يواصل اللبنانيون، يوم السبت، النزول إلى الشوارع وقطع الطرقات، للمطالبة بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية لليوم العاشر على التوالي، وفي تحدٍ لكلمة زعيم حزب الله حسن نصرالله الذي لوّح بالحرب الأهلية وزعم أن الحراك الشعبي يُدار من قبل سفارات دول أجنبية.
وقطع متظاهرون السبت عددا من الطرقات الرئيسية خصوصا تلك المتجهة من بيروت إلى محافظات الجنوب والشمال وبعض مناطق جبل لبنان.
ودعا الحراك اللبناني إلى النزول إلى الساحات، تحت شعار "سبت كل الساحات"، بعد مواجهات صادمة بدأت من ساحة رياض الصلح وسط بيروت، بين عناصر من ميليشيا حزب الله والمتظاهرين السلميين.
وفي خطوة مشابهة لميليشيا حزب الله، بالالتفاف على الانتفاضة الشعبية التي تسود مختلف المناطق اللبنانية، يحاول "التيار الوطني الحر" تنظيم عدد من المسيرات مقابل التظاهرات التي ينظمها عدد من المواطنين منذ يوم الخميس الفائت.
وبدأ الحراك الشعبي بالرد على المزاعم التي وجهها زعيم ميليشيا "حزب الله" حسن نصرالله للمتظاهرين، مؤكدين على مواصلة الثورة بوجه الطبقة السياسية الفاسدة والأحزاب الحاكمة.
الاندساس بالمظاهرات
وتواصل ميليشيا "حزب الله" الزج بزعرانها، إلى ساحات التظاهر في كل من "ساحة الشهداء، وساحة رياض الصلح"، وافتعال مواجهات مع المتظاهرين بعد الاندساس وسط المظاهرات ورفع هتافات تمجد زعيم الحزب.
واندلعت مواجهات بين زعران الحزب الذين يرتدون قمصانا سوداء والمتظاهرين في ساحة الشهداء وسط بيروت، بعد ترديد زعران الحزب هتافات تحيي حسن نصرالله "كلن يعني كلن نصرالله أشرف منن"، ورد المتظاهرون على هتافات زعران الحزب بالقول "كلن يعني كلن نصرالله واحد منن"، ما أدى لوقوع شجار بين الطرفين وسقوط جرحى.
واقتحم زعران الحزب خيام المتظاهرين الذين قرروا الاعتصام في الساحات العامة ببيروت، في الوقت الذي حاولت فيه قوات الأمن الفصل بين زعران الميليشيا والمتظاهرين ما تسبب بجرح أكثر من 70 عنصرا تابعا لوزارة الداخلية بحسب ما ذكرت في بيان لها يوم الجمعة.
وتؤكد مصادر، إن ميليشيا "حزب الله"، أخذت قرارا بتحريك أنصارها لترهيب الانتفاضة السلمية في بيروت وكل شوارع لبنان، وأن الحزب أخذ قرارا أمنيا يهدف إلى إلغاء المظاهرات السلمية.
وأضافت أن الحزب ضاق صدره ويواجه عقوبات أمريكية أرهقته، ويتعامل مع اللبنانيين بنوع من التوتر والتهور وضيق النفس.
وأظهرت مقاطع مصورة قيام عناصر مشبوهة بالاعتداء على المتظاهرين، على مدار أيام، في كل بنت جبيل على الحدود مع إسرائيل والنبطية جنوب لبنان وبعلبك وبيروت.
جعجع يغرد
بدوره، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تغريدة على تويتر "تسعة أيام وأكثر من نصف الشعب اللبناني في الشوارع يصرخ ولا من يسمع ولا من يتجاوب. هل من فضيحة ولا مبالاة وانقطاع مع الناس أكثر من ذلك؟".
مطالب الحراك
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ودعت إحدى المجموعات المشاركة في التظاهرات العارمة، إلى مواصلة الحراك والإضراب العام، فضلا عن قطع الطرقات.
وأعلنت الاستمرار في التظاهرات في كافة المدن اللبنانية حتى "استقالة الحكومة الفورية، وتشكيل حكومة إنقاذ مصغرة مؤلفة من اختصاصيين مستقلين لا ينتمون للمنظومة الحاكمة، فضلا عن إدارة الأزمة الاقتصادية وإقرار نظام ضريبي عادل".
كما طالبت بإجراء انتخابات نيابية مبكرة بعد إقرار قانوني انتخابي عادل، وتحصين القضاء وتجريم تدخل القوى السياسية فيه.
ريتا مارالله - إيران إنسايدر