العراق.. المتظاهرون يؤكدون تمسكهم بالسلمية ويكنسون "الخميني" بالبصرة

يواصل العراقيون انتفاضتهم في عدد من الساحات ببغداد ومدن الوسط والجنوب، للمطالبة بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية، ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، وإجراء انتخابات ديمقراطية تحت إشراف دولي. 

وتوافد يوم الجمعة، آلاف المتظاهرين في بغداد ومدن الجنوب والوسط، وتشهد ساحة التحرير وسط بغداد توافد آلاف المتظاهرين، وعبروا عن رفضهم حادثة الوثبة التي قتل فيها أحد المسلحين وجرى تعليق جثته قرب الساحة.

وفي البصرة، جنوب العراق، أعلن المتظاهرون براءتهم من حادثة قتل مسلح في ساحة الوثبة ببغداد، واستهجنوا محاولة إلصاق التهمة بهم.

وقالوا إن تلك المخططات لن تثنيهم عن هدفهم وهو استعادة العراق من أيدي الفاسدين والقتلة وأتباع إيران.

وأبدع المتظاهرون في التعبير عن هدفهم وغايتهم التي تركوا من أجلها بيوتهم وسكنوا الساحات والشوارع، وأنتجوا مقطع فيديو صغير عبروا خلاله عن رفضهم المطلق لأي عمل غير سلمي يتسبب في إزهاق أي روح وإن كان صاحبها قاتل.

وتحت عنوان "القاتل ما يمثلني" أبدع الشباب والنساء في التعبير عن سلمية حراكهم، مؤكدين أنهم سيحافظون على السلمية.

وأعلن المتظاهرون "بأمر الشعب.. إطلاق اسم شهداء ثورة أكتوبر على شارع "الخميني" الذي شهد حرق صورته في انتفاضة 2018".

السلاح بيد الدولة

بدوره، أكد ممثل المرجعية الشيعية العليا في العراق، آية الله علي السيستاني، الجمعة، أن استقرار البلاد رهن بحصر السلاح في يد المؤسسات الشرعية.

وندد بقتل وخطف المحتجين في الآونة الأخيرة، وحث الدولة على السيطرة على استخدام الأسلحة.

ودعا السيستاني في خطبة الجمعة عبر ممثل له في مدينة كربلاء القوات المسلحة إلى أن تظل مهنية وموالية للدولة وبعيدة عن النفوذ الأجنبي.

إلى ذلك، اعتبر أن المعركة الحالية في العراق يجب أن توجه إلى الإصلاح، قائلا "من هزم داعش قادر على قيادة معركة الإصلاح في العراق".

وفي ما يتعلق بالتظاهرات، قال أحمد الصافي، ممثل السيستاني إن معظم المحتجين متمسكون بالسلمية، ودان الاعتداء على المتظاهرين السلميين على جسر السنك في بغداد قبل أيام، فضلا عن مهاجمة وقتل وخطف المحتجين.

إلى ذلك، دان حادثة السحل المروعة التي شهدتها ساحة الوثبة في بغداد الخميس.

ووجه تحية إلى من وصفهم بالمقاتلين الأبطال، في ذكرى النصر وهزيمة داعش التي حلت قبل أيام، كل الذين سقطوا في العراق دفاعا عن الوطن في وجه الإرهاب.

وشدد على ضرورة إعادة بناء القوات العراقية المسلحة ضد أي عدوان خارجي.

ودعا إلى إعادة بناء المناطق المحررة من داعش، قائلا "يجب العمل لتحسين الوضع المعيشي في المناطق المحررة وإعادة النازحين".

مظاهرات العراق

ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.

ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 486 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 13 ديسمبر - 2019