بعد وأد احتجاجات إيران.. هل تفرغ سليماني لمواجهة انتفاضتي العراق ولبنان؟

اندلعت احتجاجات شعبية واسعة في أكثر 165 مدينة إيرانية، يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد قرار رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف. 

وخرج الشعب الإيراني باحتجاجات في كل من العاصمة طهران ومشهد، وإقليم الأحواز العربي ومدن معشور والمحمرة، وسيرجان التابعة لمحافظة كرمان، وبهبهان وشيبان، كما شهدت مدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر احتجاجات مماثلة.

وندد المتظاهرون بقرار رفع سعر البنزين، وركنوا سياراتهم وسط الطرقات من أجل إغلاقها، وأشعلوا الإطارات في الشوارع، ودعوا الشعب للمشاركة في الاحتجاجات، وهتفوا "لن نقبل الذل.. سنطالب بحقوقنا".

ومنذ اليوم الأول للاحتجاجات، ردت فيه قوات الأمن الإيرانية على المحتجين بإطلاق الأعيرة النارية صوب المحتجين.

ورفع المتظاهرون هتافات تنادي بإسقاط النظام و"الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت لروحاني".

وكشفت منظمة العفو الدولية على تويتر، يوم الجمعة 30 تشرين الثاني/نوفمبر، أن عدد قتلى الاحتجاجات في إيران بلغ 161 وفقا لتقارير ذات مصداقية حصلت عليها المنظمة، مؤكدة أن العدد الفعلي للقتلى قد يكون أعلى بكثير على الأرجح.

وكانت قالت "رايتس ووتش"، إن السلطات الإيرانية، تتعمد التستر على أعداد القتلى والمعتقلين خلال قمع التظاهرات.

وأضافت، في تقرير نشرته يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر، أن السلطات "تعمدت التستر على حجم القمع الجماعي ضد المتظاهرين"، ودعتها إلى "الإعلان فورا عن عدد الوفيات والتوقيفات وحالات الاحتجاز (...) والسماح بإجراء تحقيق مستقل في ما تردد عن حدوث تجاوزات".

وانتقد نائب مدير المنظمة في الشرق الأوسط، مايكل بيج، إيران لأنها "رفضت تقديم العدد الدقيق للقتلى وبدلا من ذلك هددت المعتقلين بالموت".

وفي سياق متصل، قال حسين نجفي حسيني، وهو عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية النافذة بالبرلمان الإيراني، إن عدد المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة بلغ 7 آلاف.

ولم يكن يتوقع النظام الإيراني أن تتسع موجة الاحتجاجات لتشمل كافة المدن الإيرانية، واتبع سياسة القمع عبر قطع الانترنت بشكل كامل على مدار أيام للتغطية على الجرائم المرتكبة بحق المتظاهرين.

ووصف المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، ومسؤولون إيرانيون عسكريون وسياسيون، الاحتجاجات بـ"المؤامرة" المدعومة من واشنطن ودول أخرى في محاولة لشرعنة قمعها، ووصفوا المتظاهرين بـ"المخربين والمندسين" لشرعنة اعتقالهم وقتلهم.

وقال خامنئي، يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر، إن الاحتجاجات التي اندلعت في الخامس عشر من الشهر الجاري، كانت واسعة وخطيرة، ووصفها بـ"المؤامرة".

وأضاف خامنئي، أن "الشرطة والتعبئة (الباسيج) وحرس الثورة واجهوا (أعمال الشغب)، لكن ما قام به الشعب بالمسيرات الحاشدة كان أهم من ذلك".

وقال "كانوا يظنون أن رفع أسعار البنزين فرصة لاستقدام عناصرهم للتخريب والقتل لكن الشعب قد قضى عليهم"، حسب تعبيره.

وأضاف أن "الشعب الإيراني أفشل مؤامرة واسعة وكبيرة ممولة جيدا، وخطط لها للتخريب والقتل مستغلة رفع أسعار البنزين".

دعوات لإعدام المتظاهرين

ودعا قيادي بارز في الحرس الثوري الإيراني، السلطات القضائية في بلاده إلى إصدار أحكام إعدام ضد من وصفهم بـ"المرتزقة"، الذي شاركوا في الاحتجاجات الأخيرة.

ووفق موقع "ميزان" التابع للقضاء الإيراني، قال الأميرال علي فداوي أحد نواب قائد الحرس الثوري "قبضنا على كل المرتزقة الذين اعترفوا بالقيام بأعمال لحساب أمريكا وإن شاء الله النظام القضائي في البلاد سيعاقبهم بأشد العقوبات".

وزعم فداوي أن عدة أشخاص قتلوا بعد إطلاق النار عليهم من الخلف من مسدس من مسافة قريبة أثناء الاحتجاجات وهو ما يشير، حسب قوله، إلى أن مطلقي النار كانوا وسط الحشد.

حرب عالمية

وعلّق قائد عمليات الباسيج العميد سالار آبنوش، على الاحتجاجات في بلاده بالقول إنها "حرب عالمية حقيقية".

وقال آبنوش إن "الاحتجاجات الأخيرة كانت حربا عالمية حقيقية طالت جميع أنحاء البلاد بشكل فجائي.. الله وحده هو الذي أنقذنا منها.. ووصف إخمادها بالمعجزة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "إيسن".

ونقلت المواقع عن قائد عمليات الباسيج قوله، إنه "على الرغم من تأخرنا في قطع الإنترنت، فإن الخطوة ساعدت في تعطيل تنظيم المحتجين".

"انتصار" على الشعب

واتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني/نوفمبر، من وصفهم "الأعداء والأجانب" بالوقوف وراء الاحتجاجات التي عمت معظم محافظات البلاد.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن روحاني قوله، إن الحكومة انتصرت على ما وصفها "الاضطرابات".

وقال روحاني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية على موقعها الإلكتروني "نجح الشعب الإيراني مرة أخرى في اختبار تاريخي وأظهر أنه لن يسمح للأعداء بالاستفادة من الوضع رغم أنه ربما كانت لديه شكاوى بشأن إدارة البلاد".

قائد شرطة طهران، قال بحسب ما نقلت وكالة أنباء "إسنا"، يوم الأربعاء، إنه جرى اعتقال الكثير ممن وصفهم بـ"الزعماء الرئيسيين لأعمال الشغب التي شهدتها العاصمة الإيرانية مؤخرا".

وأضاف أن "هؤلاء الأشخاص يعدون من الأشرار والمخلين بالنظام العام، وسيتم التعامل معهم بشكل صارم"، وأضاف "لن نسمح "للمخلين بالأمن والنظام والبلاطجة والأشرار" بالمساس بالنظام العام، حسب تعبيره.

دعوات للبطش

وفي السياق، طالبت صحيفة "كيهان" الإيرانية، التي يشرف عليها المرشد الإيراني علي خامنئي، بإعدام المتظاهرين.

يأتي ذلك تزامنا مع إفادة موقع إلكتروني إيراني عن تهديد الحرس الثوري للمحتجين و توعدهم برد ثوري وحاسم، فيما توعد الموالون لمرشد إيران، علي خامنئي، بإنزال قوات الباسيج لقمع الاحتجاجات.

التفرغ للعراق

وبعد أيام من تمكن النظام الإيراني من وأد الاحتجاجات الشعبية، بدأ التفرغ لمواجهة المتظاهرين في كل من العراق ولبنان، عبر الإيعاز لميليشياته البطش بالمتظاهرين وحرقهم.

ودعا ممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، إلى ملاحقة المتظاهرين الذين أقدموا على حرق جزء من القنصلية الإيرانية في النجف.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية أن حسين شريعتمداري كتب في صحيفة كيهان، أن إضرام النار بالقنصلية الإيرانية يهدف إلى إضعاف ما سمَّاه "محور المقاومة".

ووصف المتظاهرين العراقيين -الذين نزلوا معبرين عن غضبهم من التدخلات الإيرانية- في مدينة النجف، وأقدموا على اقتحام القنصلية، بالـ"أوباش المأجورين"، وطالب الحشد الشعبي -الذي تُوصف بعض فصائله بولائها الشديد لإيران - بـ"اقتلاع جذورهم".

وأضرم متظاهرون النار، يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر، في القنصلية الإيرانية في النجف. وطالبت إيران العراق، الخميس، باتخاذ "إجراءات حازمة ومؤثرة" ضد "العناصر المعتدية" على قنصليتها.

وتعرضت القنصلية الإيرانية في كربلاء لغضب المتظاهرين في وقت سابق من هذا الشهر، لكن قوات الأمن العراقية ردت ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص.

وتوقع العديد من المحللين أن إيران ستمارس ضغطها على الحكومة العراقية لحملها على الرد بصرامة على هجوم النجف.

وتربط وسائل إعلام مقربة من النظام الإيراني بين الهجوم على القنصلية في العراق والمظاهرات الشعبية بإيران، وتنحي باللائمة في الحالتين على القوى الأجنبية.

زيارة سليماني

وفي سياق التفرغ لمواجهة المظاهرات في العراق، أكد الأمين العام لمجلس العشائر العربية، ثائر البياتي، يوم السبت 30 تشرين الثاني/نوفمبر، وصول قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، إلى العراق، يوم الجمعة، عن طريق مطار النجف، وتوجه إلى العاصمة بغداد السبت.

وقال البياتي إن "سليماني التقى قيادات الحشد والميليشيات وقادة عسكريين"، لافتا إلى أنه "صادف مع قدومه دخول 520 إلى 530 عنصرا من الحرس الثوري إلى العراق".

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن قاسم سليماني كان توسط في وقت سابق من شهر تشرين الثاني/نوفمبر في اتفاق لإبقاء رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في منصبه مدة 6 أسابيع على الأقل، إلا أن الاحتجاجات وضغوط رجال الدين دفعته للاستقالة.

"مؤامرة"

وفي وقت سابق، وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، احتجاجات العراق بأنها "مؤامرة من الأعداء تهدف إلى التفريق بين إيران والعراق".

هتافات ضد إيران

وهتف المتظاهرون في العاصمة العراقية بغداد ومحافظات جنوبية عدة، ضد إيران والدور الذي يلعبه قائد فيلق القدس قاسم سليماني لقمع الاحتجاجات المندلعة منذ مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وبدأت الاحتجاجات العراقية تأخذ موقفا أكثر صراحة ضد تدخلات إيران عبر الأحزاب السياسية التابعة لها في العراق والميليشيات التي تتلقى دعما من طهران.

وتداول ناشطون مقاطع مصورة تظهر هتافات من قبل جمهور نادي القوة الجوية ضد إيران، وهتفوا "بغداد حرة حرة إيران تطلع برا"، فيما ردد المشجعون في ساحة التحرير وسط بغداد الذي تجمهروا أمام شاشات عملاقة لمتابعة مباراة منتخب بلادهم ضد نظيره الإيراني، هتافات ضد إيران وتدخلاتها في العراق.

وتداول ناشطون مقطعا مصورا في البصرة، أعرب متظاهرون فيه عن غضبهم تجاه أحزاب عراقية موالية لإيران.

وقال متظاهر غاضب إن إيران تسيطر على معظم الأحزاب العراقية، الشيعية منها وغير الشيعية.

وأضاف متظاهر ثانٍ أن معظم الأحزاب العراقية تتلقى أوامرها من إيران، وهو أمر يعرفه كل الشباب العراقي.

وأكد ثالث أن كل الأحزاب التي تسرق مدعومة من طهران.

وكشفت منظمة العفو الدولية، يوم الجمعة 8 تشرين الثاني/نوفمبر، إن مقذوفات فتاكة إيرانية الصنع تستخدم ضد المتظاهرين السلميين في العراق.

وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر من 408 متظاهرين قتلوا، وأصيب 17000 آخرين منذ اندلاع الاحتجاجات في العراق.

وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.

ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال مسؤول عراقي في وقت سابق، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.

وأجرت منظمة العفو الدولية تحديثا جديدا على بيانها الصحفي الصادر في 31 أكتوبر/تشرين الأول، أوضحت خلاله أنه "بالإضافة إلى قنابل الغاز المسيل للدموع الصربية الصنع سلوبودا تساتساك إم Sloboda Ĉaĉak M99-  99 التي تم تحديدها سابقا، فإن جزءا كبيرا من المقذوفات الفتاكة هو في الواقع قنابل غاز مسيل للدموع إم 651  - M651، وقنابل دخان إم 713  M713 صنعتها منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية".

وأشارت منظمة العفو الدولية، إلى أنه "ليس لديها معلومات بشأن هوية قوات الأمن العراقية"، التي تطلق القنابل الإيرانية من فئتي M651 وM713 في بغداد.

ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.

ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإسقاط الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.

"حزب الله وأمل"

وبعد يومين من إعلان الرئيس الإيراني ما أسماه "الانتصار" على "المؤامرة" في إيران، بدأ أنصار من ميليشيات "حزب الله" و"حركة أمل" الاعتداء على المتظاهرين السلميين في ساحات التظاهر.

واعتدوا بالضرب والسباب والشتائم، على معتصمين في العاصمة بيروت ومدينة صور جنوبي لبنان.

وأظهرت لقطات مصورة، نشرها ناشطون على مواقع التواصل، عناصر من "حزب الله" وحليفته حركة "أمل"، وهم يقتحمون ساحة العلم عند مدخل صور، ويعتدون على المحتجين.

وأقدم هؤلاء على إحراق خيم المعتصمين وسط انتشار لعناصر من الجيش وقوى الأمن، الذين عجزوا عن حماية المتظاهرين العزل في المدينة التي يدعي "حزب الله" السيطرة عليها.

وفي بيروت، شهدت منطقة الكولا المتاخمة لمنطقة "طريق الجديدة" هجمات من قبل عناصر "حزب الله" وحركة "أمل".

وقالت إن "مواكب من الدراجات النارية كانت انطلقت من طريق الجديدة والضاحية الجنوبية في بيروت، وحصل توتر بين الشبان من المنطقتين وحصل إطلاق نار في الهواء، فتدخلت القوى الأمنية وأعادت الأمور إلى طبيعتها".

وسعى أنصار حركة أمل وحزب الله بين الحين والآخر لفض المظاهرات وفتح الطرقات بالقوة. كما دمّر مؤيدو الحركتين مخيما رئيسيا للاحتجاجات في وسط بيروت الشهر الماضي.

ووقعت اشتباكات في بيروت بين أنصار رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، وحركتي حزب الله وأمل تطورت إلى إطلاق نار.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن أنصار حزب الله وأمل أزالوا خياما للمحتجين بمدينة صور في جنوب البلاد، وأشعلوا فيها النيران مما دفع قوات الأمن للتدخل وإطلاق النار في الهواء.

تخوين الحراك

ومنذ اندلاع الاحتجاجات في لبنان، عمل النظام الإيراني على تخوينه.

وتساءل الرئيس الإيراني حسن روحاني "حين ينزل الشعب العراقي إلى الشارع للدفاع عن حقوقه، فمن الذي حرف هذه الحركة الشعبية؟ والأمر ذاته في لبنان".

واتهم روحاني، الولايات المتحدة الأميركية بالسعي إلى استغلال موجة التظاهرات في لبنان وتحويلها إلى حرب داخلية، حسب زعمه.

واتهم رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، يوم الخميس 7 تشرين الثاني/أكتوبر، المتظاهرين في العراق ولبنان بتلقي الأموال وتوزيعها في الساحات ونشر الفساد وتوتير الأجواء عبر التغطيات الإعلامية.

وقال باقري "من مسؤولية الحكومة في لبنان والعراق، بغض النظر عن الأبواق الدعائية، حل مشاكل بلديهما والعمل على إعمارهما، وليس لنا علاقة بذلك، فلا يحق لأي دولة التدخل في شؤونهما".

وأكد رئيس الأركان الإيراني أن "المرجعية والشعبين اللبناني والعراقي تصدوا لمؤامرات الأعداء، وذلك لانكشاف شكل المؤامرة في هذين البلدين".

وسبق أن كال المرشد الإيراني علي خامنئي اتهامات لمتظاهري العراق ولبنان، ومنح الميليشيات المدعومة من نظامه الضوء الأخضر لقمعها.

مطالب الثورة

ويصر المتظاهرون في لبنان على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.

ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".

ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.

أيمن محمد – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة