عززت واشنطن قواتها في الخليج العربي بحاملة الطائرات العملاقة إبراهام لنكولن، التي دخلت مضيق هرمز، بسبب تهديدات محتملة من إيران إثر توتر العلاقات بين البلدين، وذلك بالتزامن مع اندلاع مظاهرات في إيران منذ يوم الجمعة الماضي تطالب بإسقاط نظام الولي الفقيه.
وأوضحت البحرية الأميركية في بيان أصدرته، الثلاثاء، أن وجود حاملة الطائرات في مياه الخليج هو "دليل على التزام الولايات المتحدة وشركائها بتأمين حرية الملاحة في المنطقة وضمان تدفق الحركة التجارية عبر المضيق".
وأضافت أن عبور مجموعة حاملة الطائرات المضيق الاستراتيجي -الذي يفصل بين إيران والإمارات باتجاه الخليج ويمر منه نحو ثلث الإنتاج النفطي العالمي المنقول بحرا- كان مقررا مسبقا وتم من دون أي حوادث.
وتضم المجموعة حاملة الطائرات أبراهام لينكولن بالإضافة إلى عدد من السفن والطائرات.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية طلب عدم كشف هويته إن الاتصالات بين القوات الأميركية وخفر السواحل الإيراني كانت "مهنية".
وهذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها مجموعة حاملة طائرات أميركية المضيق منذ أن أسقطت إيران في المنطقة في يونيو/حزيران الماضي طائرة أميركية مسيرة.
وتصاعد التوتر في الخليج منذ شن هجمات على ناقلات نفط هذا الصيف، إحداها قبالة ساحل الإمارات، وهجوم كبير على مرافق نفطية في السعودية. واتهمت واشنطن إيران بأنها وراء هذه الهجمات.
قوات إضافية
ومن جهة أخرى نشرت الولايات المتحدة آلافا إضافية من القوات العسكرية في الشرق الأوسط، منهم أفراد دفاع جوي، فضلا عن قاذفات قنابل، وذلك بهدف الردع في مواجهة واشنطن بتصرفات إيران الاستفزازية.
وتزامن أحدث تحرك مع احتجاجات تشهدها إيران منذ يوم الجمعة بسبب زيادة أسعار البنزين طالب خلالها المتظاهرون برحيل حكام المؤسسة الدينية، وهتفوا ضد المرشد الإيراني.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إرسال قوات مسلحة إلى الشرق الأوسط هو لحماية مصالح الولايات المتحدة وقواتها في المنطقة من "الأعمال العدائية التي تقوم بها إيران ووكلاؤها".
وفي رسالة إلى مجلسي الشيوخ والنواب، قال ترامب إن إيران تواصل تهديدها لأمن المنطقة عبر مهاجمة منشآت النفط والغاز في السعودية في سبتمبر/أيلول الماضي.
وأضاف ترامب أن نشر قوات أميركية إضافية في الشرق الأوسط يهدف لطمأنة شركاء واشنطن، وردع ما سماه السلوك الاستفزازي الإيراني، وتعزيز القدرات الدفاعية الإقليمية.
ومع وصول هذه القوات يرتفع عدد أفراد الجيش الأميركي في السعودية إلى نحو ثلاثة آلاف، وسيبقون فيها إلى حين إتمام المهام المذكورة.
وفرضت إدارة ترمب أقصى عقوبات على الإطلاق ضد النظام الإيراني، بعد قيامها بإلغاء الاتفاق النووي مع طهران، وحثها الأخيرة على التفاوض مجددا حول اتفاق بشروط جديدة.
مظاهرات إيران
وتندلع احتجاجات شعبية واسعة في أكثر 100 مدينة إيرانية، منذ يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد قرار رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف.
وخرج الشعب الإيراني باحتجاجات في كل من العاصمة طهران ومشهد، وإقليم الأحواز العربي ومدن معشور والمحمرة، وسيرجان التابعة لمحافظة كرمان، وبهبهان وشيبان، كما شهدت مدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر احتجاجات مماثلة.
وندد المتظاهرون بقرار رفع سعر البنزين، وركنوا سياراتهم وسط الطرقات من أجل إغلاقها، وأشعلوا الإطارات في الشوارع، ودعوا الشعب للمشاركة في الاحتجاجات، وهتفوا "لن نقبل الذل.. سنطالب بحقوقنا".
في الوقت الذي ردت فيه قوات الأمن الإيرانية على المحتجين بإطلاق الأعيرة النارية صوب المحتجين في الأحواز.
ورفع المتظاهرون هتافات تنادي بإسقاط النظام و"الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت لروحاني"، وتحدثت تقارير حقوقية عن مقتل أكثر من 200 متظاهر واعتقال الآلاف منذ اندلاع الاحتجاجات.
محمد إسماعيل – إيران إنسايدر