بدأت إيران ضخ غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي بمنشأة "فوردو" النووية المقامة تحت الأرض، في إطار الخطوة الرابعة لخفض التزاماتها بالاتفاق النووي الموقع مع القوى العالمية في فيينا عام 2015.
وقال التلفزيون الإيراني "بدأت إيران ضخ غاز (اليورانيوم) في أجهزة الطرد المركزي في فوردو بحضور مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
دعوة ألمانية للعودة
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، يوم الأربعاء، إن على إيران إعادة النظر في قرارها، ووصفه بـ"غير المقبول".
وأضاف ماس في مؤتمر صحافي في برلين "ما أعلنه الرئيس روحاني غير مقبول"، داعيا طهران إلى "العودة عن جميع التدابير التي اتخذتها منذ تموز/يوليو واحترام التزاماتها الدولية بشكل كامل".
تحول جذري
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن إيران أشارت بوضوح للمرة الأولى إلى نيتها الانسحاب من الاتفاق النووي بإعلانها أنها ستبدأ ضخ غاز اليورانيوم في منشأة للتخصيب.
وأضاف في مؤتمر صحافي "للمرة الأولى وبشكل واضح وفج وبدون تحديد سقف، تقرر إيران الخروج من إطار خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي الموقع في 2015) وهو تغيير كبير وتحول جذري".
وأضاف "سأجري مناقشات في الأيام المقبلة، بما في ذلك مع الإيرانيين وعلينا أن نستخلص النتائج بشكل جماعي".
ممارسة الابتزاز
من جانبها، اتهمت الولايات المتحدة إيران، يوم الثلاثاء، بممارسة الابتزاز النووي وتعهدت بتشديد الضغوط عليها، وذلك بعد إعلان طهران استئنافها أنشطة تخصيب يورانيوم كانت مجمدة سابقاً في منشأة فوردو.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية "ليس لدى إيران سبب معقول لتوسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو أو أي مكان آخر، عدا عن كونها محاولة واضحة للابتزاز النووي لن تؤدي سوى إلى تعميق عزلتها السياسية والاقتصادية".
وأضاف "سنستمر في فرض أقصى الضغوط على النظام حتى يتخلى عن سلوكه المزعزع للاستقرار، بما في ذلك الأعمال الحساسة المتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة النووية".
وكانت إيران قد وافقت عام 2015 على تحويل فوردو إلى "مركز للتكنولوجيا والعلوم النووية والفيزيائية" تستخدم فيه 1044 جهازا للطرد المركزي في أغراض غير التخصيب، مثل إنتاج النظائر المستقرة التي لها العديد من الاستخدامات السلمية.
60 جهاز طرد
وكشفت طهران، يوم الاثنين 4 تشرين الاثنين/نوفمبر، عن تشغيل 60 جهاز طرد مركزي متطور من طراز "آي آر 6" في انتهاك جديد لاتفاقها النووي مع القوى العالمية.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي "نشهد اليوم تدشين مجموعة تضم 30 جهازا للطرد المركزي "آب. آر. 6"، معتبرا أن هذه الخطوة تظهر "قدرة وعزم" إيران.
وأضاف صالحي أنه تم إضافة الأجهزة الجديدة المتطورة لمنظومة الطرد المركزي خلال الشهرين الماضيين، مشددا على أن هذه الأجهزة "هي إنتاج وطني ولا تقل جودة عن نظيرتها الأجنبية".
ويمكن لجهاز الطرد المركزي "آي. آر. 6" إنتاج يورانيوم مخصب بسرعة تبلغ عشرة أضعاف سرعة إنتاج الجيل الأول من أجهزة الطرد المركزي "آي. آر. 1".
وألزم الاتفاق النووي إيران باستخدام 5060 جهاز طرد مركزي من طراز "آي. آر. 1" لتخصيب اليورانيوم عبر غاز سداسي فلوريد اليورانيوم سريع الدوران.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الاثنين، إن بلاده ستواصل خفض التزاماتها في الاتفاق النووي، مشيرا إلى أنه سيتم البدء قريبا بتشغيل أجهزة طرد مركزي من طراز "آي آر 9" و"آي آر 7".
وأضاف روحاني "في المرحلة الأولى، قلصنا الالتزامات بزيادة التخصيب، ونخطط أيضا للمياه الثقيلة كما هو مخطط لها، بما أننا لم نتوصل إلى اتفاق مع أوروبا، فقد بدأنا المرحلة الثانية، والآن يبلغ التخصيب نحو 4.5 %، وفي المرحلة الثالثة، أعلنا أننا لن نلتزم بالجدول الزمني للبحث والتطوير، وسيبدأ قريبا تشغيل أجهزة الطرد المركزي من طراز IR 9 و IR 7".
المرحلة الرابعة
وقالت إيران، يوم الأحد 6 تشرين الأول/أكتوبر، إنها عازمة على اتخاذ المرحلة الرابعة لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، ما لم تفِ الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق بالتزاماتها.
3 خطوات سابقة
ومنحت إيران، الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، منذ 8 أيار/مايو من هذا العام، مهلتين، مدة كل واحدة 60 يوما، لإنقاذ الاتفاق النووي، وعلقت بعض التزاماتها النووية في كل مرحلة. انتهت المهلة الثانية (60 يوما الثانية) يوم 5 أيلول/سبتمبر الماضي.
وكشف المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، يوم 7 أيلول/سبتمبر أن بلاده بدأت منذ يوم الجمعة 6 أيلول/سبتمبر، بتنفيذ الخطوة الثالثة لتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، مضيفا أن لدى بلاده القدرة على تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز 20%.
وفي الخطوة الأولى، أعلنت إيران أنها لن تلتزم بسقف إنتاج اليورانيوم المخصب المحدد بـ300 كيلوغرام، وفي الخطوة الثانية، زادت مستوى التخصيب من 3.67 في المائة إلى 4.5 في المائة.
وكانت إيران هددت في أيار/مايو الماضي، أوروبا بأنها إذا لم تتخذ خطوات ملموسة لمساعدة إيران على تفعيل التبادل التجاري تجاوزا للعقوبات الأميركية، فإنها ستقلل تدريجيا من امتثالها لخطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي.
محمد إسماعيل – إيران إنسايدر