إيران.. خطوة جديدة لقمع الاحتجاجات

تعتزم قوات الباسيج الإيرانية الانتشار في مختلف أحياء المدن لمراقبة الوضع عقب الاحتجاجات التي اندلعت في الـ15 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وتعرضت لقمع دموي غير مسبوق من قبل الباسيج وقوات الأمن. 

وقال قائد ميليشيا الباسيج غلام رضا سليماني، إن الانتشار سيكون في الأحياء والمناطق وفي محاور مساجد كل منطقة، بالإضافة إلى إعادة تجهيز مقرات الباسيج".

وأضاف: "تم إنشاء وحدات باسيج نسائية، وكذلك تم تدشين جامعة الباسيج".

وتحدث عن خطة خمسية لتطوير عمل وحضور ميليشياته، التي كان لها دور بارز في عمليات القتل وقمع المتظاهرين السلميين الشهر الماضي.

أوامر بالقتل

وفي سياق متصل، قال النائب الإصلاحي محمود صادقي، يوم الثلاثاء 17 كانون الأول/ديسمبر، إن وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، اعترف بإعطاء أوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.

وأضاف صادقي، في مقابلة مع موقع "امتداد" الإيراني، إن وزير الداخلية، ردا على سؤال أحد نواب المحافظات حول أسباب إطلاق الرصاص الحي على الرأس وليس على أرجل المتظاهرين، قال "إن إطلاق الرصاص شمل استهداف الأرجل أيضا".

وقال النائب الإصلاحي "النواب اندهشوا من إجابة الوزير التي أعلنها بكل برودة أعصاب".

وأكد صادقي أن "قمع الاحتجاجات بعنف تم خلال 48 ساعة"، مضيفا أن "هذا الكم الهائل من إطلاق النار وإزهاق الأرواح ليس إنجازا".

ورأى صادقي أنه "كان على الحكومة أن تسمح للناس بالتعبير عن احتجاجاتهم ضد قرار مفاجئ وغير محسوب"، في إشارة إلى رفع أسعار البنزين.

وشدد على أنه أبلغ وزير الداخلية أن "الحكومة تعاملت مع قضايا اقتصادية واجتماعية بحلول أمنية".

يذكر أن منظمة العفو الدولية قدرت حصيلة قمع الاحتجاجات الأخيرة في إيران لحد الآن بـ 304 قتلى والآلاف من الجرحى سقطوا برصاص الأمن والحرس الثوري بين 15 و18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وذكرت المنظمة في بيان، يوم الاثنين 16 كانون الأول/ديسمبر، أن السلطات الإيرانية تشن حملة قمع وحشية عقب اندلاع الاحتجاجات على مستوى البلاد في 15 نوفمبر، حيث اعتقلت آلاف المحتجين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والطلاب لمنعهم من التحدث علنا عن القمع الإيراني القاسي.

هذا بينما تتحدث مصادر المعارضة عن أكثر من 1000 قتيل وأكثر من 12 معتقل في جميع أنحاء ايران.

مظاهرات إيران

واندلعت احتجاجات شعبية واسعة في أكثر 165 مدينة إيرانية، منذ يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد قرار رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف.

وخرج الشعب الإيراني باحتجاجات في كل من العاصمة طهران ومشهد وخوزستان، وإقليم الأحواز العربي ومدن معشور والمحمرة، وسيرجان التابعة لمحافظة كرمان، وبهبهان وشيبان، كما شهدت مدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر احتجاجات مماثلة.

وندد المتظاهرون بقرار رفع سعر البنزين، وركنوا سياراتهم وسط الطرقات من أجل إغلاقها، وأشعلوا الإطارات في الشوارع، ودعوا الشعب للمشاركة في الاحتجاجات، وهتفوا "لن نقبل الذل.. سنطالب بحقوقنا".

في الوقت الذي ردت فيه قوات الأمن الإيرانية على المحتجين بإطلاق الأعيرة النارية صوب المحتجين.

ورفع المتظاهرون هتافات تنادي بإسقاط النظام و"الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت لروحاني".

وعمد النظام الإيراني على قطع خدمة الانترنت بشكل تام عن كامل البلاد، وقتل، وفق تقارير حقوقية موثوقة 304 متظاهرا واعتقل قرابة 7 آلاف، في الفترة الممتدة من 15 نوفمبر إلى 22 نوفمبر من الشهر الماضي.

طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الخميس, 19 ديسمبر - 2019