الصدر يدعو عبدالمهدي لانتخابات برلمانية مبكرة وفرض حظر تجوال في بغداد

طالب زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، يوم الاثنين، رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، بإعلان الانتخابات البرلمانية المبكرة، في الوقت الذي أعلن فيه قائد عمليات بغداد عن فرض حظر تجوال من الساعة 12 ليلا وحتى السادسة صباحا حتى إشعار آخر. 

وقال الصدر في بيان نشر على موقعه "أطالب الأخ عادل عبد المهدي بالحضور إلى البرلمان والإعلان عن انتخابات برلمانية مبكرة بإشراف أممي وبمدد قانونية غير طويلة".

وأضاف، أنه "وخلال هذه الفترة تتخذ كل التدابير اللازمة لتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها وعرضه على الشعب".

ودعا الصدر، إلى أن تكون "الانتخابات المبكرة من دون مشاركة الأحزاب الحالية إلا من ارتضاه الشعب".

وقال "أيها الثوار لا يغرنكم تصويت البرلمان فكله صوري".

وأضاف مخاطبا مجلس النواب، "أنبهكم أن جلستكم كانت خالية من محاسبة الفاسدين".

حظر تجوال

وفي السياق، أعلن قائد عمليات بغداد الفريق الركن قيس المحمداوي، الاثنين، فرض حظر للتجوال من الساعة 12 ليلا إلى السادسة صباحا، وحتى إشعار آخر.

وقال المحمداوي، إنه "تقرر فرض حظر التجوال في العاصمة بغداد للأفراد والمركبات بدءا من اليوم الاثنين وحتى إشعار آخر".

وأضاف، أن "قرار حظر التجوال جاء لحماية المتظاهرين، خصوصا بعد اكتشاف بعض المندسين بينهم"، حسب قوله.

الطلاب يزينون الساحات

وقال مراسل إيران إنسايدر، إن آلاف الطلاب العراقيين من الجامعات والمدارس نزلوا إلى الشوارع للمشاركة بالمظاهرات التي تعم كافة المدن العراقية وخاصة الجنوبية والعاصمة بغداد، لليوم الرابع على التوالي.

وأضاف أنه ولليوم الثاني على التوالي واصل طلبة الجامعات والمدارس انضمامهم إلى التظاهرات معلنين العصيان المدني في كربلاء تضامنا مع مظاهرات العراقيين.

وأشار إلى أن العراقيين مصرون على الخروج بكل فئات المجتمع، وبات هذا الأمر ملحوظا بهدف الخلاص من الفساد وتحقيق العيش الكريم لأبناء العراق.

وخرج طلاب الجامعات والمدارس في كل من بغداد وكربلاء والبصرة وميسان، ومدن أخرى، بمظاهرات ورفعوا أصواتهم ضد الفساد والحكومة العراقية، وصارخين "بالروح بالدم نفيد يا عراق".

وفي السياق، أعلنت نقابة المعلمين العراقية الإضراب العام لـ 4 أيام في مختلف المناطق، باستثناء إقليم كردستان، تضامنا مع مطالب المحتجين.

وبالتزامن، أعلن محافظ كربلاء، الاثنين، إعادة فرض حظر التجوال في المحافظة ابتداء من مساء اليوم وحتى صباح الثلاثاء.

وكان حظر التجوال، رفع فجر الاثنين، في معظم المحافظات العراقية التي كانت السلطات أعلنت سابقاً فرضه إثر الاحتجاجات التي خرجت، وتخللتها أعمال عنف وإطلاق نار من قبل الأمن، أدى إلى مقتل عشرات المتظاهرين.

 وأعلن محافظ الديوانية رفع حظر التجوال بدءا من الساعة السادسة من صباح الاثنين، كما أعلنت قيادة شرطة ذي قار رفع حظر التجوال أيضا في المحافظة، ورفع حظر التجوال في محافظة البصرة بدءا من فجر اليوم.

اليوم الرابع

ويواصل العراقيون الخروج بمظاهرات في العاصمة بغداد، لليوم الرابع على التوالي، مطالبين بإسقاط الحكومة والنظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، بعد يومين من أحداث دامية قتل فيها 74 متظاهرا وجرح الآلاف، برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران.

وقال مراسل إيران إنسايدر، إن آلاف المحتجين العراقيين متواجدون، اليوم الاثنين، في ساحة التحرير بوسط بغداد.

وأضاف أن الشبان نصبوا حواجز على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة بالمدينة لتفصلهم عن قوات الأمن التي واصلت إلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع باتجاههم.

ونوه أن أعدادا من المتظاهرين في اليرموك والمنصور والداودي خرجوا للأعظمية دعما لمتظاهري ومعتصمي ساحة التحرير الذين يطالبون بإسقاط الحكومة العراقية والنظام الحالي.

وتابع أن مجموعات من المحتجين في بغداد ومحافظات عراقية أخرى، تستعد لتنظيم اعتصامات مفتوحة في ساحات التظاهر رغم الإجراءات الأمنية المشددة.

وأعلن طلاب مناطق "المنصور، والخضراء، والعامرية، والسيدية، وحي الجامعة، ونفق الشرطة، وحي العدل" في بغداد إضرابهم عن الدوام ومساندتهم للمتظاهرين في ثورة تشرين، خاصة بعد أحداث القمع والقتل التي تعرض لها المتظاهرون.

وشارك كذلك طلاب جامعة بغداد بقوة في تظاهرات يومي الأحد والاثنين من داخل الجامعة، معلنين إضرابهم عن الدراسة والتضامن مع المتظاهرين مرددين هتافات "بالروح بالدم نفديك يا عراق".

إلى ذلك تحدث المتظاهرون عن الدور البطولي لسائقي "التوك توك" في نقل المصابين الذين تعرضوا للقمع على يد ميليشيا تابعة لإيران "منظمة بدر وعصائب أهل الحق"، فضلا عن المساعدات التي يوفرونها من عمليات نقل للغذاء ودعم للمتظاهرين في ساحات التظاهر ليستحق مكانته كأيقونة بين صفوف المتظاهرين.

في سياق آخر، قطع المتظاهرون في ناحية جصان بمحافظة واسط الطريق البري الرابط بين العراق وإيران رفضا للقمع والقتل الممنهج ضد المتظاهرين من أبناء العراق.

عشرات القتلى

وقالت مصادر طبية لإيران إنسايدر إن حصيلة القتلى ارتفعت خلال أربعة أيام إلى 79 شخصا، فيما أفيد بأن الأمن اقتحم ساحة التحرير في بغداد محاولا إخراج المتظاهرين منها بالقوة..

مظاهرات شعبية

وشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.

ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.

وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر 149 متظاهرا قتلوا، وأصيب 6000 آخرين.

وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.

ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.

إسراء الحسن - إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الاثنين, 28 أكتوبر - 2019