إيران تخشى من انتقال عدوى مظاهرات العراق إلى ساحاتها

قال البروفيسور بجامعة جورج واشنطن، تشارلز دون، إن طهران تخشى انتقال الاحتجاجات من العراق إلى داخل أراضيها. 

وأضاف في مقال نشره موقع قناة "NBC" الأمريكية، أنهم جميعا (أي الإيرانيين) على دراية بإمكانية أن تؤدي المظاهرات الجماهيرية في العراق إلى إلهام انتفاضة شعبية مماثلة في بلدهم نفسه، التي شهدت مظاهرات حاشدة لـ"الحركة الخضراء" في عام 2009، فضلا عن الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد، في أوائل العام الماضي، ضد سياسات الحكومة الاقتصادية والحكم الثيوقراطي القمعي.

ويرى الكاتب أنه ولهذا السبب، نصح مسؤولو الأمن الإيرانيون نظراءهم العراقيين بالتشدد مع المحتجين. ويُشتبه في تورط قوات الميليشيات المتحالفة مع إيران في قتل المتظاهرين، وكانت هناك مزاعم بأن الإيرانيين شاركوا في أعمال القتل. كما تشير تقارير جديدة إلى أن إيران قد تستعد للتدخل على نطاق أوسع.

وقال إن الربيع العربي وصل أخيرا إلى العراق، في أوائل شهر تشرين الأول/أكتوبر، حيث اندلعت مظاهرات واسعة النطاق ضد الحكومة العراقية، وخرج آلاف المتظاهرين الشباب للمطالبة بإقالة الحكومة لأنها أخفقت اقتصاديا وسياسيا.

وأضاف أن المطالبة بتوفير الوظائف، واحترام حقوق الإنسان، ووضع حد للفساد، وتحسين الخدمات العامة هي في قلب المظالم التي يرددها المحتجون. ولكن ينصب جام الغضب أيضا على إيران لمحاولتها استخدام الطبقة السياسية العراقية لخدمة مصالحها.

وحاولت طهران بناء النفوذ في العراق لأكثر من عقد من الزمان في مسعى بائس لتحويل العراق إلى دولة خاضعة تابعة، مما أثار استياء عميقا بين العديد من عامة العراقيين. وفي الواقع، فقد تفجرت الاحتجاجات بسبب الغضب لإقالة قائد عراقي ميداني شارك في مكافحة الإرهاب وكان يحاول كبح جماح الميليشيات المسلحة الموالية لإيران. ويزداد حجم الخطاب المعادي لإيران، لأنه قبل بضعة أيام، تعرضت القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء الجنوبية للهجوم.

ويمثل تصاعد حدة الغضب ضد طهران في إطار الانتفاضة الشعبية ضد الفساد السياسي والاقتصادي، في منطقة لا توجد فيها علامات أمل تذكر، تحديًا خطيرًا وبارقة أمل للولايات المتحدة. إنها حركة أرضية لا تهدد فحسب قبضة إيران على حليف إقليمي مهم، بل تهدد إيران نفسها أيضًا.

وتتعرض إيران لإكراه متزايد من حملة "تقوم على الحد الأقصى من الضغط" من جانب إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي صعدت من العقوبات ضد إيران، ونقلت قوات إضافية إلى الخليج العربي لمواجهة طموحات إيران النووية، والتصدي لسياساتها الإقليمية المزعزعة للاستقرار.

نظرية المؤامرة

وفي هذا السياق، يرى قادة إيران الاضطرابات السياسية في العراق من وجهة نظر تآمريه، وتنحو باللائمة فيها على "الأيدي الأجنبية" (أي الولايات المتحدة وإسرائيل). ويعلم الإيرانيون مدى الضرر الذي سوف يلحق بهم من جراء خسارتهم للعراق، وأثر ذلك على استراتيجيتهم التي تهدف إلى تحقيق التفوق الإقليمي.

مظاهرات العراق

ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.

ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين.

وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر من 319 متظاهرا قتلوا منذ بدء الاحتجاجات فيما أصيب أكثر من 12 ألفا، وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.

ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال مسؤول عراقي في وقت سابق، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الثلاثاء, 12 نوفمبر - 2019