تتعقد أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية يوما بعد يوم؛ فبعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري على وقع الاحتجاجات الشعبية، وإصراره على إعادة تشكيل حكومة جديدة شرط أن تستجيب لمطالب الشارع وتكون على شكل "تكنوقراط"، أصر فريق الممانعة على رأسه "حزب الله" بتشكيل حكومة "تكنو-سياسية"، وبالتالي إعاقة تشكيل حكومة تمثّل تطلعات المتظاهرين.
وقال رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، إن "الأزمة الحالية لا تحل إلا بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وفق صيغة اتفاق الطائف، وغير هذا سيبقى البلد في ظل حكومة تصريف أعمال".
وأضاف، وفق ما نقل موقع "جنوبية"، "سنلاحقهم لكي يقوموا بواجبهم، والذي لا يقوم بواجباته سنحاسبه، وكذلك لا أحد يستخف بعقول الناس، وما يستوطي حيط العالم، هذا الوضع، ونحن بهمتكم وتفهمكم ووعيكم قادرين أن نتجاوز هذه الأزمة، ولا أحد يستطيع أن يلوي ذراعنا".
واعتبر في كلمة ألقاها، خلال حفل تأبيني أقيم في بلدة صير الغربية في منطقة النبطية، أن "الأزمة ليست بسيطة ويمكن أن تعسعس، والسلاح الذين يستخدمونه ضدكم وضدنا، هو سلاح النقد والمصارف وفرق سعر العملة والضغط الاقتصادي والمعيشي، فنحن أناس نجوع، ولكن لا نبيع كرامتنا، نحن أبناء مدرسة هيهات منا الذلة، التي تعني بأننا نريد أن نعيش بشرف، ولن نقبل أن يبتزنا أحد بلقمة عيشنا، من أجل أن يخضعنا بقرارنا الوطني، فالمسألة ليست مسألة أن البلد لا يوجد فيه أموال، كلا يوجد أموال ولكن هذه الأموال لا تأتي ونحن موجودون في السلطة".
وقال "هذه الأموال تأتي عندما يأتي من له علاقات تبعية مع قوى الخارج، وموجود في السلطة" عندها و"لكي يحفظوا ماء وجهه" يضعون ودائع ويأتون بالديون والمشاريع".
وتساءل "هل هكذا نريد أن نعيش راهنين البلد لعلاقات مع بعض الأشخاص لقوى أجنبية ساعة لبدها بتسكر الحنفية وبتفتح، ليأتي الإسرائيلي ويقول: بدكن تصالحوا وإلا بدنا نسكر الحنفية، هذا المسار سيوصل إلى هنا، ويريدون أن يوصلونا إلى هنا".
وأضاف "بكل بساطة، نحن نريد أن نصبر ونتحمل ونتكافل مع بعضنا البعض، ونتعاون مع بعضنا البعض، لكي نبقى كلنا نعيش بشرف وكرامة مرفوعي الرأس، والذي لم يقدر عدونا أن يأخذه بحربين، لن نعطيه إياه بالاقتصاد، حربان خضناهما ضد الإسرائيلي وانتصرنا وكانت كل دول العالم داعمة للإسرائيلي".
وقال "هذا البلد، لنا فيه بقدر ما لكم فيه، لن نقول أكثر، وهذا البلد أعطيناه من دمنا، لذا لا أحد يزايد علينا، لا بالوطنية، ولا بحب هذا البلد، ولا بأنه هو حريص أن نعيش برفاهية، لأنه لا أحد عاش برفاه في ظل سيطرتكم وسلطتكم".
مطالب الثورة
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".
ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.
ريتا مارالله - إيران إنسايدر