تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا مصورا لأحد عناصر الشرطة الاتحادية في المنطقة الخضراء وهو يجهش باكيا على القمع الذي تمارسه الميليشيات بحق المتظاهرين السلميين في المظاهرات التي انطلقت يوم الجمعة 25 تشرين الأول/أكتوبر للمطالبة بإسقاط الحكومة ومحاسبة الفاسدين.
وقال المتظاهرون للشرطي "بطل والله بطل، الله يحفظك وينصرك ويخليك لأهلك".
وقال الناشط الذي نشر الفيديو "أحد أفراد الشرطة الاتحادية يبكي من هول ما شاهده من القمع ضد المتظاهرين العراقيين العزل أمام بوابة المنطقة الخضراء من قبل قوات أمنية خاصة".
احد افراد الشرطة الاتحادية يبكي من هول ما شاهده من القمع ضد المتظاهرين العراقيين العزل امام بوابة المنطقة الخضراء من قبل قوات امنية خاصة pic.twitter.com/UIO8kfjz0g
— Steven nabil (@thestevennabil) October 25, 2019
يوم دامٍ
وقال مراسل إيران إنسايدر، إن عدد قتلى المظاهرات التي اندلعت منذ فجر الجمعة بلغ 40 قتيلا، في وقت أصيب أكثر من 2700 مدني، برصاص ميليشيات عراقية مرتبطة بإيران وأجهزة الأمن.
وأضاف مراسلنا أن غالبية القتلى سقطوا برصاص قناصة بالرأس، في إشارة واضحة للقمع والبطش الذي يتعرض له الحراك الشعبي في العراق.
مظاهرات متواصلة
وعاد مئات العراقيين للتظاهر، يوم السبت، في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، ورفعوا هتافات طالبت بإسقاط الحكومة، وردت قوات الأمن باستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.
وزعمت وزارة الداخلية العراقية، أن التظاهرات التي عمت البلاد، الجمعة، انحرفت عن مسارها، بهدف تبرير البطش الذي جوبهت به المظاهرات الحاشدة.
وقال المتحدث باسم الداخلية في بيان له، إن "الوزارة ستحاسب كل من اعتدى على المؤسسات العامة"، وتوعد بفرض عقوبات مشددة على من ارتكب التجاوزات، مشيرا إلى أن الاعتداء على الممتلكات ليس لها أي علاقة بالتظاهر السلمي، بحسب زعمه.
الحلبوسي بين المتظاهرين
ونزل رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي السبت، ساحة الاعتصام وسط بغداد، وتجول بين المتظاهرين المعتصمين في ساحة التحرير في العاصمة العراقية.
واستمع الحلبوسي إلى مطالب المعتصمين، ووعد بتلبية المشروعة منها وفق القوانين المتاحة.
جلسة طارئة
وقرر البرلمان العراقي، يوم السبت، عقد جلسة خاصة وطارئة لمناقشة مطالب المتظاهرين، إثر الاحتجاجات الدامية التي شهدتها البلاد، الجمعة.
وقالت رئاسة المجلس في بيان لها، إن الجلسة ستبحث بندا واحدا يتعلق بمناقشة مطالب المتظاهرين، وقرارات مجلس الوزراء، وتنفيذ حزم الإصلاحات، وذلك بعد أن شهدت التظاهرات في مدن العراق مواجهات عنيفة ليل الجمعة، استخدمت خلالها القوات الأمنية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ما تسبب بوقوع 42 قتيلا وجرح أكثر من ألفي متظاهر.
اعتصام وحظر تجوال
ونصب المتظاهرون في ساحة التحرير وسط بغداد، خياما، وبدأوا باعتصام مفتوح إلى حين الاستجابة لمطالبهم، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
وفرض السلطات العراقية حظر التجوال في 6 محافظات عراقية جنوبية، "حفاظا على أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة"، بحسب ما أفادت محافظة الديوانية.
مظاهرات شعبية
وشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.
وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر 149 متظاهرا قتلوا، وأصيب 6000 آخرين.
وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.
ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر