يعتزم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، يوم السبت، زيارة المملكة العربية السعودية، في إطار مواصلة جهود الوساطة لخفض التوتر بين المملكة وإيران وسط أنباء عن "طفرة معينة".
وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية محمد فيصل، في مؤتمر صحفي أسبوعي عقده الجمعة، إن زيارة خان للسعودية ستكون الرابعة منذ أيار/مايو 2019، مضيفا أن هذا الأمر يمثل "ميزة للعلاقات الأخوية" بين باكستان والمملكة.
وتعليقا على دور الوساطة الذي تلعبه باكستان بين السعودية وإيران في ظل هذه الزيارة، قال فيصل "نواصل بذل جهود خالصة".
وأضافت وسائل إعلام باكستانية أن هذه الزيارة مهدتها محادثات أجراها مؤخرا في السعودية مسؤولون آخرون من باكستان، بينهم وزير الخارجية ومدير وكالة الاستخبارات.
زيارة سابقة
ويسعى رئيس الوزراء الباكستاني لتسويق مبادرة لنزع فتيل التوتر بين السعودية وإيران.
والتقى خان، يوم الأحد 13 تشرين الأول/أكتوبر، المرشد الإيراني الأعلى آية الله خامنئي، والرئيس حسن روحاني، خلال زيارته إلى طهران التي استغرقت يوما واحدا، وهي الثانية له في عام، ناقش خلالها قضايا شملت الحرب في اليمن والعقوبات الأمريكية على إيران.
ورحب روحاني بمبادرة خان لإحلال "السلام في المنطقة"، وقال إن طهران سترد على "أية بادرة حسن نية ببادرة حسن نية وكلمات طيبة".
وزار خان السعودية، الحليف الإقليمي لباكستان منذ فترة طويلة، يوم الثلاثاء 15 تشرين الأول/أكتوبر، لبحث نتائج اجتماعه مع كبار قادة إيران.
وتراجعت حدة التوترات، التي اشتعلت بين الرياض وطهران بعد هجمات استهدفت منشأتي نفط لشركة "أرامكو" السعودية، ما أوقف أكثر من نصف إنتاج أكبر مُصدر عالمي للنفط، الذي يمثل خمسة بالمائة من الإمدادات العالمية، الشهر الماضي.
وتبنت ميليشيا "الحوثي" المدعومة من إيران، الهجوم، لكن الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية اتهمتا طهران بالوقوف وراء الهجوم.
وتصاعدت التوترات بين إيران من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، على خلفية ملفات عديدة، أبرزها البرنامج النووي الإيراني، وحرية الملاحة البحرية في مضيق هرمز وأمن منشآت النفط في الخليج.
خان يتوسط
وأعلن خان في تصريح على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا أنه يلعب بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، دور الوسيط للحد من التصعيد بين إيران والسعودية.
وقال خان حينها "لا يمكنني الكشف حاليا أكثر، باستثناء أننا نحاول القيام بذلك ونتوسط"، مضيفا "لقد طلب مني الرئيس الأمريكي التوسط وقد تحدثت بالفعل مع الرئيس الإيراني".
وتابع "كما تباحثنا مع الأمير محمد بن سلمان، وهو طلب مني أن أتحدث للرئيس الإيراني، حيث كان على علم بأنني سألتقي به، كما سألني الرئيس ترامب ما إذا بإمكاننا تخفيف حدة التوتر وحتى ربما التوصل إلى اتفاق جديد".
وذكر خان أنه نقل هذا السؤال لروحاني، مضيفا "نعم، نفعل كل ما بوسعنا، وهذه العملية مستمرة ولا أستطيع الكشف عن أكثر مما قلت".
عهد المحمودي – إيران إنسايدر