خارجية إيران تقسم الشعب إلى "حقيقيين" و"مخربين"!

وصفت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الاثنين، مناصري النظام بـ"الإيرانيين الحقيقيين"، في الوقت الذي تصف فيه المحتجين الذين خرجوا بمظاهرات عارمة على مدار أيام بـ"المندسين والمخربين". 

وتجمع آلاف من أنصار النظام الإيراني في طهران، الاثنين، متهمين الولايات المتحدة وإسرائيل بالتحريض على أعنف احتجاجات مناهضة للحكومة تشهدها إيران منذ أكثر من عشر سنوات.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، الاثنين "أوصيها (الدول الأجنبية) أن تشاهد المسيرات اليوم لترى الناس الحقيقيين في إيران".

وزعم موسوي أن السلطات قطعت في شكل متعمد خدمة الإنترنت لاعتبارات أمنية.

وقارن ذلك "بإغلاق أنابيب الغاز، لو كان هناك حريق على مستوى المدينة".

وأضاف موسوي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي "نقر بالحق في التجمع، لكن الأمر مختلف بالنسبة إلى الجماعات التي تتلقى توجيهات من الخارج"، مبررا تعامل القوات الأمنية "القمعي" مع المحتجين على أنهم "مثيرو شغب".

قطع الانترنت

بدوره، قال مستشار قائد الحرس الثوري علي بلالي، إن قطع الانترنت ساهم بإنهاء الاحتجاجات في إيران.

وأضاف أنه لولا قطع الإنترنت لعمت الاضطرابات جميع البلاد، في اعتراف ضمني بحجم الاحتجاج الذي عم الأسبوع الماضي معظم المحافظات الإيرانية احتجاجا على قرار الحكومة رفع أسعار البنزين.

من جانبه، اعتبر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أن "الشعب الإيراني لن يستبدل ثورته بالغلاء وما ارتفاع سعر البنزين إلا ذريعة"، على الرغم من أن مجمع تشخيص مصلحة النظام أقر الأحد بخطورة ما جرى، معترفا بأن الإصلاحات الاقتصادية باتت ملحة أكثر.

وفي السياق، قال محسن رضائي، الأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام "إذا لم نجرِ إصلاحات في النظام الاقتصادي، علينا أن نتوقع انهيارًا للعملة يصل لـ25 ألف تومان مقابل دولار واحد".

قتلى وجرحى

وكشف متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن تقارير تتحدث عن عشرات القتلى في احتجاجات تشهدها إيران منذ خمسة أيام، مشيراً إلى أن الوضع يدعو للقلق.

وأبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه من استخدام قوات الأمن الإيرانية للذخيرة الحية، ومن أنباء عن انتهاكات للقانون الدولي.

بدورها، أعلنت "منظمة العفو الدولية"، أن "تقارير موثوقة" تشير إلى أن أكثر من 100 متظاهر، وتقارير تقول 200 قُتلوا في أنحاء إيران منذ أن أمرت السلطات قوات الأمن بقمع التظاهرات التي اندلعت عقب رفع أسعار البنزين.

وتابعت المنظمة الحقوقية، ومقرها لندن، أنه "وفقاً لتقارير موثوقة فإن 106 متظاهرين على الأقل قتلوا في 21 مدينة"، مضيفةً أن "حصيلة القتلى الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير، حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل نحو 200 متظاهر".

وبحسب "منظمة العفو الدولية"، أغلب القتلى سقطوا في الأهواز وكردستان.

وذكرت المنظمة أن قوات الأمن الإيرانية تلقت "ضوءا أخضر لقمع" التظاهرات التي اندلعت الجمعة وامتدت إلى أكثر من 100 مدينة في أرجاء إيران.

مظاهرات إيران

وتندلع احتجاجات شعبية واسعة في أكثر 100 مدينة إيرانية، منذ يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد قرار رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف.

وخرج الشعب الإيراني باحتجاجات في كل من العاصمة طهران ومشهد، وإقليم الأحواز العربي ومدن معشور والمحمرة، وسيرجان التابعة لمحافظة كرمان، وبهبهان وشيبان، كما شهدت مدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر احتجاجات مماثلة.

وندد المتظاهرون بقرار رفع سعر البنزين، وركنوا سياراتهم وسط الطرقات من أجل إغلاقها، وأشعلوا الإطارات في الشوارع، ودعوا الشعب للمشاركة في الاحتجاجات، وهتفوا "لن نقبل الذل.. سنطالب بحقوقنا".

في الوقت الذي ردت فيه قوات الأمن الإيرانية على المحتجين بإطلاق الأعيرة النارية صوب المحتجين في الأحواز.

ورفع المتظاهرون هتافات تنادي بإسقاط النظام و"الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت لروحاني".

طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الاثنين, 25 نوفمبر - 2019