أضرم محتجون النار في مقرات تابعة لـ"حزب الدعوة" وميليشيات "عصائب أهل الحق" و"بدر"، ومنزل رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار ومسؤول ميليشيا "حزب الله العراقي" جبار الموسوي، ردا على اغتيال الناشط علي العصمي، مساء يوم الجمعة.
وأغلق محتجون أغلب الطرق المؤدية للحقول النفطية والموانئ في البصرة، وطريق المطار، ومقرات شركة زين العراق في مدينة النجف.
اغتيال ناشط
وتتواصل موجة الاغتيالات في صفوف الناشطين العراقيين، على يد مسلحين "مجهولين"، وآخرهم كان الناشط علي العصمي، وسط الناصرية بمحافظة ذي قار.
وأكد مصدر أمني عراقي اغتيال الناشط الشاب علي العصمي، الذي قتل داخل سيارة شقيقه، ظنا من القتلة أنه سلام العصمي، وفقا لروايات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونعى شقيقه الأكبر، سلام العصمي، في منشور على موقع فيسبوك، أخيه بالقول "هذا الذي قتلتوه أخي الصغير وليس أنا، وحفل زفافه بعد أشهر من اليوم".
وتأتي عملية اغتيال علي العصمي، التي قد تكون بالخطأ، لتكمل سلسلة الاغتيالات البشعة للناشطين العراقيين على يد مسلحين.
ويقول ناشطون إن الهدف من موجة اغتيال النشطاء إسكات أصواتهم عن المطالبة بمحاربة الفساد ومنعم من التعبير عن رفض التدخل الإيراني في شؤون بلدهم.
تصعيد الحراك
وتوافد العراقيون على ساحات الاعتصامات والتظاهرات في أغلب المحافظات للتأكيد على رفضهم استمرار مجلس النواب في عمله، مطالبين بإسقاطه وإسقاط رئيس الجمهورية برهم صالح.
وقطع متظاهرون طرقا رئيسية عدة في محافظة البصرة (جنوب العراق) وخاصة المؤدية إلى حقول النفط.
وحذر معتصمون في ساحة التحرير من اختيار رئيس وزراء لا تنطبق عليه مواصفات الشارع المنتفض، ملوحين بخطوات تصعيدية.
جاء ذلك وفق بيان منسوب للموجودين في التحرير، بشأن المناورات بين الكتل السياسية بخصوص اختيار رئيس الحكومة الجديدة.
وذكر البيان "بينما يترقب الشعب العراقي الطبقة السياسية وهي تناور الحركة الاحتجاجية بشأن مطالبها المحقة، نشير وبشكل واضح إلى أن ما يحدث في أروقة الطبقة هذه لا يتماشى أبدا مع ما مر به الشعب وجماهيره المعترضة من أجل حياة كريمة".
وأوضح أن المعتصمين والمتظاهرين في ساحة التحرير لا يتبنون أي مرشح لمنصب رئيس الوزراء الانتقالي أو المؤقت، وكل ما يتم تداوله حتى الآن غير مقبول، ومرفوض من ساحات الاعتصام.
وطالب البيان رئيس الجمهورية برهم صالح باتخاذ موقف مسؤول وواضح بترشيح مستقل لمنصب رئاسة الوزراء المؤقت، للمضي بحكومة انتقالية مصغرة، تعمل لستة أشهر، لتأمين انتخابات عادلة ونزيهة وفق قانونين للانتخابات ومفوضية الانتخابات، وبما يحقق مطالب المتظاهرين.
ودعا المعتصمون إلى تفعيل دور القوات الأمنية باتخاذ موقف حازم وشجاع تجاه عمليات الخطف والاغتيالات التي تحدث في بغداد ومدن أخرى.
الطرف الثالث
بدوره، قال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل، إن الطرف الثالث الذي يقتل العراقيين ويختطفهم وينفذ عمليات اغتيال للنشطاء هو إيران ووكلاؤها في العراق.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 488 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر