لبنان.. هدوء بعد توتر ومواجهات في بيروت وطرابلس وحملة بعنوان "لا للعنف - لا للطائفية"

قالت مصادر طبية، إن عددا من الأشخاص أصيبوا خلال محاولة الجيش اللبناني تفريق متظاهرين حاولوا اقتحام مكتب "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل في مدينة طرابلس (شمال لبنان) يوم الثلاثاء، في الوقت الذي اندلعت فيه مواجهات بين عناصر من ميليشيا حزب الله وأفراد يتبعون للقوات اللبنانية التابع لسمير جعجع في منطقة عين الرمانة – الشياح في العاصمة بيروت. 

وتجمع عدد من المحتجين أمام مكتب "التيار الوطني الحر" بشارع الجميزات في طرابلس، وأطلقوا الهتافات المناهضة للتيار. وعندما حاولوا التقدم إلى المكتب، أطلق عناصر الجيش النار في الهواء لتفريقهم.

وأفادت وسائل إعلام محلية بسقوط 3 جرحى خلال الاشتباكات بين الطرفين.

وقالت قيادة الجيش على تويتر، إنه "إثر قيام عدد من الأشخاص بالاعتداء على أحد المكاتب الحزبية وأحد فروع المصارف، أوقفت دورية من الجيش في منطقة الجميزات - طرابلس 4 أشخاص، وقد عمد أحد الشبان إلى إلقاء قنبلة يدوية على عناصر الجيش دون أن تنفجر، كما أصيب جندي جراء رشقه بالحجارة من قبل أحد المتظاهرين وتم ضبط دراجتين ناريتين. يتم التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص".

وفي سياق متصل، أعلن الصليب الأحمر اللبناني، صباح الأربعاء، عبر حسابه على تويتر، أن فرقه نقلت 7 إصابات إلى مستشفيات المنطقة، وأسعفت وعالجت 17 إصابة، في الاشتباكات التي حصلت مساء الثلاثاء في ساحة النور بطرابلس.

وفي بيروت، عاد الهدوء إلى شارع "أسعد الأسعد"، الفاصل بين منطقة عين الرمانة (شرق) ومنطقة الشياح (غرب)، يوم الأربعاء، بعد تراشق متبادل بالحجارة بين مناصرين لحزب "القوات اللبنانية" (من نقطة عين الرمانة) من جهة ومناصرين لـ"حزب الله" وحركة "أمل" (من نقطة الشياح) من جهة أخرى.

وبدأت التوترات الأمنية على الأرض أثناء تحركات مناصرين لميليشيا حزب الله وحركة أمل في شوارع بيروت عبر مواكب لدراجات نارية، ومهاجمة الساحات التي يعتصم فيها المحتجين، ورددوا شعارات طائفية.

وتوجهت هذه المواكب إلى ساحة اعتصام ناشطي الحراك الشعبي وسط العاصمة بيروت، مما أدى إلى مواجهات بين الجانبين، تخللها تحطيم بعض الخيم التي أقامها الناشطون منذ بدء الاحتجاجات الشعبية الشهر الماضي.

وفي مدينة صور جنوبي البلاد، هاجم مناصرو حركة أمل وحزب الله ساحة اعتصام ناشطي الحراك وأحرقوا عددا من الخيم. كما عمدوا إلى التجمع مقابل ساحة اعتصام ناشطي الحراك في مدينة بعلبك شمال شرقي البلاد وطالبوهم بإنهاء اعتصامهم، بينما عملت القوى الأمنية على الفصل بين الطرفين.

وإلى قضاء المتن في محافظة جبل لبنان، وصلت مواكب "التيار الوطني الحر"، التابع لرئيس الجمهورية، ميشال عون، إلى بكفيا للتظاهر أمام منزل الرئيس الأسبق، أمين الجميل، وقطع أهالي بكفيا ومناصرو حزب الكتائب، التابع للجميل، الطريق قرب تمثال بيار الجميل عند مدخل بكفيا، لمنع المواكب من الدخول إلى البلدة، طالبين منها سلوك طريق ضهر الصوان - بعبدات.

وعلى الأثر، حصل إشكال بين المواكب وشباب المنطقة، الذين تجمعوا لمنع مرور الموكب إلى داخل البلدة، وسط انتشار أمني كثيف، وفق الوكالة. وقال الصليب الأحمر على تويتر إن الحصيلة النهائية للجرحى جراء الإشكال 5 مصابين تم نقلهم إلى مستشفيات المنطقة و5 مصابين تم إسعافهم في المكان.

لا للعنف

بدورها، أطلقت نشطاء لبنانيون حملة بعنوان "لا للعنف - لا للطائفية"، رفضا لكل المظاهر التي يشهدها الشارع في اليومين الأخيرين، ورفضا للتقسيم وإعادة لغة المحاور والتخويف والحرب، وحفاظا على ما حققته الانتفاضة الشعبية خلال 40 يوما من وحدة بين اللبنانيين.

ودعوا جميع الأمهات والسيدات إلى اعتصام في منطقة عين الرمانة - الشياح اليوم الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر الساعة الرابعة، من أمام محمصة صنين في عين الرمانة مقابل شارع أسعد الأسعد طريق صيدا القديمة.

مطالب الثورة

ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.

ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".

ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.

ريتا مارالله - إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأربعاء, 27 نوفمبر - 2019