حرق الخيام واحتلال الساحات.. "حزب الله" يحرّك زعرانه في بيروت لثني "الحريري" عن الاستقالة

صعّد زعران ميليشيا حزب الله وحركة أمل في العاصمة اللبنانية بيروت، وهاجموا المعتصمين في ساحة الشهداء وحرقوا خيامهم واعتدوا بالضرب والشتائم على المعتصمين السلميين، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المعتصمين. 

وأفادت وكالة "رويترز" نقلاً عن شهود عيان، بأن حرائق نشبت في ساحة الشهداء بعد هجوم زعران حزب الله وحركة أمل على خيام الاحتجاج.

وقال مراسل إيران إنسايدر، إن زعران ميليشيا الحزب والحركة يهاجمون كل ساحات الاعتصام في بيروت ويحرقون الخيام في محاولة لإنهاء الاعتصام، وثني الحريري عن تقديم استقالته بعد ساعات عبر توجيه رسائل له أن هذا هو مصير لبنان في حال استقالة الحكومة.

وأضاف أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة في بيروت، وأن الحزب أخذ قرارا لا رجعة فيه بإنهاء الاحتجاجات وحرفها عن مسارها السلمي وجرها نحو المواجهة.

وتابع أن قوى الأمن استخدم القنابل المسيلة للدموع لتفريق زعران حزب الله وحركة أمل الذين اقتحموا ساحة الشهداء.

وفي السياق، فرض الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشددة في محيط "بيت الوسط"، مقر إقامة رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري.

استقالة الحريري

وأفاد مصدر لبناني رسمي لرويترز أن رئيس الوزراء سعد الحريري يتجه صوب الاستقالة، وقد يعلنها الثلاثاء أو غدا.

بدورها، مصادر أخرى أكدت أن المشاورات ناشطة خلف الكواليس وهي محصورة بمسألة "تعديل" الحكومة وليس تغييرها بالكامل، إلا أن فكرة التعديل تصطدم حتى الآن بالوزير جبران باسيل، لأن رئيس الجمهورية ميشال عون وحزب الله يتمسّكان به ويرفضان "التضحية" به مقابل استبعاد وزراء آخرين في الحكومة".

وقالت المصادر "الرئيسان، نبيه بري، (زعيم حركة أمل) وسعد الحريري وافقا على تعديل الحكومة بمعنى تخفيض عددها من 26 وزيرا (كانت 30 بعد استقالة الوزراء الأربعة لحزب القوات اللبنانية) إلى 14 وتطعيمها بوزراء مستقلين، كما يُطالب المتظاهرون إلى جانب وزراء سياسيين لا يُشكّلون استفزازا للرأي العام، إلا أن حزب الله ورئيس الجمهورية تحديدا رفضا هذا الطرح، لأن هدفه برأيهما "رأس" الوزير جبران باسيل الذي بات يُشكّل الضمانة الأساسية لعهد رئيس الجمهورية وحليفه الأساسي حزب الله".

إلى ذلك، أكدت المصادر المقرّبة من رئيس الحكومة "أن الأمور ذاهبة إلى الأسوأ إذا بقيت المواقف السياسية على حالها، خصوصاً أن المتظاهرين هدّدوا باستمرار قطع الطرق الرئيسية".

ويتقاطع ذلك مع معلومات متداولة عن ضغوط كثيرة تمارس من قِبل حزب الله والتيار الوطني الحر (الذي يرأسه الوزير جبران باسيل) للدفع إلى إنهاء حال الفوضى في الطرق الحيوية وإعادة الحركة عليها إلى طبيعتها في الساعات القليلة المقبلة، للتخفيف من الضغط الذي يُشكّله تقطيعُها، على المشاورات السياسية.

مطالب الحراك

ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.

ودعت إحدى المجموعات المشاركة في التظاهرات العارمة، إلى مواصلة الحراك والإضراب العام، فضلا عن قطع الطرقات.

وأعلنت الاستمرار في التظاهرات في كافة المدن اللبنانية حتى "استقالة الحكومة الفورية، وتشكيل حكومة إنقاذ مصغرة مؤلفة من اختصاصيين مستقلين لا ينتمون للمنظومة الحاكمة، فضلا عن إدارة الأزمة الاقتصادية وإقرار نظام ضريبي عادل".

كما طالبت بإجراء انتخابات نيابية مبكرة بعد إقرار قانوني انتخابي عادل، وتحصين القضاء وتجريم تدخل القوى السياسية فيه.

ريتا مارالله - إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الثلاثاء, 29 أكتوبر - 2019