يتصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي على وجه الخصوص، بعد الهجمات المتكررة على ناقلات النفط التجارية التي تعبر مضيق هرمز، وتهديد إيران بالرد على احتجاز بريطانيا وأمريكا ناقلتها العملاقة "غريس1" في جبل طارق منذ أسبوعين.
وفي أخر حوادث الناقلات النفطية في مياه الخليج العربي، نقلت وكالات أنباء عالمية عن اختفاء ناقلة نفط في مياه الخليج، ليأتي الرد من وزارة الخارجية الإيرانية، بعد يومين من اختفائها، بالقول إن طهران ساعدت ناقلة نفط أجنبية معطلة في الخليج بحاجة لإصلاحات.
وقالت طهران إنه جرى سحب الناقلة إلى داخل المياه الإيرانية بهدف التعامل مع أعطالها وتقديم المزيد من المساعدة لها.
اختفاء ناقلة
ونقلت وكالة الطلبة للأنباء عن عباس موسوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله أمس الثلاثاء إن سفن البحرية الإيرانية ساعدت ناقلة نفط أجنبية معطلة في الخليج كانت بحاجة لإصلاحات.
وكانت وكالة أسوشيتد برس قد أوردت أن ناقلة نفط إماراتية اختفت قبل يومين أثناء عبورها مضيق هرمز، ولم يعرف مصيرها إلى الآن، في حين نفى مسؤول إماراتي أن تكون الناقلة مملوكة لبلده.
ونقلت الوكالة عن خبير قوله إن الناقلة لم تغير مسارها خلال الأشهر الثلاثة الماضية قبالة سواحل الإمارات، وهو ما يثير التساؤلات بشأن مصيرها.
كما ذكرت وكالة أنباء الإمارات عن مسؤول إماراتي أن ناقلة النفط المفقودة غير مملوكة للإمارات ولا تحمل طاقما إماراتيا.
وقال المسؤول الإماراتي إن الناقلة لم ترسل أي طلب استغاثة، وكانت تحمل علم بنما.
وسبق أن تعرضت أربع سفن في شهر أيار الماضي لعمليات تخريبية قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز. ويتعلق الأمر بناقلتي نفط سعوديتين، وناقلة نفط نرويجية، وسفينة شحن إماراتية.
ووقع الحادث بالمياه الإماراتية في أجواء من التوتر الشديد تسود المنطقة بسبب الخلاف بين إيران والولايات المتحدة، على خلفية تشديد العقوبات الأميركية على طهران.
وأفادت نتائج تحقيق مشترك حول الحادثة بأن الهجمات التي تعرضت لها أربع ناقلات قبالة السواحل الإماراتية في أيار الماضي تحمل بصمات "عملية معقدة ومنسقة وتقف وراءها إحدى الدول على الأرجح".
ولم تتطرق الدول الثلاث المشاركة في التحقيق -الإمارات والسعودية والنرويج- إلى الجهة التي تعتقد أنها تقف وراء الهجمات، ولم تذكر أيضا إيران التي تتهمها الولايات المتحدة بالمسؤولية المباشرة عن الهجمات.
اعتراض مدمرة
وكشفت وسائل إعلام بريطانية، أمس الثلاثاء، عن اعتراض زورق إيراني مفخخ لمسار المدمرة البريطانية "إتش. إم. إس. دنكان 45"، في البحر الأحمر أثناء توجهها إلى الخليج العربي.
وقالت صحيفة "ديلي ميرور"، أن المدمرة دخلت في حالة تأهب قصوى بعد اكتشاف الزورق المليء بالمتفجرات في البحر الأحمر.
وأضافت الصحيفة، أن الزورق الذي يتم التحكم فيه عن بُعد (يصل حتى أربعة أميال)، ربما يكون قد أرسل هناك من قبل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وتعد المدمرة "إتش. إم. إس. دنكان" أحدث سفينة حربية تنضم إلى تجمع الأسطول البريطاني في الخليج.
وكانت البحرية الأمريكية أرسلت سفينة حربية ونظام دفاع صاروخي من نوع "باتريوت" إلى المنطقة وسط تصاعد التوترات مع إيران منذ أيار الماضي.
خامنئي يهدد
وهدد "المرشد الأعلى للثورة الإيرانية" علي خامنئي، بريطانيا، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، برد قوي على احتجازها ناقلة النفط الإيرانية العملاقة "غريس1" في جبل طارق الخميس الماضي. وقال إن بلاده "لن تدع قرصنة بريطانيا البحرية الخبيثة تمر دون رد".
تحالف دولي
وكان كشف الأسطول الأمريكي الخامس، الخميس الماضي، عن اقتراب تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة في مضيق هرمز بالتعاون مع البحرية الملكية البريطانية وشركاء إقليميين ودوليين.
ويأتي سعي واشنطن إلى تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة في مضيقي هرمز وباب المندب عقب هجمات في أيار وحزيران الماضيين على ناقلات نفط في مياه الخليج.
وكانت هاجمت ثلاثة زوارق حربية تابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة نفط بريطانية تابعة لشركة "بي.بي" في مضيق هرمز.
وتهدد إيران منذ فترة طويلة بإغلاق مضيق هرمز -الذي يمر منه نحو خمس النفط العالمي- إذا منعت من تصدير نفطها، وهو أمر تسعى إليه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كوسيلة ضغط على طهران لحملها على التفاوض من جديد على برنامجها النووي.
ويأتي سعي واشنطن إلى تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة في مضيقي هرمز وباب المندب عقب هجمات في مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين على ناقلات نفط في مياه الخليج.
وستوفر أميركا بموجب الخطة -التي لم تتبلور سوى في الأيام القليلة الماضية- سفن قيادة للتحالف العسكري، وستقود جهوده للمراقبة والاستطلاع.
وأشار جنرال أمريكي إلى أن المطلوب هو أن توفر دول أخرى سفنا لتسيير دوريات بين سفن القيادة، وسيشمل الجزء الثالث من المهمة أفرادا من التحالف لمرافقة سفن بلادهم التجارية.
وأوضح تفاصيل الخطة الأميركية في أعقاب اجتماعين يوم الثلاثاء الماضي بشأن التحالف، أحدهما مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، والآخر مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
المصدر: إيران إنسايدر