومة مستقلة لقيادة مرحلة مؤقتة.
استقالة صالح
ووضع الرئيس العراقي برهم صالح، يوم الخميس، استقالته تحت تصرف البرلمان، وغادر بغداد متوجها إلى السليمانية.
وقال، صالح في خطاب للبرلمان، إن "مسؤوليتي الوطنية في هذا الظرف تفرض عليّ الاستقالة"، وأضاف "أقدم استقالتي تفاديا للإخلال بمبدأ دستوري".
وقال إن "منصب رئيس الجمهورية يجب أن يستجيب لإرادة الشعب"، لذا "أضع استعدادي للاستقالة أمام البرلمان العراقي".
وقال صالح للبرلمان "مسؤولية الرئيس حفظ السلم الأهلي وحقن الدماء".
وقال إنه قد وصلته "عدة مخاطبات حول الكتلة الأكبر تناقض بعضها بعضا"، وأضاف "أعتذر عن تكليف مرشح عن كتلة البناء".
وكانت وكالة الأنباء العراقية أفادت، في وقت سابق، على "تليغرام" بأن رئيس الجمهورية اعتذر عن تكليف مرشح "كتلة البناء" أسعد العيداني.
وقال برهم صالح للبرلمان إن "الحراك السياسي والبرلماني يجب أن يعبر عن إرادة الشعب".
وفي أول رد فعل على تقديم صالح استقالته، نقل موقع قناة السومرية عن نائب في "كتلة سائرون"، قوله "نرفض استقالة برهم صالح وندعم موقفه برفض أي شخصية متحزبة".
يأتي ذلك فيما شكر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الرئيس برهم صالح على رفضه تكليف العيداني برئاسة الحكومة.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 488 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر