قبضة إيران تتلاشى في العراق والاحتجاجات تتصاعد

بدأت الاحتجاجات العراقية تأخذ موقفا أكثر صراحة ضد تدخلات إيران عبر الأحزاب السياسية التابعة لها في العراق والميليشيات التي تتلقى دعما من طهران.

وتداول ناشطون مقاطع مصورة تظهر هتافات من قبل جمهور نادي القوة الجوية ضد إيران، وهتفوا "بغداد حرة حرة إيران تطلع برا"، فيما ردد المشجعون في ساحة التحرير وسط بغداد الذي تجمهروا أمام شاشات عملاقة لمتابعة مباراة منتخب بلادهم ضد نظيره الإيراني، هتافات ضد إيران وتدخلاتها في العراق.

وتداول ناشطون مقطعا مصورا في البصرة، أعرب متظاهرون فيه عن غضبهم تجاه أحزاب عراقية موالية لإيران.

وقال متظاهر غاضب إن إيران تسيطر على معظم الأحزاب العراقية، الشيعية منها وغير الشيعية.

وأضاف متظاهر ثانٍ أن معظم الأحزاب العراقية تتلقى أوامرها من إيران، وهو أمر يعرفه كل الشباب العراقي.

وأكد ثالث أن كل الأحزاب التي تسرق مدعومة من طهران.

وكشفت منظمة العفو الدولية، يوم الجمعة 8 تشرين الثاني/نوفمبر، إن مقذوفات فتاكة إيرانية الصنع تستخدم ضد المتظاهرين السلميين في العراق منذ مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر من 340 متظاهرا قتلوا، وأصيب 15000 آخرين منذ اندلاع الاحتجاجات في العراق.

وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.

ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال مسؤول عراقي في وقت سابق، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.

وأجرت منظمة العفو الدولية تحديثا جديدا على بيانها الصحفي الصادر في 31 أكتوبر/تشرين الأول، أوضحت خلاله أنه "بالإضافة إلى قنابل الغاز المسيل للدموع الصربية الصنع سلوبودا تساتساك إم Sloboda Ĉaĉak M99-  99 التي تم تحديدها سابقا، فإن جزءا كبيرا من المقذوفات الفتاكة هو في الواقع قنابل غاز مسيل للدموع إم 651  - M651، وقنابل دخان إم 713  M713 صنعتها منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية".

وأشارت منظمة العفو الدولية، إلى أنه "ليس لديها معلومات بشأن هوية قوات الأمن العراقية"، التي تطلق القنابل الإيرانية من فئتي M651 وM713 في بغداد.

قتلى ومظاهرات متواصلة

وقال مراسل إيران إنسايدر، إن قوات ترتدي الزي الأمني قتلت 4 متظاهرين، وأوقعت عشرات الجرحى، مساء الخميس، وألقت هذه القوات أكثر من 100 قنبلة حارقة مسيلة للدموع خانقة في ساحتي الخلاني والتحرير في العاصمة بغداد.

وخرجت حشود من طلبة النجف وكربلاء وواسط إلى ساحات الاعتصام بأعداد كبيرة في مناطق متفرقة بمشاركة واسعة من الأساتذة.

وامتلأت ساحة التحرير بالعاصمة بغداد بأعداد كبيرة من المتظاهرين رغم استمرار القمع والقتل ضدهم من قبل قوات ترتدي الزي الأمني.

اللافت أن المتظاهرين وأهالي بغداد حرصوا على مشاهدة مباراة فريقهم الوطني ضد المنتخب الإيراني في بطولة آسيا من قلب ساحة التحرير بعد تركيب شاشات عرض كبيرة لمتابعة المباراة.

في تلك الأثناء، توافدت أعداد كبيرة من الجالية العراقية في الأردن إلى ملعب مباراة العراق وإيران، بينما استمع العراقيون لأغنية موطني لدعم الثورة العراقية.

الإفراج عن المهداوي

وقالت وسائل إعلام إنه تم الإفراج عن الناشطة صبا المهداوي بعد 10 أيام من اختطافها، فيما فضلت عائلتها عدم الحديث أو الكشف عن الجهة الخاطفة؛ حفاظا على حياتها.

وتعرضت المهداوي للخطف أثناء عودتها من ساحة التحرير إلى منزلها، واتهم ناشطون ميليشيات تابعة لإيران بخطفها.

مظاهرات العراق

ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.

ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الخميس, 14 نوفمبر - 2019