كشف تقرير أميركي أن هناك تشابها بين الطائرات المستخدمة في هجوم أرامكو وطائرة من إنتاج إيران، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز".
وأوضح التقرير أن تحليلا لحطام أسلحة أظهر أن استهداف منشأتي أرامكو جاء من الشمال، مؤكدا وجود أدلة جديدة على هذه الفرضية.
لكن التقرير الأميركي حول هجوم أرامكو لا يكشف بشكل قاطع مصدر الاعتداء.
وكشفت وكالة "رويترز" في تحقيق لها، الشهر الماضي، عن تفاصيل مؤامرة إيرانية يقودها المرشد الأعلى علي خامنئي ضد السعودية.
وذكرت الوكالة أنه قبل أربعة أشهر من الهجوم على منشآت نفطية في أرامكو بالسعودية بطائرات "درون"، تجمع مسؤولون أمنيون إيرانيون في مجمع شديد التحصين في طهران. كان بين الحاضرين قيادات عليا في الحرس الثوري، وتشمل اختصاصاته تطوير الصواريخ والعمليات السرية.
وكان الموضوع الرئيسي في ذلك اليوم من أيام شهر مايو /أيار هو كيفية معاقبة الولايات المتحدة على انسحابها من اتفاق نووي تاريخي وعودتها إلى فرض عقوبات اقتصادية على إيران، وهما الخطوتان اللتان سددتا ضربة شديدة للجمهورية الإيرانية.
مصدر الهجمات
وكانت كشفت مصادر غربية، أن مصدر الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفط سعودية يوم السبت 14أيلول/سبتمبر، هو جنوب إيران.
وذكرت قناة "سي بي إس"، نقلا عن مسؤولين أميركيين رفضوا الإفصاح عن هويتهم، أن المعلومات الاستخباراتية المؤكدة تفيد بأن الهجوم الذي استهدف منشأتي النفط السعوديتين في أرامكو مصدره الأراضي الإيرانية، وتحديدا من الجنوب، وأن الأسلحة التي تم استخدامها هي صواريخ عابرة.
وأضاف المسؤولون الأميركيون أن "الدفاعات الجوية السعودية لم تتمكن من مواجهة الطائرات المسيّرة والصواريخ العابرة، حيث إن منصات الدفاع الجوي السعودية كانت موجهة نحو اليمن للتعامل مع الهجمات الحوثية المتوقعة".
وأشار أحد المسؤولين الأميركيين، أن واشنطن تجهز حاليا لإعداد ملف يستند إلى معلومات استخبارية موثقة لتكشف أمام دول العالم، وخاصة الشركاء الأوروبيين، الدور المزعزع للاستقرار الذي تلعبه إيران في المنطقة. على أن يتم عرض هذا الملف أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأسبوع القادم.
20 طائرة وصواريخ
وقالت مصادر مطلعة حينها، إن إيران أطلقت أكثر من 20 طائرة مسيرة وعدة صواريخ على منشآت النفط السعودية في "هجمات 14 سبتمبر" يوم السبت.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة، أن المسؤولين الأميركيين أطلعوا السعودية على تقارير استخباراتية توصلت إلى أن إيران أطلقت أكثر من عشرين طائرة مسيرة وعدة صواريخ على منشآت النفط السعودية يوم السبت الماضي، فيما أفادت تقارير بأن إصلاح الأضرار يستغرق شهورا.
وذكرت الصحيفة أن السلطات السعودية قالت إن الولايات المتحدة لم تقدم أدلة كافية لاستنتاج أن الهجوم أطلق من إيران، وأن المعلومات الأميركية لم تكن حاسمة.
وأشارت إلى انقسام في صفوف المسؤولين في واشنطن والرياض بشأن كيفية الرد، فالبعض يريد ضرب إيران عسكريا، بينما يخشى آخرون أن يؤدي أي هجوم إلى مواجهة إقليمية أوسع.
وقالت "وول ستريت جورنال"، إن الرئيس ترامب وفريقه للأمن القومي ناقشوا عملا عسكريا محتملا ضد إيران، لكنهم لم يتخذوا أي قرار.
وفي وقت سابق، أكد ترامب رغبته في تجنب الحرب مع إيران، مع استعداده مساعدة السعودية مقابل المال.
وقال ترامب للصحفيين إن المسؤولين الأميركيين يتحققون من الجهة المسؤولة عن شن الهجمات على منشأتي شركة أرامكو بالسعودية، مضيفا أنه يبدو أن إيران هي المسؤولة إلا أنه يرغب "بكل تأكيد" في تجنب الحرب معها مع أن بلاده تملك "أقوى جيش في العالم"، معتبرا أن الدبلوماسية لا تستنفد أبدا عندما يتعلق الأمر بإيران.
وتعرضت منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص في السعودية، فجر السبت، لهجوم بطائرات مسيرة، ورغم إعلان ميليشيا الحوثي عن تبني الهجوم إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن إيران هي من تقف خلف الهجوم.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد بمنطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
محمد إسماعيل – إيران إنسايدر