كشفت مصادر أن المنطقة الشرقية في سوريا، شهدت اليوم الجمعة، استنفارا أمنيا غير مسبوق بين القوات الإيرانية والروسية المنتشرة بالمنطقة.
وتنتشر ميليشيات تابعة لإيران يديرها الحرس الثوري، وقوات روسية، في منطقة البادية السورية وصولا إلى الضفة الجنوبية من نهر الفرات حتى مدينة البوكمال التي تعتبرها إيران منفذها إلى سوريا.
وقالت قناة "بي بي سي عربي"، إن منطقة شرقي سوريا تشهد استنفارا غير مسبوق بين قوات روسيا والميليشيات الإيرانية.
والتوتر بين الطرفين في سوريا جاء على خلفية إجراءات روسية تهدف للحد من الوجود الإيراني هناك، وتتزامن هذه الأخبار بعد أسبوع فقط على الاجتماع الذي جمع مستشار الأمن القومي الأمريكي والإسرائيلي والروسي في القدس.
وكان أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد القمة الثلاثية، أن "هناك اتفاقاً إسرائيليا وأمريكا وروسيا على أنه يجب إخراج إيران من سوريا"، مستدركاً "لكننا نختلف على كيفيّة تنفيذ ذلك".
كما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أنه تم التوصل لعدد من الاتفاقيات الهامة بشأن سوريا في اجتماع "القدس" بين أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف مع نظيريه الأمريكي والإسرائيلي.
تسريب إحداثيات
ويأتي التوتر إثر نشر شبكة محلية تدعى "عين الفرات"، أمس الخميس، خرائط توضح أماكن تمركز القوات الإيرانية شرق سوريا، ومراكز توزّع مخازن الأسلحة مع تحديد أنواع الأسلحة الموجودة في كل مقر.
وقالت مصادر محلية أن المنطقة "شهدت استنفارا غير مسبوق أعقبه قيام الميليشيات التابعة لإيران بنقل كميات كبيرة من السلاح من أحد مقراتها في مدينة البوكمال مع تغيير أماكن توزع الجنود والعناصر في المقر.
وأضافت أن قياديا إيرانيا يدعى "سلمان الإيراني"؛ والذي يعتبر القائد الأول للميليشيات التابعة لإيران في مناطق شرق سوريا، كلّف عناصر من "لواء فاطميون" -الذي يتكون من مقاتلين أفغان- بمهمة مراقبة وكشف من يقوم بالتصوير وإيصال المعلومات عن تحركات الميليشيات في المدينة، ورصد مكافأة مالية لمن يرشده إلى من يرصد ويصور تلك المواقع.
مواقع مسربة
وكشفت شبكة "عين الفرات" عبر صفحتها على فيسبوك، إن الموقع الأول يقع داخل مدينة البوكمال، وتحديدا في حي الجمعيات، حيث يتمركز فيه عناصر من ميليشيا "حزب الله" اللبناني، ويضم نحو 50 مسلحا بعتادهم الكامل.
أما المقر الثاني والذي يقع في حي الجمعيات أيضا، تتمركز فيه ميليشيا "حركة النجباء" التي ينحدر عناصرها من العراق.
ويقع الموقع الثالث على ضفاف نهر الفرات، مقابل قرية الباغوز التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ويستخدمه القيادي سلمان الإيراني، كمقر رئيسي للميليشيات التابعة لإيران، ويتواجد فيه 150 مسلحا من "لواء فاطميون" مع أسلحتهم الثقيلة، و8 راجمات صواريخ، وصواريخ موجهة محمولة على الكتف، ومضادات من عيار23 وعيار 14.50 وعيار 12.
وسربت الشبكة موقعا أخر داخل مدينة البوكمال، قالت إنه مقرا لميليشيا "زينبيون"، والتي ينحدر عناصرها من حملة الجنسية الباكستانية، ويختص عناصر الميليشيا بالتجوال أو مما يعرف بالدوريات الإيرانية في البوكمال، وتبدأ هذه الميليشيات بالتجوال من الساعة 9 ليلا حتى الساعة 6 صباحا.
أما "حزب الله" الذي ينحدر عناصره من لبنان، يتمركز في حي الجمعيات، بحسب "عين الفرات" التي أضافت أن مقر استخبارات الحرس الثوري الإيراني يقع في دمشق، ويتم استخدامه للتواصل مع الميليشيات الإيرانية في العراق، ويعلوه برج إرسال مرتفع يستخدم فقط من قبل الاستخبارات الإيرانية.
وفي حي المساكن تحديدا في البوكمال، قالت الشبكة أنه يوجد مستودع ذخيرة يتبع لـ"فاطميون"، كما يأوي مشفى عائشة سابقا مستودع أسلحة، ويوجد داخل المشفى سرداب يوضع به السلاح لتسليح الميليشيات التابعة لإيران المتواجدة في مدينة البوكمال.
وقالت الشبكة إن إيران ترسل السلاح لميليشياتها شرق سوريا، من مدينة القائم العراقية، وتسلمها للقيادي "سلمان" المسؤول في مدينة البوكمال.
وأشارت أن "سلمان" ينفذ مهامه بتوجيهات من مكتب الحرس الثوري الإيراني في دمشق.
وفي ريف مدينة البوكمال، وتحديدا قرية سويعية، قالت "عين الفرات" إنه يوجد مقر لـ "لواء فاطميون" مع أسلحتهم وعتادهم الكامل، واختصاص عناصر هذه الميليشيا تشكيل حاجز دائم على الطرق على مدار 24 ساعة لتفتيش المدنيين.
المصدر: إيران إنسايدر