لبنان.. مظاهرات أمام البرلمان والحريري يرفض تشكيل الحكومة

تظاهر عدد من اللبنانيين، مساء الأربعاء، أمام البرلمان وسط بيروت، للمطالبة بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية، ومحاسبة الفاسدين، وتشكيل حكومة تكنوقراط لا تتبع أي حزب أو تيار سياسي. 

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام، إن مئات المحتجين يواصلون تظاهراتهم أمام البرلمان، وأن المئات انضموا إليهم قادمين من أمام وزارة الداخلية.

ونشر ناشطون فيديو يظهر قيام زعران ميليشيا "حزب الله" بالاعتداء على مراسلة قناة الحدث في بيروت غنوة يتيم.

ونفذ عناصر موالون لميليشيات "حزب الله" و"حركة أمل" خلال اليومين الماضيين، اعتداءات على المحتجين في بيروت ومدن أخرى أبرزها النبطية، وهتفوا بشعارات طائفية ترفض المس بقيادات الميليشيات.

وشهد ليل الأحد والاثنين أعمال عنف في وسط بيروت، شملت اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة. وعلى الأثر، تدخل عناصر قوى الأمن الداخلي للتصدي لأعمال الشغب، ومنع وصول المحتجين إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح.

وأدت المواجهات خلال تنفيذ عمليات حفظ الأمن والنظام إلى وقوع 25 إصابة في صفوف عناصر مكافحة الشغب، وتوقيف 3 أشخاص، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية.

غير أن ذروة تلك المواجهات كانت ليل الاثنين، وقد تمددت إلى خارج حدود العاصمة بيروت بعد انتشار فيديو لشاب من مدينة طرابلس شمال لبنان مقيم في ألمانيا يتضمّن شتائم ضد "أهل البيت" ومقامات دينية من الطائفة الشيعية وزعيميها السياسيين، رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأمين عام حزب الله، حسن نصرالله، كذلك فيديو آخر عن حرق ملثمين لعلم لحركة أمل مجهول المصدر.

الحريري: لن أترشح

سياسيا، أعلن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، أنه لن يكون مرشحا لتشكيل الحكومة المقبلة.

وأضاف الحريري في بيان له صدر اليوم، أن كتلة تيار المستقبل ستجتمع الخميس، لحسم مرشحها لرئاسة الحكومة.

كما أصر على عدم تأجيل الاستشارات، مؤكدا على مشاركته فيها في موعدها.

وقال الحريري في بيان "لما تبين لي أنه رغم التزامي القاطع بتشكيل حكومة اختصاصيين، فإن المواقف التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية من مسألة تسميتي هي مواقف غير قابلة للتبديل، فإنني أعلن أنني لن أكون مرشحا لتشكيل الحكومة المقبلة"، مؤكدا في الوقت ذاته توجهه للمشاركة في الاستشارات المقررة الخميس بعد تأجيلها مرتين.

مطالب الثورة

ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.

ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".

ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.

ريتا مارالله - إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأربعاء, 18 ديسمبر - 2019