العراق.. الآلاف يتوافدون لساحات بغداد وإعفاء قادة وإغلاق طرق في الجنوب

خيّم هدوء حذر، يوم الأحد، على ساحة الخلاني ومنطقة الشنك وسط بغداد، مع انتشار كثيف للمتظاهرين ونصب نقاط لتفتيش الداخلين إلى ساحتي التحرير والخلاني لمنع وقوع مجازر بحقهم على غرار أحداث الخلاني التي راح ضحيتها قرابة 150 متظاهرا بين قتيل وجريح برصاص ميليشيات "الحشد الشعبي" الموالية لإيران. 

وقال مراسل إيران إنسايدر، إن قوات الأمن بدورها، فرضت إجراءات أمنية مشددة وأغلقت الجسور الثلاثة (الجمهورية والسنك والأحرار) لمنع وصول متظاهرين إلى المنطقة الخضراء.

وأضاف أن آلاف طلاب المدارس والجامعات توافدوا منذ ساعات الصباح الباكر إلى ساحة التحرير للتضامن مع المتظاهرين.

إغلاق الطرق والدوائر

وقال مراسلنا، إن الاحتجاجات تتواصل في مدن جنوبية عدة، وأن المتظاهرين أغلقوا غالبية الدوائر الحكومية والمدارس في الناصرية والحلة والديوانية والكوت والنجف، وكلها ذات غالبية شيعية.

وفي كربلاء، قالت مصادر محلية في المحافظة إن مجموعة من المحتجين أقدموا صباح اليوم الأحد على إغلاق عدد من الطرق الرئيسية بالمحافظة.

وأفاد مصدر أمني بإصابة أستاذ في جامعة كربلاء بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت قرب سيارته.

اجتماع أمني

وتعقد لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي جلسة استثنائية اليوم يتوقع أن تستدعي عددا من قادة الأجهزة الأمنية للتحقيق في أحداث الجمعة الماضية.

ووصف رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، الأطراف التي أطلقت النار على المتظاهرين بالعصابات المجرمة الخارجة عن القانون.

إعفاءات

وفي سياق متصل، أعفت السلطات العراقية قائد عمليات بغداد، الفريق الركن قيس المحمداوي، بسبب وضعه الصحي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية.

وأضافت الوكالة الرسمية، نقلا عن مصدر عراقي مسؤول، أنه تم تكليف اللواء عبد الحسين التميمي قائدا لعمليات بغداد بدلا عن المحمداوي.

وتسلم المحمداوي مهام قائد عمليات بغداد، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد إعفاء الفريق الركن جليل الربيعي من منصبه.

إلى ذلك، أحالت وزارة الدفاع العراقية الأحد قائد القوة الجوية وعددا من الضباط على التقاعد.

مقطع مسرب

وأظهر مقطع فيديو صادم عشرات الشبان العراقيين مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، بعد الهجوم الدامي الذي شهدته العاصمة بغداد مساء الجمعة.

وتداول ناشطون عراقيون ومواقع إخبارية، الفيديو بشكل واسع، على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي تعليق عما جرى معهم، قال أحد الشبان المكبلين في المقطع: "إن أحد المسلحين ناداه (في إشارة إلى مهاجمة عدد من المسلحين مساء الجمعة المحتجين في ساحة الخلاني والسنك) مهددا بقتله إن لم يأت، وحين اقترب منه انهمر عليه ضربا بالبندقية".

إلى ذلك، سمع في الفيديو أحد عناصر الأمن من قيادة عمليات بغداد يطمئن المعتقلين قائلا: "نحن من قيادة عمليات بغداد، لا تقلقوا سيطلق سراحكم، هؤلاء من كتائب حزب الله".

مجزرة الخلاني

وقال مراسل إيران إنسايدر، يوم السبت 7 كانون الأول/ديسمبر، إن حصيلة ضحايا الهجوم الذي نفذته ميليشيا موالية لإيران على المتظاهرين في ساحة الخلاني وجسر السنك مساء الجمعة، ارتفعت إلى 25 قتيلا وأكثر من 120 جريحا.

مظاهرات العراق

ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.

ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 485 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأحد, 8 ديسمبر - 2019