شن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، يوم الاثنين، هجوما على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.
وقال موسوي إن إعلان ترامب عن مقتل البغدادي بهذه الطريقة والضجة التي أحدثها يخدم أهدافا انتخابية وقضايا داخلية أمريكية.
وحذر موسوي من أي مخططات جديدة تستهدف المنطقة بعد الإعلان عن مقتل البغدادي، وأضاف "كلما اقترب موعد الانتخابات يكشفون عن واحدة من أوراقهم هذه للاستهلاك الداخلي، ونحن نعتقد أن هذه الخطوة لم تكن خطوة كبرى لأن "داعش" تم دحره من قبلنا ودول المنطقة ولكن ينبغي التريث لنرى ما يحمله أعداء المنطقة من مخططات لمستقبلها".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن طهران لا تعتبر مقتل البغدادي نهاية لتنظيم "داعش"، بل إن أفكاره لا تزال حية.
وأضاف موسوي، أن أفكار البغدادي لا تزال حية ومن الممكن أن يعيد الأمريكيون تنظيم بقايا "داعش" لتنفيذ أعمال تخريبية في المنطقة.
دور روسي تركي
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأحد 27 تشرين الأول/أكتوبر، خلال مؤتمر صحفي مقتل زعيم تنظيم "داعش"، بعملية إنزال جوية هي الأولى بريف إدلب، وصفها بأنها كانت "جريئة" نفذتها القوات الخاصة الأمريكية، كما أثنى على دور روسيا وتركيا لإسهامها في العملية.
وقال ترامب "وضعت الولايات المتحدة الليلة الماضية الإرهابي رقم واحد في العالم أمام العدالة، تم قتل أبو بكر البغدادي، كان مؤسسا وزعيما لداعش التنظيم الإرهابي الأكثر قسوة ووحشية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة بحثت عن البغدادي على مدار سنوات طويلة، ومثل القبض عليه أو قتله أولوية رئيسة لإدارتي في مجال الأمن القومي".
ووصف ترامب بأن القوات الأمريكية الخاصة نفذت "غارة جريئة" لتصفية البغدادي بمشاركة 8 مروحيات، مفيدا بأن زعيم "داعش" انتحر خلال محاولة فراره من العسكريين الأمريكيين في نفق تحت موقع مخبأه، حيث فجر نفسه و3 من أطفاله بحزام ناسف.
واعتبر أن البغدادي قتل "كجبان"، مشيرا إلى أن العملية أسفرت كذلك عن مقتل الكثير من مرافقيه، وذكر أن القوات الأمريكية قضت ساعتين في الموقع حيث جمعت معلومات حساسة حول التنظيم.
ولفت إلى أن العملية لم تسفر عن سقوط قتلى أو جرحى بين القوات الأمريكية، لكنها أسفرت عن إصابة 11 طفلا كانوا في الموقع، وتقدم بالشكر لكل من "روسيا وتركيا وسوريا والعراق"، كم أعرب عن شكره للأكراد السوريين على الدعم، الذي تمكنوا من تقديمه في هذه المهمة بالغة الخطورة.
وقال ترامب عن إسهام الجانب الروسي: "إن روسيا تصرفت بشكل رائع معنا، وفتحت المجال الجوي، وحلقنا عبر الأراضي (السورية) التي تخضع للسيطرة الروسية"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أبلغت روسيا بالعملية مسبقا، لكن دون توضيح هدفها، قائلا إن الكشف عن التفاصيل، كان من الممكن أن يعرض حياة العسكريين الأمريكيين للخطر.
جهود عراقية
وأثنى مسؤول أمريكي لوكالة رويترز جهود العراق بمساعدة القوات الخاصة الأمريكية بتنفيذ عملية في شمال غربي سوريا، كانت مهمتها القبض على زعيم تنظيم داعش.
وقال المسؤول الامريكي إن الغارة التي قامت بها العمليات الخاصة الأمريكية شُنت من قاعدة جوية في غرب العراق، مشددا على أهمية دور العراق في نجاح العملية.
وأشار إلى أن "مسؤولي المخابرات والأمن العراقيين ساهموا في نجاح العملية".
وسبق أن أكد وزير الدفاع الأمريكي "مارك إسبر" أن "هدف الغارة الأمريكية كان إلقاء القبض على البغدادي أو قتله في حالة تعذر اعتقاله".
وأوضح إسبر، أن اثنين من القوات الأمريكية أصيبوا بجروح طفيفة خلال العملية التي استهدفت البغدادي لكنهما عادا للعمل".
وقالت وزارة الدفاع التركية، أمس الأحد، إنه جرى تبادل معلومات وتنسيق بين السلطات العسكرية التركية والأمريكية، قبل العملية التي نفذها الجانب الأمريكي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، ليلة السبت/الأحد.
طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر