على خطى لبنان وإيران.. "الحشد" يزج أنصاره لقمع الاحتجاجات في العراق

بدأت الأحزاب الموالية لإيران وميليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، يوم الخميس، بتحريك أنصارها ومهاجمة المتظاهرين في ساحات التظاهر بالعاصمة بغداد.

نشطاء الحراك اتهموا مندسين تابعين للأحزاب وميليشيات الحشد بطعن المتظاهرين السلميين بالسكاكين في ساحة التحرير.

ورفع أنصار الأحزاب والميليشيات المسلحة أعلام الحشد الشعبي، وصورا لبعض مقاتلي الفصائل، وصورا للمرجع الشيعي الأعلى أية الله علي السيستاني.

وعلى خطى لبنان وإيران، يرى مراقبون أن إيران بدأت بتحريك أذرعها السياسية والعسكرية في العراق لمواجهة الحراك الشعبي السلمي، الذي يطالب بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية وحل البرلمان ومحاسبة الفاسدين.

وكانت إيران حركت أنصار ميليشيا حزب الله وحركة أمل، لمواجهة الحراك الشعبي في لبنان، وهاجموا ساحات التظاهر واعتدوا بالضرب على المتظاهرين.

وحرك الحرس الثوري أنصاره في إيران بعدما اندلعت احتجاجات شعبية عارمة في أكثر من 165 مدينة إيرانية هتفت "الموت للديكتاتور، والموت لروحاني".

الاندساس بين المتظاهرين

واختلط أنصار الأحزاب التابعة لإيران والحشد الشعبي، في معسكر المحتجين المناهضين للحكومة في ساحة التحرير، القلب النابض للانتفاضة القائمة منذ نحو شهرين.

ويخشى مراقبون من أعمال تخريب تخطط لها الأحزاب وميليشيات الحشد لإنهاء الحراك الشعبي ووأد المظاهرات.

وردد أنصار الحشد شعارات تندد بما وصفوها "التدخلات الخارجية ومخططات إثارة الفتنة" في العراق، وانسحبوا من ساحة التحرير بعد نحو ساعة من دخولها.

وروى أحد الكوادر الطبية بساحة التحرير، تفاصيل عمليات الطعن التي تعرض لها المتظاهرون صباح الخميس.

وقال الطبيب إن المحتجين تعرضوا لطعنات مميتة في منطقتي الصدر والظهر، لافتا إلى أنه عندما سألهم عن سبب الطعنات أكدوا له أن مجموعة كبيرة مؤلفة من 700 إلى 800 شخص خرقت التظاهرات بهتافات وشعارات، وكل من حاول اعتراضهم لمعرفة هويتهم يتعرض للطعن مباشرة.

اتساع الاحتجاجات

وفي جنوب العراق، اتسعت رقعة الاحتجاجات، مع انضمام عائلات الضحايا والعشائر إلى المظاهرات للمطالبة بوقف العنف.

وفي الناصرية، التي أسفرت عمليات القمع فيها عن مقتل نحو 20 شخصا الأسبوع الماضي، التحقت وفود عشائرية بمئات المتظاهرين المتجمهرين وسط المدينة الجنوبية.

وكان شيوخ تلك العشائر هم من أوقفوا العنف في تلك المدينة الزراعية الأسبوع الماضي. ودفع مقاتلوها المسلحون إلى التعجيل بطرد ضابط عسكري أرسلته الحكومة المستقيلة لقمع الاحتجاجات.

وما زال المحتجون يغلقون جسور الزيتون والنصر والحضارات في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار.

وفي مدينة الديوانية القريبة، أغلق محتجون صباح اليوم مقر محافظة الديوانية ومنعوا المحافظ والموظفين من دخوله، بحسب مصدر في قيادة الشرطة.

وأوضح المصدر أن "المتظاهرين منعوا المحافظ زهير الشعلان وجميع الموظفين من دخول المبنى.

وتجمع الآلاف من المحتجين في الساحة الرئيسية للتظاهر بالمدينة، مطالبين بالعدالة لضحايا عمليات القمع.

وتقدم عدد كبير من الأهالي بدعوى القتل العمد، وينتظرون الآن محاكمة الضباط والعساكر المتهمين بعمليات القمع.

وفي السياق، تشهد محافظات النجف والبصرة هدوءا نسبيا، مع انتشار واسع لقوات الأمن ومسلحي العشائر لتأمين مناطق محيطة بساحات الاعتصام لمنع المندسين من التواجد داخل ساحات التظاهر.

وفي محافظة ديالى شرق العاصمة بغداد، أفاد مصدر أمني بأن مئات المتظاهرين يواصلون اعتصامهم قرب مبنى المحافظة وسط مدينة بعقوبة، مطالبين بتطبيق قرار إلغاء مجالس المحافظات، وإبعاد جميع الأحزاب السياسية عن إدارة ملف المحافظة السياسي والأمني والاقتصادي.

وأوضح المصدر الأمني أن غالبية المدارس في عدة مدن من ديالى متوقفة عن الدوام الرسمي بسبب إضراب الطلاب، إلى جانب إغلاق بعض الدوائر الحكومية خشية تعرض الموظفين إلى التهديدات.

مظاهرات العراق

ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.

ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 420 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الخميس, 5 ديسمبر - 2019